أحزاب تتصدع رغم تمثيلها فى البرلمان بقوة.. انشقاق "مستقبل وطن" تجبره على إعادة الهيكلة.. واستقالة عماد جاد تهز "المصريين الأحرار"..كيانات خارج القبة تنقسم..ومصير التحالف الجمهورى للقوى الاجتماعية غامض

الأحزاب والكيانات السياسية لا تستقر أبدًا، ولا تتوقف مشكلاتها عند كونها ضعيفة وغير قادرة على الصمود والتواجد فى الشارع، بل أن أحزابًا كبيرة تتواجد فى الشارع بقوة، بل وممثلة فى البرلمان بكتل برلمانية كبيرة، تتعرض لهزات ومشكلات من حين إلى أخر، تجعلها حديثًا للساحة السياسية، وخارج المجلس الجميع فى مرحلة خمول سياسى، بل يتصارعون على كيانات سياسية كانت تجمعهم بالأمس.
أزمة انشقاقات واستقالات "مستقبل وطن"
دخل حزب مستقبل وطن صاحب ثانى أكبر كتلة برلمانية فى مجلس النواب، فى نوبة تخبط، تمثلت فى استقالات جماعية لمكاتب الحزب فى المحافظات بلغت 652 عضوا، بعد استقالة 310 أعضاء فى أدفو بأسوان، و300 فى السويس، و42 فى التل الكبير بخلاف الاستقالات الفردية، كما أن الحزب تم محاصرته بالشائعات والتكهنات عقب رحيل رئيسه الشاب محمد بدران إلى أمريكا، مما دفع الحزب لإعادة هيكلة جميع أماناته خاصة المحافظات، وكذلك التخبط فى التصريحات الصادرة عن نواب الحزب، وظهور الكتلة البرلمانية لمستقبل وطن دون تأثير يذكر فى البرلمان، وعدم وضوح فى الرؤى خاصة فى القضايا الهامة التى شغلت البرلمان والرأى العام كقانون الخدمة المدنية.
استقالة عماد جاد تهز "المصريين الأحرار"
أثارت استقالة الدكتور عماد جاد، عضو مجلس النواب عن حزب المصريين، من الحزب جدلاً كبيراً طوال الأيام السابقة، خاصة أن استقالة "جاد" قد تعرضه للشطب من البرلمان، وبدأت حرب التصريحات بين جاد وقادة المصريين الأحرار، بعد أن قال النائب المستقيل أن "المصريين الأحرار" اشترى لعيبة محترفة فى الانتخابات البرلمانية، ولم ينجح من أعضاء وأبناء الحزب سوى 10 % فقط.
صراعات على تركة الأسماء خارج البرلمان
أما خارج البرلمان، نشبت الصراعات على ما تبقى من تركة الانتخابات البرلمانية، وهى أسماء الائتلافات والتكتلات التى خاضت الانتخابات البرلمانية، وأصبح هناك عراك حول مسميات تلك الكيانات، فبعد فترة صمت قاربت الشهرين، عاود ائتلاف "نداء مصر" والذى خاض الانتخابات البرلمانية للظهور مجددًا، لكن هذه المرة بانقسامات بين أعضائه خاصة مع سعى طارق زيدان مؤسس الائتلاف لتحويله إلى حزب سياسى باسم نداء مصر، الأمر الذى دفع الدكتور هشام عنانى رئيس حزب المستقلين، أحد أحزاب الائتلاف، وكذلك رئيس حزب العربى للعدل والمساواة برئاسة على فريك، لإعلان توثيق الائتلاف فى الشهر العقارى، ورفض إجراءات تحويل الائتلاف إلى حزب.
انقسام "نداء مصر" لجبهتين
هذه الإجراءات دفعت جبهة طارق زيدان رئيس حزب الثورة المصرية ووفاء عكا القيادية فى الائتلاف لإعلان فصل الدكتور هشام عنانى رئيس حزب المستقلين، وأشارت فى بيان لها أن ما قام به رئيس حزب المستقلين بالتصريح مؤخرا بأن الائتلاف يقوم بإعادة هيكلة قواعده بالمحافظات وتشكيل مكتب سياسى، وذلك لأنه غير مخول له بالتحدث باسم "نداء مصر"، لانتهاء علاقته بالائتلاف بانتهاء الانتخابات البرلمانية، مضيفة أن علاقة "عنانى" بالائتلاف انتهت، وتم استبعاده وآخرين، من عضوية حزب نداء مصر تحت التأسيس، الأمر الذى دفع عنانى إلى توثيق ائتلاف نداء مصر ككيان سياسى فى الشهر العقارى واستبعاد حزب الثورة المصرية منه برئاسة طارق زيدان.
غموض حول مصير التحالف الجمهورى برئاسة تهانى الجبالى
مع إعلان المستشارة تهانى الجبالى، مؤسس التحالف الجمهورى للقوى الاجتماعية، قائمة شاركت فى الانتخابات البرلمانية، عن نيتها لتحويل التحالف إلى حزب سياسى، يحمل نفس الاسم وبعد حرب ضروس خاضتها المستشارة تهانى الجبالى ضد قائمة "فى حب مصر" وترديد اسم التحالف الجمهورى بصفة مستمرة حتى بعد أن وضعت حرب الانتخابات البرلمانية أوزارها، أصبح مصير التحالف مبهم وغير واضح المعالم، ولم يتخذ التحالف وقادته أى خطوات رسمية نحو إعلان تدشين حزب سياسى.