◄◄ أبوالعلا ماضى: النظام والإخوان رأوا فى شخصى «داهية حرب» وما أقوم به تمثيلية وخديعة ◄◄ أيمن نور: لا أهتم بمواجهة الذيول وأسعى للخصم بأسلوب مباشر.. وممارسة النظام تتسم بالجهل والفشل عندما يختلف أى سياسى مع النظام أو الحكومة أو مع الحزب الذى ينتمى إليه، تخرج الاتهامات الجاهزة ضدهم، ومن بينها طبعا الاتهام سابق التجهيز، أنهم قلة منحرفة خرجت عن السياق العام، سواء كان حكوميا أو حزبيا، ومن بين هؤلاء الدكتور عبدالحليم قنديل، والدكتور أيمن نور، والذين تراهم الصحف التابعة للحكومة أنهم قلة منحرفة، ومن بين هؤلاء أيضا أبوالعز الحريرى الذى تعرض للهجوم من جانب رئيس حزب التجمع الدكتور رفعت السعيد، كما تعرض أبوالعلا ماضى الذى انشق عن الإخوان فى عام 1996 للهجوم من جانب الجماعة والنظام معا، والذى رأى أنه داهية. فى يناير من عام 1996 وجهت جماعة الإخوان المسلمين نيران آلاتها الإعلامية صوب المهندس أبوالعلا ماضى وعدد من قيادات الجماعة على خلفية تقدم ماضى ورفاقه، وعلى رأسهم المحامى عصام سلطان بأوراق تأسيس حزب الوسط. الأسلحة الإخوانية لم تكن الوحيدة التى صوبت تجاه أبوالعلا، ففى أبريل 1996 اتهمته الحكومة بالتحايل على الشرعية لتشكيل حزب، وفى الوقت الذى كان متواجدا فيه داخل المعتقل، كانت جماعة الإخوان وقياداتها يقومون بالتداخل مع محامى الحكومة فى الدعوى، الأخطر هو ضغط عناصر من الإخوان على المؤسسين لجمع تنازلاتهم عن التوكيلات التى كانوا حرروها من أجل تأسيس الحزب. تشابهت الاتهامات التى وجهها الإخوان لأبوالعلا مع الاتهامات التى وجهتها له أجهزة الأمن، فالإخوان اتهموه بأنه تمرد على طاعة الجماعة، وحرض آخرين على الخروج على الجماعة مخالفا مبدأ السمع والطاعة الذى يعتبر من أهم مبادئ أدبيات الجماعة منذ إنشائها- حسب تصريحات ماضى ل «اليوم السابع»- مضيفا أن الحكومة وصحافتها راحت تهاجمه، وتقول إن ما يقوم به هو تمثيلية وخديعة، وما يجرى عبارة عن سيناريوهات معدة سلفا وتقسيم أدوار بعناية فائقة. يضيف ماضى: إن النظام والإخوان على السواء كانوا يرون فى شخصى «داهية الحرب» فقد ترسخت لديهم قناعات كاملة بأننى صاحب هذا التكتيك الكبير وأنا الذى قمت بتوزيع الأدوار على الأعضاء بعدما اخترتهم بعناية فائقة، هذا ماكانت تطالعنى به الصحافة التى كنت أقرؤها وبعدها أصاب بحالة من الضحك. أما أبوالعز الحريرى القيادى السابق بحزب التجمع فبدأ الهجوم الدائم عليه من الدكتور رفعت السعيد، رئيس الحزب منذ عام 2007، بعد رفضه دخول الحزب صفقة مع الوطنى خلال انتخابات التجديد النصفى لمجلس الشورى بهدف فوز مرشح الحزب أحمد شعبان، بالإضافة إلى تصريحاته الدائمة فى وسائل الإعلام لكشف العلاقة بين السعيد والحزب الوطنى- كما يؤكد «أبو العز»- والتى كان لها تأثير على تردى وضع ومكانة الحزب وسط الساحة السياسية، مبرراً موقفه بأن حزب التجمع مؤسسة جماهيرية ملك للشعب المصرى، ويجب أن يدار بشفافية أمام الكل. أوضح الحريرى أن موقفه كان سببا فى تكوين أغلبية داخل الحزب وداخل المؤتمر العام، تندد برفض ما كان يتصدى له، وتؤكد رفضها لتنفيذ الحزب أجندة الوطنى، خاصة بعد أن أصبحت سببا فى ضعف البنيان الحزبى وتراجع جاذبيته السياسية ودخول صحيفته مرحلة السقوط، رغم وجود كوادر وطنية متميزة وكفاءات كبيرة. وأشار الحريرى إلى أن الهجوم الذى واجهه من داخل الحزب، خاصة من اتباع السعيد، استهدف تصفية حسابات، وذلك من خلال إحالته أكثر من مرة للتحقيق ثم استصدار قرار فصله من الحزب، والذى أرجعه الحريرى للسلطة الكبيرة التى تحرك بها السعيد داخل الحزب. فى حين اعتبر الحزب الوطنى ووسائل الإعلام الرسمية أن الدكتور أيمن مؤسس حزب الغد من القلة المنحرفة، وتعددت الأسباب التى ساقتها للتدليل على ما تقوله. ويقول نور عنها: «مع إعلانى خوض الانتخابات الرئاسية 2005، أطلق النظام أبواق دعايته ضدى، مستخدما وسائل الإعلام الحكومية وبعض «الدكاكين الحزبية» فى محاولة لتصفية معنوياتى، ورغم ذلك حصلت فى الانتخابات على لقب الوصيف للرئيس حسنى مبارك بعد حصولى على أعلى الأصوات بعد الرئيس مبارك». ويشير نور إلى أن الاتهام بالتزوير والحبس والتشهير كانت أبرز وسائل الحرب المعنوية التى خاضها النظام ضده، والتى تواصلت بالسجن، ومعها جاءت الاتهامات ضده بالعمالة والتعرض لحياته الشخصية. وحسب رأى نور، فإن هذه المرحلة هى الأولى فى الممارسات التى تمت ضده، وجعلته فى رأى مهاجميه ب«القلة المنحرفة». أما المرحلة الثانية من حياته فهى المرحلة التالية للسجن، فحين خرج منه لم تكن- كما يقول- أحسن حالا من المرحلة الأولى، ويضيف:«تم منعى من حقى فى ممارسة المحاماة وحقى فى التصرف فى أموالى وأيضا من السفر». رغم الصعوبات التى يتعرض لها «نور» إلا إنه يعتقد أن الضغوط والتصفيات المعنوية الممارسة ضده ستكون أقل قليلا قبل الانتخابات الرئاسية القادمة 2011، نتيجة لكثرة ممثلى القوى السياسية المختلفة التى ترغب فى التغيير. «نور» يرى أن ممارسى الألاعيب ومطلقى الشائعات هم قلة ضارة بالوطن، موضحا أن ممارستهم تتسم بالجهل والفشل لأن سياساتهم لا يصدقها إلا ساذج، موضحا أنه لا يهتم بمواجهة الذيول واسعى للخصم بأسلوب مباشر. أما الدكتور عبدالحليم قنديل، المنسق العام لحركة كفاية، فهو صاحب أعلى معدلات للهجوم والنقد داخل الوسط السياسى والإعلامى، فقد تعرض للملاحقات الأمنية التى وصلت لحد الاختطاف، وأُلقى على أثرها فى الصحراء بعد الاعتداء عليه وتردد أن ذلك كان بسبب المقال الناقد لأداء وزارة الداخلية بعد تفجيرات سيناء فى أكتوبر 2004، وعلى الجانب الآخر تعرض للإقالة من منصبه الأخير كرئيس تحرير جريدة صوت الأمة بسبب مقاله الذى انتقد فيه فساد النظام الحاكم. «طول حياتى وأنا مصنف ضمن القلة» عبارة قالها قنديل، موضحا أن الحملات المضادة استمرت طوال حياته، وتم تصنيفه ضمن القلة التى بدأت بانتقاد الرئيس مبارك ونجله جمال. لم يكن يخطر ببال المهندس يحيى حسين، رئيس مجلس إدارة شركة بنزايون وأحد قيادات وزارة الاستثمار، والذى استطاع عبر تفانيه فى العمل وإخلاصه أن يحجز لنفسه رقما متقدما فى المعادلة السياسية لمصر عبر بوابة وزارة الاستثمار. المشهد الأول كان خطوة جريئة من المهندس يحيى حسين بزيارة إلى الرقابة الإدارية لتقديم بلاغ عن عملية نهب منظم لأموال الشعب من خلال صفقة بيع شركة عمر أفندى بقيمة مالية أقل من قيمتها بملايين الجنيهات بصفته عضوا فى لجنة البيع مع 14 آخرين. ويستعرض المهندس يحيى ما حدث له من تنكيل بعد بلاغه قائلاً: «بدأ بإقصائى من مناصب كنت أشغلها، وعندما كان يتم سؤال الوزير محمود محيى الدين عن هذه الأمور كان يقول إنها تغيير فى القيادات. ويضيف المهندس يحيى: «وصل الأمر إلى الانتقام من المؤسسة التى أعمل بها رغم أنها مؤسسة عامة، فقد تم منع ضخ أى أموال من قبل الشركة القابضة للتجارة إلى الشركة التى أتولى رئاستها وبالتالى بدأت الشركة تعانى تخبطات مالية بالإضافة إلى أننى كنت أفاجأ بعقد اجتماعات لرؤساء مجالس إدارات الشركات دون علمى، وكان يتم التجاهل المتعمد لى.. كل هذه الرسائل والتضييقات كانت كفيلة بأن آخذ حذرى مقتنعاً بأن الأسوأ قادم، وهو ما دفعنى لطلب إنهاء تكليفى برئاسة الشركة. لمعلوماتك... ◄6 أبريل 2008هو التاريخ الذى دعا فيه شباب الفيس بوك المواطنين للبقاء فى المنازل ضمن إضراب عام.. ولم تنجح الدعوة تماماً لكن وقعت مصادمات فى المحلة الكبرى وحرائق وسقط أحد المواطنين قتيلاً.