أرسل وفيق محجوب يقول، هل هناك فرق بين الاضطراب فى الشخصية والمرض النفسى؟ يجيب الدكتور أحمد عبد الحى أخصائى الطب النفسى، قائلاً: يمكننا تعريف وفهم المرض النفسى على أنه مجموعة من الأعراض الواضحة المحددة ناتجة عن خلل وظيفى فى الدوائر العصبية بالمخ ويكون المتسبب فيها تغيرات بالمواد الكيميائية الموصلة بين الأعصاب مثل الدوبامين فى حالة الفصام والسيروتونين فى حالة الاكتئاب. وأضاف، أنه يلعب العامل الوراثى دوراً كبيراً فى انتقال الجينات التى قد تكون مسببة للمرض فى ظهور هذه الأعراض التى تؤثر فى القدرات الذهنية لدى الشخص وتنعكس على سلوكه وتصاحبها إعاقة كبيرة للمصاب فى أداء دوره المهنى أو الاجتماعى. وأوضح، أن هذه الأعراض لا تنبع من الذات ولا يملك الشخص يداً لإظهارها أو إخفائها، كما أن ظهور المرض يكون له بداية واضحة فى سن معين أى أنه قبل هذا كان الشخص إنساناً طبيعياً. وأشار إلى أن اضطراب الشخصية هو مجموعة من الصفات الشخصية غير المقبولة اجتماعياً ولا تلائم ثقافته، وهذه الصفات الثابتة تنشأ وتنمو معه منذ الصغر، فالتربية والتعرض لعوامل وظروف ما فى بيئة الإنسان لهم عظيم الأثر فى زرع هذه السمات التى تتبلور عادة فى سنين المراهقة المتأخرة وهى نابعة من الذات ويملك الشخص القناعات بها وعادة لا يشتكى الفرد منها إلا بسبب تعرضه لمواقف حياتية متكررة أو لشكوى الآخرين من تعاملاته، وقد يشترط لتشخيص الاضطراب اجتماع عدد معين من الصفات فى الشخص تظهر جلياً فى مواقف اجتماعية مختلفة. وأشار إلى أنه من جوانب اضطرابات الشخصية ما يسمى بالمعرفة الشخصية الباراناوية أو الإصابة بداء الشك والتخوين، وكذلك الشخصية النرجسية المصابة بداء العظمة واعتبار نفسه مركز الكون، الشخصية الوسواسية المهوسة بالروتين والترتيب والبحث عن الكمال فى كل شىء، الشخصية الحدية أو غير المتزنة عاطفياً، فهى سريعة الارتباط بالآخرين، كما أنها مندفعة فى قراراتها بشكل عام.
