الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
25 يناير
الأخبار
الأسبوع أونلاين
الأهالي
الأهرام الاقتصادي
الأهرام العربي
الأهرام المسائي
الأهرام اليومي
الأيام المصرية
البداية الجديدة
الإسماعيلية برس
البديل
البوابة
التحرير
التغيير
التغيير الإلكترونية
الجريدة
الجمعة
الجمهورية
الدستور الأصلي
الزمان المصري
الشروق الجديد
الشروق الرياضي
الشعب
الصباح
الصعيد أون لاين
الطبيب
العالم اليوم
الفجر
القاهرة
الكورة والملاعب
المراقب
المساء
المستقبل
المسائية
المشهد
المصدر
المصري اليوم
المصريون
الموجز
النهار
الواقع
الوادي
الوطن
الوفد
اليوم السابع
أخبار الأدب
أخبار الحوادث
أخبار الرياضة
أخبار الزمالك
أخبار السيارات
أخبار النهاردة
أخبار اليوم
أخبار مصر
أكتوبر
أموال الغد
أهرام سبورت
أهل مصر
آخر ساعة
إيجي برس
بص وطل
بوابة الأهرام
بوابة الحرية والعدالة
بوابة الشباب
بوابة أخبار اليوم
جود نيوز
روزاليوسف الأسبوعية
روزاليوسف اليومية
رياضة نت
ستاد الأهلي
شباب مصر
شبكة رصد الإخبارية
شمس الحرية
شموس
شوطها
صباح الخير
صدى البلد
صوت الأمة
صوت البلد
عقيدتي
في الجول
فيتو
كلمتنا
كورابيا
محيط
مصراوي
مجموعة البورصة المصرية
مصر الآن
مصر الجديدة
منصورة نيوز
ميدان البحيرة
نقطة ضوء
نهضة مصر
وكالة الأخبار العربية
وكالة أنباء أونا
ياللاكورة
موضوع
كاتب
منطقة
Masress
«التحديات النفسية والاجتماعية لظاهرة التنمر في ظل الرقمنة».. ندوة بآداب بنها
ارتفاع البورصة بمستهل التعاملات بتداولات تتجاوز 700 مليون جنيه خلال نصف ساعة
زيادة العملات التذكارية للمتحف المصري الكبير بعد تزايد الإقبال عليها
13 نوفمبر 2025.. أسعار الخضروات والفاكهة بسوق العبور للجملة اليوم
بنك قناة السويس يحقق 5 مليارات جنيه أرباحًا بزيادة 62% بنهاية سبتمبر 2025
وزير قطاع الأعمال خلال جولته بشركة الغزل والنسيج بالمحلة: ماضون بثبات نحو صناعة نسيج وطنية تنافس عالميا
الكهرباء: مستمرون في التنسيق مع البيئة لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للطاقة والتحول نحو الطاقات المتجددة
نزع ملكية أراضي وعقارات لتطوير محور المحمودية بمحافظة الإسكندرية
الهلال الأحمر المصري: استجابتنا لغزة الأكبر في التاريخ.. وقدمنا أكثر من 665 ألف طن من المساعدات
السيسى يهنئ محمود عباس بذكرى العيد الوطنى لفلسطين
وزيرا خارجية مصر وتركيا يؤكدان تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والتعاون الصناعي
بالصور| تأدية صلاة الاستسقاء في السعودية
رئيس بلدية خان يونس: دمار شامل وممنهج طال كل مقومات الحياة في غزة
القضاء العراقي يدعو الأحزاب الفائزة إلى سرعة إجراء حوارات تشكيل الحكومة الجديدة
شوبير: بتروجت يتمسك بتغيير شروط صفقة حامد حمدان مع الزمالك
آخر تطورات المباراة الودية بين الأهلي وبطل السعودية
شوقي غريب: قرارات اتحاد الكرة منطقية.. وتوروب أحدث نقلة نوعية في أداء الأهلي
بشير التابعي: شكوى الزمالك ضد زيزو "شخصية".. وطاهر لا يستحق الانضمام للمنتخب
إيطاليا تواجه مولدوفا في اختبار سهل بتصفيات كأس العالم 2026
إحالة عاطل للمحاكمة بتهمة سرقة المواطنين في الزيتون
تعليم الأقصر تبحث الاستعدادات لامتحانات الفصل الدراسى الأول.. صور
زوج يقتل زوجته بعد شهرين من الزواج بكفر الشيخ
منخفض جوى يضرب لبنان اليوم والذروة غداً
الإبداع من رحم المعاناة.. قراءة في حياة فان جوخ
الأعلى للثقافة: مدونة السلوك خطوة مهمة لضمان احترام الآثار المصرية وتعزيز الوعي الحضاري
وزير الصحة يُطلق الاستراتيجية الوطنية للأمراض النادرة
كامل الوزير يبحث مع وزير الصحة والكيماويات الهندي تعزيز التعاون في مجالي الصناعة والنقل
مخاطر وأضرار مشروبات الطاقة على طلبة المدارس.. استشاري تغذية توضح
المشدد 6 سنوات ل«عامل» بتهمة الاتجار في المواد المخدرة بالشرقية
اعتراف إسرائيلى نادر.. هرتسوج: عنف المستوطنين فى الضفة الغربية يجب أن ينتهى
كل ما تريد معرفته عن جولة الإعادة في انتخابات النواب
الاستعانة ب 12 سيارة من الشركة القابضة بالإسماعيلية ومدن القناة لسرعة شفط مياه الأمطار ببورسعيد
عاجل- توقف حركة الملاحة والصيد بميناء البرلس بسبب سوء الأحوال الجوية وتحذيرات للمواطنين
التعليم تعلن شروط التقدم والفئات المسموح لها أداء امتحانات الطلاب المصريين بالخارج
اعتماد نادي اليونسكو للتنمية المستدامة بجامعة القاهرة ضمن الشبكة العالمية
سعر الدينار الكويتى اليوم الخميس 13 نوفمبر 2025 أمام الجنيه
دوري المحترفين، 5 مباريات اليوم في الجولة ال 12
الرئيس يوافق على إصدار قانون الإجراءات الجنائية الجديد
طريقة عمل البطاطا بالكاسترد بمذاق لا يقاوم
من عثرات الملاخ وتمرد عادل إمام إلى عالمية حسين فهمي، قصة مهرجان القاهرة السينمائي
مواقيت الصلاه اليوم الخميس 13نوفمبر 2025 فى محافظة المنيا
استمرار امتحانات منتصف الفصل الدراسي الأول بهندسة جنوب الوادي الأهلية
إنهاء أطول إغلاق حكومى بتاريخ أمريكا بتوقيع ترامب على قانون تمويل الحكومة
الصحة: خلو مصر من التراخوما إنجاز عالمي جديد.. ورؤية الدولة هي الاستثمار في الإنسان
10 صيغ لطلب الرزق وصلاح الأحوال| فيديو
صاحب السيارة تنازل.. سعد الصغير يعلن انتهاء أزمة حادث إسماعيل الليثي (فيديو)
استخراج الشهادات بالمحافظات.. تسهيلات «التجنيد والتعبئة» تربط أصحاب الهمم بالوطن
الولايات المتحدة تُنهي سك عملة "السنت" رسميًا بعد أكثر من قرنين من التداول
«سحابة صيف».. مدحت شلبي يعلق على تصرف زيزو مع هشام نصر
حبس المتهمين بسرقة معدات تصوير من شركة في عابدين
احسب إجازاتك.. تعرف على موعد العطلات الدينية والرسمية في 2026
غضب واسع بعد إعلان فرقة إسرائيلية إقامة حفلات لأم كلثوم.. والأسرة تتحرك قانونيا
فيفي عبده تبارك ل مي عز الدين زواجها.. والأخيرة ترد: «الله يبارك فيكي يا ماما»
أبو ريدة: سنخوض مباريات قوية في مارس استعدادا لكأس العالم
محمود فوزي ل"من مصر": قانون الإجراءات الجنائية زوّد بدائل الحبس الاحتياطي
قصر صلاة الظهر مع الفجر أثناء السفر؟.. أمين الفتوى يجيب
رئيس الإدارة المركزية لمنطقة شمال سيناء يتفقد مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن الكريم بالعريش
انطلاق اختبارات «مدرسة التلاوة المصرية» بالأزهر لاكتشاف جيل جديد من قراء القرآن
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
"من سيرة الجنوب والشمال" قصيدة جديدة للشاعر محمود سباق
اليوم السابع
نشر في
اليوم السابع
يوم 02 - 04 - 2016
" الجزء الأول"
1
في أوَّلِ الدُّنْيا وأَجْمَلِ حَظِّها:
النيلُ يَرْكُضُ كَالْغَزَالَةِ،
والنَّخِيلُ يَصُبُّ تَمْرًا في نَوَافِذِناْ.،
والشَّمْسُ عَيْنُ الله تَحْرُسُنا
وَمِنْها يَشْرَبُ الْأَبْناءُسُمْرتَهم
ويَنْضُجُ فَوْقَ صَدْرِ بَنَاتِهِ الرُّمانُ،
والقمرُ الوحيدُ على المنازلِ شاعرٌ بِرَبابةٍ
يَحْكِي عنْ العُشَّاقِ والعمالِ والفرسانِ
يحكي .. ،
والنجومُ نقوشُ رسّامٍ على سطْحٍ زجاجيٍّ
ووردٌ أهملَتْهُ يدُ الأحبَّةِ ،
غابةٌ بيضاءُ ، شمعٌ لا يذوبُ،
هنا الجنوبُ،
وفي الجنوبِ حُقُولُنا
قَصَبٌ وناياتٌ لمدَّاحينْ،
وجْهي ووجْهُ حبيبتي،
شالٌ يطيرُ ، وضِحْكَةٌ مَنْسِيَّةٌ،
وقَصِيدَتِي الأُولَى،
وَوِجْدَانِي المُعَبَّأُ بالضِّفافِ وبالضَّحايا ،
في الجنوبِ أبي وعُزْلَتُهُ وقَسْوَتُهُ ،
وسُوءُ الظَّنِّ بي وبما أريد ،
وما أغنّي من قصائدَ ،
ما أرافقُ من صِحابٍ أو نساءٍ ،
لَمْ يَقُلْ لي مرّة:
كم أنتَ أجملُ
حين تَضْحَكُ حِينَ تَبْكِي
لَمْ يقُلْها مرّةً ،
لم يُثْنِ في يومٍ عليَّ
وكم أحبُّكَ يا أبي
يا ابنَ المَحاجِر والمَناجِم والحُقولِ ،
ويا ابنَ طابورِ المَعاشاتِ الطَّويل ،
ورحلةِ الزّمن الكذوبْ.
2
وفي الجنوبِ وُلِدْتُ ثانية ..
وُلِدْتُ وفي فَمِي ذَهَبٌ
وقلبي صفحةٌ بيضاءُ ،
ذِهْني شارِدٌ ، ويدايَ مُمْسِكَتانِ بالدُّنيا
وعَيْني غَيْمَةٌ تَسْقي النّوافذَ.،
كنتُ في "إبريلَ" في إحدى نَهَاراتِ الجَنُوب
وَكَانَ أَحْلَى :
كان عُمّالُ الْمَصَانِعِ والمَحَاجِرِ يَصْعَدون الشّاحِناتِ،
وَكانَ عُمَّالُ المُسَلَّحِ
يقْفِزونَ على السَّلالِمِ والْحَوائِطِ كالسَّنَاجِبِ ،
كانَ فَلَّاحُونَ وَسْطَ حُقولِهم
يَتَذَوّقون نَدَى الغُصُونِ ،
ويشربونَ الشَّايَ تَحْتَ الزّيْزَفونِ ،
وكانَ طُلابُ المدارسِ في مَرايِلِهم
يزُّفّون الصّباحَ إلى المدائنِ والقُرى ..
بِوِجوهِهم تبدو الحياةُ البِكْرُ
بِنْتُ الضِّفَّةِ الأولى ،
وبِنْتُ الثَّوْرةِ الأولى ،
وبنتُ المُمْكِناتِ ،
وبنتُ أختي في الصَّفاء وفي الجَفاءِ ،
وكان ناسٌ آخرونَ :
مُهاجرون يودّعون بيوتَهم ونَخِيلَهم وكِلابَهم ،
ويؤكّدون على الوَصايا والرُّجوعِ ،
وعائدون من الشَّمال
يُحَدِّثون عن المَهَاجِرِ :
كيف أغْرَتْهُم وأغْوَتْهم ؟!
وكيف بَنَوْا بها ؟!
ويُوَزّعون على المَحَطّة
كلَّ ما خَسِروا من السنوات
أبناءً وأحفادًا ،
نساءً كُنَّ في عُمْر الربيعِ وقَدْ مضى ،
في كلّ رُكْنٍ من بيوتِك يا شَمالُ
دمٌ ،
وأغنيةٌ ،
وأرواحٌ مؤرَّقَةٌ لأَبْناءِ الجنوبِ .
3 .
..ونَمَا الْكَلامُ على لِساني
مِثْلما يَنْمُو الحنينُ على الأصابِعِ والخُدُودِ ،
ومثلما ينْمو على الصّحْراء
وقْعُ خُطى الأيَائِلِ والظِّباءِ ،
ومثلما تَنْمُو المواعيدُ الحَزِينَةُ في الرَّسائِلِ ،
مثلما ينمو انتظارُكِ في المَحَطَّاتِ البَعِيدةِ والقَرِيبَةِ.
أنْتِ سَيِّدَةُ الجنوبِ
ووَجْهُهُ الصَّافي
وعيناه اللتان بحيرتان حنونتان
أضعتُ عُمْري فيهما مُسْتَسْلِما ،
وصَباحُهُ الوَرْدِيِّ ،
ضِحْكَتُهُ التي تَهْتَزُّ آلافُ القُلوبِ لَها ،
وَزَهْرَتُهُ التي سَكَنَتْ دَفَاتِرَنا
وأحيتها طويلًا في البَيَادِرِ والمَنَافي .،
في انْتِظارِكِ ..
طالَ ليْلي في انتظارِكِ ،
واشْتَكَتْ مِنِّي الشَّوارِعُ والمَنازِلُ والأسِرَّةُ ،
في انتظاركِ ..
كم بكيتُ ،
وكم تجرَّحت الوسائدُ تحت رأسي
كم جفا قمرٌ وخاصم شرفتي ،
كم جفَّ وردُ المزهرية ،
كم تعطَّلَ بي القطارُ ،
وكم رماني بالجنون الناسُ .،
وحدي في انتظارك ..
ضائعٌ بَيْنَ البِلادِ ،
أحبَّتي هَجَروا منازِلَهُمْ وَغَابُوا
في انْتِظارِكِ ،
إخْوَتِي غَضِبُوا عَليَّ وأهْمَلُوني
في انتظارِكِ ،
لامَني الأصْحَابُ وابْتَعَدُوا
ومَرَّ على دَمِي جَيْشُ العَوازِلِ ،
والوُشاةُ
وأفلتَتْ مني الدُّرُوبُ.
4
..وصَحَبْتُ أبْناءَ الجنوبِ ،
سكبْتُ أحلامي على أحلامهم
وخَبَزْتُ ليلا طازَجًا ،
وفتَحْتُ قلبي كالحديقةِ للجَمِيعِ :
أنا الشماليُّ ابنُ أمي
وابنُ بَحْرِ اسكندريةَ يا صحابُ .،
أنا الشماليُّ ابنُ أمي
كنت أرْكُضُ في الشوارع والحقول وَراءَها
أمْشِي كَمَا تَمْشِي
وأحْفَظُ خطَوَها من أنْ تشيِّبَهُ السنينُ ،
وكنتُ أقْفِزُ كالطيور المنزلِيَّةِ حولها
لكنَّ خطويَ كان أصغرَ ،
كنتُ أجمعُ ما تناثرَ خلْفها من ذكرياتٍ
عَنْ أبي وعَنِ الْجَنوبِ .،
أنا الشَّماليُّ ابْنُ بحْرِ اسكندريةَ
أوَّلِ المدن التي انْكسرتْ على شطآنها أحزانُنا
ورَسَتْ مراكبُنا
ووشْوَشَنا المحارُ بها
وأخْرَجْنا البلادَ من الحقائب
والبيوتَ من المعاطف
والحنينَ من القلوب.
( ب )
5
..، هبطَ المهاجِرُ يا بُنَيَّ
وكانت الدُّنْيا شِتاءً قاسيًا،
والليلُ حرْبٌ بيْنَ رَبَّاتِ السَّماءِ
وكانت الأرض الضَّحِيَّةَ ،
والقرى في ذُرْوَةِ الأحلامِ ،
والأسْرارُ تلْهو في الشَّوارعِ ،
والأنينُ الخافِتُ النَّعْسانُ يُفْلِتُ،
صوْتُ طقْطَقَةِ الأصابعِ واشْتِباكتِها يَرِنُّ ،
وضوْءُ شُبَّاكٍ يُلَوِّحُ مِنْ بعيدٍ ،
صورةُ امْرَأةٍ تُسَرِّحُ شَعْرَها
وتَفُكَّ أسْرَ الليْلِ مِنْ شَرَكِ الضَّفائِرِ .،
تبْدَأُ الليلاتُ من إحدى ديارِ قُرى الشَّمالِ
ودائمًا لا تنتهي
سَتُعَدَّ مِدْفَأةٌ
وتُسْرَجُ لمْبَةٌ
ويَطيبُ شايٌ .،
حاملًا أيَامَهُ وحُظوظَهُ وعَذابَهُ..،
نزَلَ الغريبُ دِيارَنا وبسَطْتُ حبلَ الوُدِّ،
قال : أنا المُهاجِرُ،
دلَّني قلْبي عليكِ ،
وجئْتُ أحملُ بُؤْجَتي السَّوْداء مِنْ طولِ الليالي،
في يدي اليُمْنى سلاماتُ الجنوبِ إلى الشَّمال ،
وفي دمي جيْشٌ من الأحْفادِ يشْتعِلونَ ،
ينْتظِرونَ أنْ تحكي لهمْ :
عنْ صيْفِنا وشتائنا ،
عن أسْمَرِ الوَجْهِ النَّحيلِ،
وعن صلابةِ عودهِ،
عن نهْدِكِ الفَهْدِ الذي من فَرْطِ ثوْرَتِهِ
سيقْفِزُ من مَحابِسِهِ ويهْتِفُ ،
عن لِيُونَةِ عودِكِ الزَّانِ الطَّريِّ ،
وعن أوانِ الوَرْدِ فوْقَ خُدودِكِ التّفاحِ،
عنْ هذا الصَّباحِ إذا ضَحِكْتِ ،
عن النَّسيمِ إذا تَحَرَّكَ طَرْفُ ثَوْبِكِ ،
عن يدي بيديْكِ..
كيفَ تَصالحَ الأعْداءُ
وانْتَهَتِ الحُروبُ.
6
أصابَني منْ سِحْرِ قوْلِكَ
ما أصابَ الغُصْنَ منْ بَلِّ النَّدى ،
والشَّاطِئَ المهْجورَ من قَدَمِ الأميرةِ
حينما ضلَّتْ قوارِبُها
وكيف يكونُ ذلكَ ؟
كانَ أنْ ..
أُمّي ستغْضَبُ لوْ رأتْكَ ،
ولو رآنا الجارُ لمْ نسْلمْ ،
غدًا..
والأهْلُ والجيرانُ مُنْشَغِلونَ باستقْبالِ زُوَّارِ الحِجازِ
أكونُ وحْدي.
في الظَّلامِ مَضى المُهاجِرُ ،
تارِكًا طيْفًا على الشُّباكِ
ينْعسُ مُطْمئنًا هادِئًا .
لوْ لمْ يضَعْ يدَهُ على الفُسْتانِ
ما اشْتَعَلَتْ حرائقُ ،
ما تشَرَّدتِ الخيُولُ ،
وما نما الوَحْشُ الصَّغيرُ ،
وما تفَتَّحتِ الحدائقُ ،
ما تَغَيَّرَ طعْمُ أيامي ،
وما سالَ الحَليبُ على المَحارِمِ ،
ما أقَمْنا في البلادِ وما نزَحْنا ،
ما سَهَرْنا في بيوتِ النَّاسِ ..
نَحْرُسُ ليْلَهُمْ ،
ونُديرُ أعْيُنَنَا على أطفالِهمْ ،
نَحْمي مَواقِدَهمْ لنَطْبُخَ
أوْ نُسَوِّيَ قهْوةً لضيُوفِهمْ ،
نصْحو مع الكَرَوانِ
نطْلِقُ خيْلَهم وطُيورَهمْ ،
ونَهُشُّ عنْ أغْنامهمِ ،
نرْعى مواشِيَهُمْ ونَحْمِلُ روْثَها للحَقْلِ ،
نُرْوي الحقْلَ .. نزْرعُهُ .. ونَعْزَقُهٌ ..
ونَحْلُمُ بالحَصادِ نِيابَةً عنْهُمْ .
موضوعات متعلقة..
- "أملأُ عينى.. ويبْتَهجُ" قصيدة لمحمود سباق
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
مِنْ سِيرَةِ الْجَنُوبِ والشَّمَالِ
جودة..
وجوه في الذاكرة(15) ويمتد خيط السنين
أدباء يحتفلون بأمهاتهم على طريقتهم
المختارات
أبلغ عن إشهار غير لائق