قدم فريق من علماء الطبيعة الأمريكيين نظرية جديدة عن النشأة الأولى للكون، تفيد بأن كل المعلومات السابقة عن الوقت الافتراضى للنشأة غير دقيقة، وهى 400 مليون سنة وأن الكون نشأ تحديداً قبل أكثر من 13 مليار سنة. يأتى اكتشافُ العلماء الأمريكيين فى سياق دِراسَتهم لخلفيةِ الإشعاع الكونى المعروف اختصاراً (سى إم بى)، معتمدين على أن هذا الإشعاع الذى يملأ الكون يعتبر دليلاً قاطعاً على النشأة الأولى للكون وأن نظريتهم هذه ربما تساعدُ على إجابة السؤال: لِماذا نُواجه انتقال الوقتِ فى خط مستقيم مِنْ الأمس إلى الغد. واكتشاف شعاع (سى أم بى)، من قبل القمر Cobe الصناعى فى 1992 حدث عندما التقطت مجسات القمر حبيبات صغيرة، كان يُعتقد أنها البذور التى نشأت منها المجرة التى تتبعها الأرض، لتتجمع مكونة ما نعتقد اليومِ أنه الكونِ. النظرية الجديدة خضعت للمراجعةِ من قبل "المجلّةَ الطبيعيةَ" وهى أكبر مؤسسة عالمية لمراجعة النظريات الكونية. وتقول الدكتورة أدريان أرسكيك أستاذة الفيزياء الذرية من جامعة كاليفورنيا، إن العلماء أصحاب النظرية يَعتقدُون أن الحبيبات التى رصدها القمر COBE تَحتوى على البذور الأولى التى نشأ منها كوننا و بياناتهم تأتى متطابقة تقريباً من مسبار (دبيلوا أم أى بى) الذى أطلقته وكالة ناسا عام 2001. وتضيف: إذا ما تحققت النظرية المطروحة، فمعنى ذلك أن كوننا هذا نشأ من المكان الفارغ من الكون الأساسى أى أن الكون الذى نعرفه بمجراته ومجموعاته الشمسية ما هو إلا الجزء الفارغ من الكون الأصلى. ووصف مجمع العلوم الفلكية الأمريكى AAS فى سانت لويس بولاية مسيسورى النظرية الجديدة بأنها تعنى أن كوننا تشكل داخل غرفة صغيرة من الكون الأوسع. وكان علماء الطبيعة يعتمدون فى نظريتهم لتفسير الكون على ما أسموه "بسهم الوقت" أو الضربة الأولى مفترضين أن كوننا قد واجه ضربة كبرى قبل 13.7 بليون سنة، انطلاقاً من القاعدة الفيزيائية المعروفة بالقانونِ الثانى للديناميكا الحراريةِ. ويرى خبراء وباحثون أن النظرية الجديدة ربما ستغير كثيراً من المفاهيم الكونية التى نشأ منها الكون، و منها عمر الكون، وهل كوننا الذى نعيش فيه مستقل أم هو جزء صغير من كون أوسع، بما يعنيه ذلك من احتمالية وجود حياة فى هذا الكون الأكبر الذى يحتوى كوننا، وتغيير فهمنا العلمى لسببية توالى وتكرار الأحداث.