ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية فى مقال للكاتب دونالد ماكنيل أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تستخدم المساعدات الإنسانية التى تقدمها للدول المنكوبة لتحقيق أغراض سياسية ولكسب الشعبية هناك، واستهل الكاتب مقاله قائلا: "لنأمل أن يضرب مصر وتركيا والأردن فيضانا لطيفا أو زلزالا أو ثورانا بركانيا! لماذا؟ لأن هذه الدول إلى جانب باكستان تحتل ذيل قائمة الدول التى تكره الولاياتالمتحدةالأمريكية، ووفقا لبعض عمال الإغاثة، فالمستفيدون من الإغاثة يقعون فى حب أمريكا، على الأقل لوقت قصير". ويقول بريان أوتوود، رئيس وكالة الولاياتالمتحدة للتنمية الدولية فى عهد الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون، إن هناك منظورا جيوسياسيا لا يمكن إغفاله عند التطرق لمسألة الإغاثة فى حالات الكوارث، ورغم "أننا لا يجب أن نستخدمها للتبشير (الترويج لمصالحنا)، لأن مساعدة الآخرين لطالما كانت قيمة أمريكية"، إلا أنه يجب أن نكون واقعيين، فالسياسة بالفعل لها يد فى الأمر، فالولاياتالمتحدة تعى ما تفعل. وأضاف ماكنيل أنه من النادر أن تجد أمريكا نفسها تواجه علنا عدو إيديولوجى، متمثل الآن فى وديان الأنهار التى غمرت باكستان، فالمناقشات المتعلقة بالاستجابة العالمية لهذه الكارثة البيئة تتطرق فى نهاية الأمر إلى ذكر جمعيات الخير الإسلامية التى كانت أول من هبت لإنقاذ الموقف، وربطها "بصلات بالأصوليين المسلحين" أو استخدام كلمات لها التأثير نفسها. وبالفعل تطرق الرئيس الباكستانى، اصف على زردارى، إلى هذا الموضوع عندما كان ناشد المجتمع الدولى بتقديم المساعدات الإنسانية، محذرا من أن "بعض القوى السلبية ستستغل الموقف".