نَّعى عدد من الفنانين التشكيليين، الراحل الكبير عدلى رزق الله، مؤكدين على أن رحيله جاء سريعًا بعد وفاة رفيق دربه الفنان الكبير الراحل محى الدين اللباد الذى رحل عن عالمنا منذ أيام قليلة. وقالوا، إن الساحة الثقافية والإبداعية فى مصر فقدت برحليهما قيمتين إبداعيتين لا يمكن تعويضهما، لكونهما رموزاً إبداعية قادت ثورة فى الحركة الفنية التشكيلية بمصر. وقال الفنان التشكيلى أحمد عبد الكريم، إن عدلى رزق الله واحد من الفنانين الجادين فى الحركة التشكيلية المصرية، مضيفا أنه كان متصوفًا وزاهدًا فى كل حياته وفى سلوكه مع الآخرين، وغالبًا كان لا يفهمه البعض فى سلوكه المباشر والفعَّال فى آرائه حول الفن التشكيلى، مشيرًا "ولكن عندما كنَّا صديقين نعمل سويًا فى الثقافة الجماهيرية وجدته متصوفًا خالصًا ونقيًا ذو فلسفة خالصة فى الحياة، وهذه النزعة حافظت على خصوصية عدلى رزق الله". وأضاف عبد الكريم، "لقد اتخذ رزق الله من الطبيعة والمرأة مصدرًا مرموقًا وخالصًا فى التأمل والملاحظة واكتشاف جماليات كل منهما، وزاوج بينهما فى كثير من الحالات، فاتخذ من جسد المرأة مصدرًا إلهاميًا، فكان ينظر إليها على أنها نعمة من النعم التى أنعم الله بها على الرجل ووهبها له ليأنس بها فى حياته، فيرى فيها مصدرًا للأمومة والابنة والزوجة والصديقة، وكان يتفحص جسد المرأة ليكتشف جمالياتها الجزئية والكلية فى آنٍ واحد، فأكسبته خصوصية فى العرض والأسلوب والتحليل والرصد". وقال عبد الكريم، يعتبر رزق الله رسامًا ملونًا من طراز رفيع المستوى على مستوى العالم، وما يؤكد على ذلك تلك الجوائز والشهادات التى منحت له من عدة متاحف عالمية. ومن ناحية أخرى قال الفنان د.صبرى منصور مقرر لجنة الفنون التشكيلية بالمجلس الأعلى للثقافة: تمتع الفنان الراحل بموهبة فنية عالية فى التصوير بالألوان المائية، واستطاع خلال مشواره الفنى تقديم أعمال تعكس رهافة الإحساس ورقة الأداء، وهو فى رأيى من أكثر الفنانين المصريين المعاصرين قدرة على استخدام الألوان المائية، ومعرفة أسرارها التقنية، واستنطاقها بأدق المعانى وأعمق الدلالات، وفى نفس الوقت لا يمكن إغفال دور الفنان الراحل فى توجيه جانب من فنه للطفل المصرى، فقد ساهمت رسومه لقصص وكتب الأطفال فى الارتقاء بهذا المجال وإثرائه بقيم فنية رفيعة. وأضاف الفنان د.صلاح المليجى أستاذ الجرافيك بكلية الفنون الجميلة قائلاً "كان رزق الله واحدًا من الفنانين المتميزين فى استخدام الألوان المائية، وإكسابها العديد من الطبقات المتعددة، وهو فنان أشد ما يميز أعماله أنها ذات أصالة مصرية شديدة". وأكد المليجى، إن رحيل رزق الله خسارة فداحة للحركة التشكيلية فى مصر، إضافة إلى خسارتنا الكبيرة للفنان محى الدين اللبَّاد، فالاثنان كانا قامة لن نرى بعدها ثانية، فلقد أصبحنا فى زمن يتعالى فيه الفنانون على بعضهم البعض، وأصبحت الأنا لديهم تجعلهم ينأون بأنفسهم ولا يقتربون من العامة.