استمر امس الاهتمام الامريكي الكبير بمستقبل السلطة في مصر مع اقتراب موعد اجراء انتخابات مجلس الشعب، في نوفمبر القادم، وانتخابات الرئاسة العام القادم. حيث توقع معهد كارنيجي الامريكية للسلام الدولي صعوبة انتقال السلطة في مصر إلي جمال مبارك امين السياسات في الحزب الوطني الحاكم، ووصف هذه العملية بانها ليست سهلة.
اكد تقرير كتبه ستيفان رول الباحث في الشئون الأمنية والدولية بالمعهد، سيطرة قضية ترشيح الحزب الوطني لجمال مبارك، في الانتخابات الرئاسية علي الساحة السياسية في مصر حاليا.
وأشار الباحث إلي أن حملة دعم ترشيح جمال مبارك للرئاسة من خلال الملصقات والتوقيعات سعت الي مواجهة حملة دعم ترشيح الآخرين لانتخابات الرئاسة. وقال "إنه لأول مرة في مصر يبدو أن طبقة رجال الأعمال تلعب دورا في تحديد الرئيس القادم للبلاد، ولكن من غير الواضح ما إذا كان هذا الدور سيكون حاسما".
ووصف ستيفان رول نتائج انتخابات مجلس الشعب المقبلة بانها "مؤشرعلي التوجه داخل الحزب الحاكم، ويمكن أن تؤدي إلي تغيير التكوين الحالي للسلطة في مصر".
وأضاف التقرير "أن فوز مرشحي الحرس الجديد عن الحزب الوطني بأغلبية مقاعد مجلس الشعب يساعد جمال علي تهميش الحرس القديم، ودعم فرصته في الترشح الرئاسي للحزب".
وفى سياق متصل، أكد تقرير مجلة فورين بوليسي الامريكية عن توقعات انتقال السلطة في مصر، اتفاق قوي المعارضة ودعاة الديمقراطية في مصر علي شيء واحد، وهو"لا ينبغي السماح لجمال مبارك بخلافة والده في رئاسة مصر".
واشار التقرير إلي أنه "وفقا للنظم الديمقراطية الغربية فإن وراثة جمال لمقعد والده أمر منبوذ". وقال التقرير "الديمقراطية الحقيقية ليست موجودة في مصر". واوضح تقرير المجلة الامريكية وجود خيارات محددة لمستقبل السلطة في مصر.
وتتضمن الخلافة الوراثية أو تولي الرئيس حسني مبارك الرئاسة لفترة سادسة أو تسليم السلطة إلي قيادة كبيرة في النظام الحالي. وقال تقرير المجلة "المقارنة بين هذه البدائل وغيرها للمستقبل، يجعل جمال مبارك أفضل رهان لصالح ديمقراطية طويلة الأجل في مصر"!، حسب زعم التقرير.
واشار التقرير إلي أن مرشحين آخرين اثاروا حماس المصريين بدعوتهم للإصلاح السياسي وإنهاء قانون الطواريء، ولكنهم خيبوا الآمال إلي حد بعيد". كما اشار التقرير الي الانشقاقات التي حدثت في صفوف أنصار المرشحين للرئاسة منذ الإعلان عن حملاتهم للتغيير، وتوقع التقرير ان تؤدي انتخابات الرئاسة الي تغيير لغة وقواعد اللعبة السياسية في مصر.