سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الاتفاق النووى يواصل عواقبه على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية.. توتر جديد يؤكد الشقاق بين إدارة أوباما ونتنياهو.. لوم متبادل بين الطرفين حول أسباب إلغاء لقاء مرتقب.. وغضب فى البيت الأبيض
توتر جديد يظهر على السطح فى العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، تقف وراءه أسباب عدة، لكن ربما دافعها الرئيسى يعود إلى الصيف الماضى، عندما قطعت الولاياتالمتحدة ومعها خمسة قوى دولية أخرى اتفاقا مع إيران يتعلق ببرنامجها النووى. ففى لوم متبادل، شغل الصحف الإسرائيلية والأمريكية، الثلاثاء، حول أسباب إلغاء لقاءا كان مقرر بين الرئيس باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، هذا الشهر، لم يتفق الجانبين حول سبب إلغاء اللقاء واحتمال غياب نتنياهو عن المؤتمر السنوى للإيباك. بحسب مسئولون إسرائيليون تحدثوا لصحيفة هاآرتس الإسرائيلية، فإن نتنياهو ألغى رحلته إلى واشنطن لأن البيت الأبيض لم يجد وقتا له للقاء الرئيس أوباما قبل زيارته التاريخية إلى كوبا. وهى التصريحات التى تسببت فى غضب داخل البيت الأبيض، الذى أكد أنه تم توجيه دعوة لنتنياهو للقاء الرئيس الأمريكى لكنه رفض. فيما أوضح المتحدث باسم مجلس الأمن القومى، نيد برايس، فى بيان نشرته مجلة فورين بوليسى، "كنا نتطلع لاستضافة لقاء ثنائى، غير أننا فوجئنا بتقارير إعلامية تقول أن رئيس الوزراء الإسرائيلى قرر إلغاء زيارته". وشدد بالقول "إن التقارير الخاصة بأننا غير قادرين على استضافة نتنياهو لضيق الوقت، خاطئة". وأضاف برايس أن نتنياهو طلب لقاء مع أوباما فى البيت الأبيض وبالفعل تم إبلاغه بتحديد موعدا يومى 17 و18 مارس، قبل قيام الرئيس بزيارته التاريخية لكوبا. وفيما كان من المتوقع أن يسافر نتنياهو إلى واشنطن لإلقاء خطاب فى المؤتمر السنوى للجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية AIPAC، الذى يبدأ فى العشرين من مارس الجارى، غير أنه لم يعلن حتى الآن حضوره شخصيا. وتشير تقارير صحفية إلى أن نتنياهو ربما يتحدث للمؤتمر السنوى للإيباك عبر الفيديو كونفرانس. هذا فيما قال مساعدون لرئيس الوزراء الإسرائيلى إنه قرر إلغاء رحلته إلى واشنطن لقلقه من التأثير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية التى هى فى مرحلتها التمهيدية. هذا اللغط حول اللقاء وإلغائه يشير إلى توترات كائنة فى العلاقات بين إدارة أوباما ورئيس الحكومة الإسرائيلية، ربما تعود لرغبة الرئيس الأمريكى تحريك المياة الراكدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إذا أنه بحسب موقع " واللا" الإسرائيلى فإن أوباما كان سيطلب من نتنياهو وقف وتيرة بناء المستوطنات فى الضفة الغربية والقدس المحتلة بهدف استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. لكن بشكل عام فإن الأمر يأتى فى وقت هش بالنسبة للعلاقات الأمريكية الإسرائيلة. فعلى الرغم من أن إدارة أوباما أكدت مرارا أن إسرائيل هى الحليف الأقرب للولايات المتحدة فى الشرق الأوسط، فإن واشنطن وتل أبيب لا يزالا بحاجة لتجاوز التوتر الذى تسببت فيه محاولة إسرائيل لعرقلة الاتفاق النووى مع إيران. كما أن الخلاف بأتى بعد عام من خلاف مماثل عندما قرر نتنياهو القاء خطاب بالكونجرس الأمريكى حول خطورة التوصل إلى اتفاق نووى مع ايران. ورفض أوباما هذه الزيارة من منطلق وجود انتخابات عامة مبكرة فى إسرائيل وهى انتخابات الكنيست، وأن نتنياهو كان مرشحا على قائمة حزب الليكود. وبحسب البروتوكولات الأمريكية فإنه لا يحق للرئيس الأمريكى استقبال شخص مرشحا بالانتخابات العامة، وبعد زيارة نتنياهو للكونجرس وجه أوباما انتقادات حادة لنتنياهو بمخالفة البروتوكلات المتعارف عليها. وفى مارس الماضى اتهمت الولاياتالمتحدة إسرائيل بالتجسس على محادثات إيران النووية، وهو ما انكرته إسرائيل. لكن إعلان البيت الأبيض تسريب مزاعم تجسس إسرائيل هو مثال للهوة المتنامية بين إدارة أوباما وحكومة نتنياهو، حيث يتشكك الإسرائيليين فى أن المسئولين الأمريكيين مستعدون لتقديم الكثير من التنازلات على حساب أمن إسرائيل. ورأى محللو الاستخبارات وقتها أن التسريب يعكس درجة الغضب فى واشنطن من أفعال نتنياهو ويمكن أن يمثل ضربة خطيرة للعلاقات المتوترة بالفعل. موضوعات متعلقة.. - المساعدات العسكرية والمستوطنات وراء إلغاء نتنياهو لقاءه ب"أوباما"