متى نقضى على آفة "معلهش"؟

إننا كمصريين وجدنا دولتنا منذ عقود طويلة تسير على مبدأ ثلاثى يكاد أن يكون لدينا وحدنا وهو البيروقراطية القاتلة والروتين الكئيب والأعذار المملة الكاذبة – وهذا كان نتيجة حتمية لاستغلال المستعمرين السابقين للجهل والمرض وأمية شعبنا ولانعدام وجود الرجل المناسب فى المكان المناسب فى غالبية مراكز العمل السياسى والاجتماعى والاقتصادى... إلى جانب أننا نملك أكبر أرشيف فى العالم لقرارات وقوانين ومحاضر لجان ومؤتمرات من جميع الأشكال والألوان ولكنها كانت ولاتزال تحفظ على الورق بلا تفعيل -- وتفاصيل هذا معروف للجميع !
لقد انتشر فى مفاصل دولتنا وباء قاتل لم تفلح جهود أبنائنا فى ملاحقته والقضاء عليه حتى اليوم... وهو التمادى فى التماس الأعذار فى كل شىء فى حياة شعبنا – وهى بالملايين أذكر أمثلة منها للتذكرة والتكاتف معا لمحاربتها... وتتلخص فى كلمة واحدة ومشتقاتها وهى " معلهش " !!
مثلا مرض "الزهايمر" لازال الغالبية يعرفونه " زهايمر " اعتقادا منهم أن الألف واللام هى للتعريف !! وهناك من يطلق اسم ( شجرة الدر) على الملكة المعروفة ب(شجرة الدر) (معلهش)
الأرقام العربية الصحيحة هى هذه: 1234567890 ولازالت لا يعمم استخدامها للاعتقاد بأنها إنجليزية – ويستخدمون الأرقام الهندية !! ( معلهش !)
وزارة الصحة تنفق الملايين على العلاج ولكن الحكومات بوزاراتها المختلفة لاتقوم بواجبها المقدس تجاه الوطن والمواطن فى مراقبة الأغذية والمياه والأدوية والمطاعم الخ بل تنشر كافة الأمراض- فأين دور الرقابة ؟
( معلهش !)
لازالت هناك أسماء لقرى وعزب تحمل أسماء أجنبية مثل باريس وإيطاليا... الخ مع أن أهاليها يعيشون فى حاضرنا ( معلهش !)
إدارات المرور المتعاقبة لدينا لا زالت لم تطبق قانون المرور بحذافيره مثلما تفعل كل دول العالم فتترك مرتكب الحادث الفعلى يسرح ويمرح – وعادة ما يكون تحت السن القانونية --- وتجعل عملية الإصلاح لدى كل الورش بدون موافقة وتحديد الخسائر من المرور وعلى نفقتنا نحن الآباء - علما بأن دولتنا لاتعانى من نقص موظفين فلدينا تقريبا 7 ملايين يعمل منهم مليون فقط والباقون 6 ملايين يتفرجون ويطالبون بزيادة الأجور فلماذا نرى شرطى المرور فقط فى بعض الشوارع الرئيسية بينما نرى آلاف المخالفين فى بقية الشوارع !! ( معلهش !)
لابد لنا كمواطنين فى عصرنا الحالى الذى حبانا الله نعمة الوصول اليه -- للقضاء على كافة أنواع الفساد والجهل بعد طول أنتظار أن نحمده سبحانه وتعالى على نعمه --- ويقوم كل مواطن بدوره الأساسى تحت مظلة القيادة والحكومة الرشيدة والبرلمان الجديد والمناهج الحديثة فى نظام التعليم المعاصر آملا أن نوفق جميعا فى الحرب على كلمة (معلهش) ونتجه جميعا إلى (البحث العلمى واكتشاف المزيد من الشباب الموهوب ليكون دستور مصرنا الدائم ).