أرسلت رحاب عبد المقصود تقول ابنى يبلغ من العمر 5 سنوات، وهو كثير اللعب، فهل هذا مؤشر جيد لحيويته ونشاطه؟ يجيب الدكتور تامر أبو سالم أخصائى طب الأطفال قائلا: اللّعب هو حاجة طبيعيّة وأساسيّة عند الأطفال وضروريّة لنموّهم وتطورّهم، فالطّفل يستكشف منذ ولادته ما حوله ويتحسّسه، ويعد هذا الاستكشاف بداية اللّعب، فمن خلال اللّعب يتطوّر الطّفل وينمو، تتطوّر عضلاته الصّغيرة والكبيرة، وتتطوّر قدراته الذّهنيّة والانفعالية، وتتطوّر قدراته اللّغويّة وكذلك خياله، وبالتّالى تتطوّر شخصيّته. يتعلّم الطّفل عن طريق اللّعب، استكشاف ما حوله، حيث إن اللّعب طريق يواجه به الطّفل مشاعره السّلبيّة بما فيها مخاوفه، غضبه وحتّى حزنه وكذلك فرحه، فيمارس الطّفل بلعبه مثلا دور الكلب الشرس، أو ذلك الحيوان المُخيف، ويجسّد هذه الشّخصيّة بكلّ أبعادها، فيشعر بشعورها ويفكّر كما تفكّر ويتصرّف كما تتصرّف، ويعيش أدوارًا كثيرة حصلت ويقلّدها أمامه أو يتخيّلها، وهو بذلك يُعايش مشاعر ووضعيّات مختلفة تساعده للتعرّف على مشاعره المختلفة بشكل غير مقيّد. حيث يختار هو من يكون وكيف ومتى، ويختار السّلوك الملائم لكلّ شعور بدون أى ضغط، فيعايش مخاوفه ويشعر بها لتكون قريبة منه ومفهومة له، وعندها سيستطيع مواجهتها والتّعامل معها، وتتطوّر قدراته للتّعامل مع مشاعر مختلفة ووضعيات مشابهة مستقبليّة، وهو يفعل هذا كلّه بمتعة وإثارة، فترى كلّ حواسّه مجنّدة وفى قمّة التّفاعل، مستعدّة لاستقبال ولاستكشاف كلّ ما هو جديد. الأطّفال فى هذه المرحلة يحتاجون إلى إمكانيّات للتّعبير الكلامى وغير الكلامي، فمنهم من سيعبّر بالرّسم، أو باللّعب التّمثيلىّ، ومنهم من سيمتنع عن التعبير المباشر أيًا كانت فعاليّاته، فمن المهمّ أن نعزّز تلك الصور المختلفة من التعبير ونفسح لها المجال مثل القصص، الرّسم، الموسيقى، الغناء، الرّقص، المسرح، واللّعب التّمثيلى، حيث إن كلّها إمكانيّات جيّدة توفّر فسحة للتّعبير الذّاتى.