سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رواد تويتر يتخيلون شكل الحياة بدون "السوشيال ميديا".. تقوية العلاقات الأسرية وزيادة التحصيل العلمى حجج المؤيدين.. ومعارضون يؤكدون: المعضلة فى سوء الاستخدام.. وساخرون: "لولاها لظل مبارك رئيساً"
تخيل العالم بدون السوشيال ميديا، فكرة قد تكون خطرت على بال الكثيرين فى الفترة الماضية خاصة مع تزايد أهمية تلك المواقع، بل واستخدامها كإعلام بديل، واتساع دائرة المنضمين إليها فى مختلف أشكالها وعلى رأسهم موقعى "فيس بوك"، والتدوين المصغر "تويتر". المدونون عبر موقع "تويتر" دشنوا هاشتاج "لولا السوشيال ميديا كنا" الذى تصدر قائمة الأكثر تداولاً محتلاً مركز متصدر بين الوسوم الأكثر تداولاً فى الترند المصرى، وفيه سادت حالة من الانقسام بين المؤيدين والمعارضين، فالبعض أشاد بها كمنبر إعلامى بديل للتعبير عن كافة الآراء ونقلة للعيش فى العالم الحديث، والتحليق فى الفضاء الإلكترونى، والمجموعة الأخرى رأت فيها سبباً مباشراً لتدهور العلاقات الأسرية، والفشل الدراسى، وانهيار العلاقات الإنسانية بشكل عام. الهدف من تدشين الهاشتاج بالأساس هو تعديد أهمية والدور الذى لعبته مواقع السوشيال ميديا فى المجتمعات بشكل عام والمصرى منها بشكل خاص، وإسهاماتها كدور هام فى التوعية والانفتاح كمنبر هام لعرض الآراء المختلفة، لكن الوسم انقلب بشكل مغاير ليرصد السلبيات التى الحقتها تلك المواقع بالمجتمع المصرى وخاصة فيما يتعلق بالعلاقات الإنسانية وصلة الرحم. تدهور العلاقات الإنسانية بين أفراد العائلة الواحدة، وظهور حالات الانغلاق على الذات والانطواء أعزاها مستخدمى موقع "تويتر" لوجود تلك الموقع التى فرضت نفسها بقوة على الشباب بصورة خاصة مما جعلهم يعيشون فى واقع افتراضى مبتعدين عن عيش الحياة الحقيقية بشخصياتهم دون تزييف. كثيرون علقوا على إنهاء العلاقات الإنسانية ب"بلوك" والتعبير عن الاهتمام ب"لايك"، وإبداء الحب ب"بوست"، مشددين على أن هذه المواقع أنهت على المشاعر فى العلاقات الإنسانية قائلين: "مننهيش علاقة قوية مع حد ببلوك سخيف، هنشوف بعض ونحس ببعض أكتر، مش هننام مضايقين عشان اللى بنحبه عمل لايك لحد تانى". تقول بيريهان صلاح إن السوشيال ميديا جعلت الناس تنغمس فى حياة افتراضية، مؤكدة أنه فى حالة عدم وجودها لكانت الحياة حقيقة يختبئ الناس فيها وراء الشاشات على حد قولها "كان زمانا عندنا حياة بمعنى الكلمة فيها ناس وأحداث حقيقية مش كله من ورا الشاشات". على الجانب الخاص بالأحداث السياسية بمصر مزحت إحدى المدونات بخصوص ثورة 25 يناير 2015 وتنحى الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، مبرزة الدور الذى لعبته مواقع السوشيال ميديا باختلاف أشكالها فى تحريك الجماهير للنزول لثورة 25 يناير قائلة "لولا السوشيال ميديا كان زمان مبارك لسه الرئيس ولم تقم ثورة"، وآخر أيدها مغرداً "لولا السوشيال ميديا كان مبارك لسه رئيس". وعلى جانب الدراسة والتحصيل العلمى، أرجع العديد من المدونين سبب فشلهم الدراسى وعدم تحصيلهم العلمى وعدم حصولهم على مجموع جيد هو السوشيال ميديا، مجمعين على أن التواجد بكثافة على مواقع مثل ال"فيس بوك وتويتر" هو تضييع للوقت، ويسبب حالة من التشتيت للطلاب باختلاف مراحلهم العمرية والدراسية قائلين: "لولا السوشيال ميديا كنا طلعنا من الأوائل على الدفعة"، وآخر مزح "مكناش فشلنا فى الدراسة"، "كنا جبنا امتياز". على الجانب الآخر، دافع عدد من المدونين عن مواقع السوشيال ميديا، مشيدين بها كمواقع ترفيهية، وجزء أساسى لتمضية أوقات الفراغ، واعتبارها كمنابر إعلامية، ومواقع لتبادل الخبرات المختلفة، والتواصل بين الثقافات بين الأفراد من بيئات وخلفيات وثقافات متباينة. محمد غرد "لولا السوشيال ميديا كان الزهق قتلنا"، وعلى أكد أن الخطأ ليس فى المواقع ذاتها بل فى سوء استخدامها قائلاً: "العيب مش فى السوشيال ميديا، العيب فى إننا معرفناش نستخدمها صح".