أعلن البيت الأبيض، أمس الاثنين 7 مارس 20116، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلب موعداً من الرئيس الأميركي باراك أوباما، وحين أتت الموافقة وتم تحديد موعد اللقاء كان الجواب الإسرائيلي بأن نتنياهو ألغى الزيارة، في قرار "فاجأ" واشنطن. وتأتي هذه الحلقة الجديدة من مسلسل العلاقة المتأزمة بين نتنياهو وأوباما عشية زيارة يقوم بها نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إسرائيل. تحديد موعد ثم إلغاء المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي "نيد برايس" قال إن الحكومة الإسرائيلية طلبت من البيت الأبيض تحديد لقاء لنتنياهو مع أوباما "يوم 17 أو 18 مارس/آذار"، فاختارت الرئاسة الأميركية يوم 18 وأبلغت الحكومة الإسرائيلية بذلك قبل أسبوعين. وأضاف: "كنا نتطلع لاستضافة هذا الاجتماع الثنائي حين فوجئنا بمعلومة، وردتنا أولاً عبر الإعلام، مفادها أن رئيس الوزراء عوضاً عن أن يقبل دعوتنا قرر إلغاء زيارته". المتحدث أكد أن "ما حُكي عن أننا لم نتمكن من تحديد موعد يتفق وجدول أعمال رئيس الوزراء هو عارٍ عن الصحة". وكانت زيارة نتنياهو لواشنطن مقررة لتتزامن مع المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأميركية-الإسرائيلية (إيباك)، أكبر لوبي مؤيد لإسرائيل في الولاياتالمتحدة، وهي مناسبة شارك فيها نتنياهو مراراً خلال السنوات الماضية. إسرائيل ملتزمة الصمت ولم يصدر أي تصريح مباشر من مكتب نتنياهو عن إلغاء الزيارة التي تأتي كذلك في وقت يكافح فيه الحليفان للتفاوض على اتفاق جديد مدته 10 سنوات يقدر بعدة مليارات من الدولارات للمساعدات العسكرية المقدمة لإسرائيل. وقالت القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلي نقلاً عن مصادر لم تذكرها بالاسم إن الدافع وراء قرار نتنياهو إلغاء الزيارة على ما يبدو هو رفض أن ينظر إليها باعتبارها تدخلاً في انتخابات الرئاسة الأميركية إذا سعى أي مرشحين للاجتماع معه في واشنطن. وقالت القناة العاشرة إن نتنياهو لم يرَ أيضاً أن لديه الكثير الذي يمكن أن يقدمه في مثل هذه الرحلة؛ نظراً لأن مذكرة التفاهم الدفاعية الجديدة "أبعد ما تكون عن الاتفاق إلى الآن". ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنه لم يتم التوصل إلى موعد مناسب للاجتماع قبل سفر أوباما إلى كوبا. وكان من المتوقع أن يزور نتنياهو واشنطن هذا الشهر ليس فقط للاجتماع مع أوباما وإنما أيضاً لحضور المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك) كبرى جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل في الولاياتالمتحدة. وفي السابق تحدث نتنياهو إلى الجماعة في بعض الأحيان عن طريق القمر الصناعي. علاقات متأزمة ولطالما كانت العلاقات مشدودة بين أوباما ونتنياهو، إلا أنها زادت تأزماً منذ دخل الاتفاق بين القوى العظمى وطهران حول البرنامج النووي الإيراني حيز التنفيذ. وفي الأشهر الأخيرة سعى الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي إلى التخفيف من حدة التوترات بينهما لاسيما مع اللقاء الذي جمعهما في البيت الابيض في نوفمبر/تشرين الثاني الذي حاول خلاله كل من أوباما ونتنياهو تهدئة الأجواء بتصريحات صبت في هذا السياق. وكان نتنياهو أكد، الأحد الماضي، أن زيارة بايدن إلى إسرائيل المفترض أن يصلها الثلاثاء "تجسّد العلاقات المتينة بين إسرائيل والولاياتالمتحدة حليفتنا، لاسيما إزاء التحديات التي نواجهها معاً في منطقتنا". وسيلتقي بايدن في القدس كلا من نتنياهو والرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، على أن يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله بالضفة الغربيةالمحتلة. وتثير مسألة الاستيطان توتراً بين إسرائيل والإدارة الأميركية، وفي 2010 عتم على زيارة بايدن إلى إسرائيل إعلان الدولة العبرية، أثناء الزيارة، عن مشروع لبناء 1600 وحدة سكنية في مستوطنة رامات شلومو في القدسالشرقيةالمحتلة، الأمر الذي أثار رد فعل حاداً من نائب الرئيس الأميركي بسبب تزامن هذا الإعلان مع زيارته.