تسأل قارئة: ما الطرق الصحية لتناول الطعام خلال رمضان بما يضمن الصحة والعافية؟ وتجيب على السؤال الدكتورة سحر العقبى، أستاذ الكيمياء الحيوية والتغذية بالمركز القومى للبحوث قائلة: يمنح الصيام الإسلامى فرصة هائلة للجسم للتخلص من سمومه ومخلفاته المتراكمة خلال عام، ففى فترات الصيام يقوم الجسم عن طريق خاصية التآكل الذاتى بحرق وهضم أنسجته التالفة وغير المفيدة والمريضة والتخلص من المواد الضارة، ليقوم الجسم بعملية تنقية شاملة وتنظيف لأجهزته. وعن الأسس الصحية لتناول الطعام فى رمضان، تقول الدكتورة سحر: معظم الصائمين يتناولون كميات كبيرة من الأطعمة والمشروبات خلال رمضان، مما يسبب لهم الاضطرابات الهضمية، كما أن تناول السوائل بكثرة بعد الإفطار مباشرة يؤدى إلى تخفيف العصارة المعدية فتقل كفاءة عملية الهضم وتتأخر، ويؤدى هذا إلى الشعور بعدم الارتياح نتيجة ملء المعدة بالطعام وتراكمه فيها، مما يعطى فرصة لزيادة الغازات الناجمة عن التخمر. وأضافت، إن تناول كميات كبيرة من الدهون فى وجبة الإفطار يتطلب جهدًا كبيرًا من الكبد لهضمها وامتصاصها، وكثيرًا ما يفرط الصائمون فى تناول التوابل والمخللات بكثرة، على الرغم من آثارها السلبية على غشاء المعدة وإفرازاتها الهضمية، فهى تزيد كمية الحموضة فى عصير المعدة، والتى تؤدى إلى التهابات حادة بالمعدة. وتؤكد الدكتورة سحر أن اتباع نظام غذائى بسيط معتمد على الخضروات والفاكهة وكمية قليلة من البروتينات من شأنه أن يحافظ على صحة الجسم ويكون مفيدًا لعلاج بعض الأمراض التى تعتمد فى شفائها على الغذاء. وتنصح الصائمين بالتعجيل بالإفطار على أن تكون البداية بالتمر أو الماء، حيث إن الجلوكوز الأحادى الموجود فى التمر يُمتص مباشرة دون هضم من جدران الأمعاء الدقيقة، وبعد فترة قصيرة يتناول الصائم وجبة خفيفة حتى لا يشعر بالتخمة والامتلاء. وعن مكونات الوجبة الصحية تقول: طبق السلطة الخضراء من أهم الأطباق، فهو غنى بالفيتامينات والأملاح المعدنية والألياف التى تساعد على الهضم وعدم الإصابة بالإمساك، كما أن السَّلطة خالية من الدهون والكوليسترول اللذين يسببان إصابة الشرايين بالتصلب، كما أن ألياف الخضروات تقلل من امتصاص الكولسترول من مصادره الغذائية الحيوانية التى يتناولها الشخص فى نفس الوجبة.
