ذكرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، أن لقاء الرئيسين حسنى مبارك ونيكولا ساركوزى أمس بالإليزيه كان فرصة للزعيمين لتناول عملية السلام فى الشرق الأوسط، وكذلك أيضا العلاقات الثنائية، ولفتت الصحيفة إلى أن مبارك وساركوزى يرأسان الاتحاد من أجل المتوسط الذى تأجلت قمة رؤسائه من يونيو إلى نوفمبر القادم فى برشلونة. وقالت الصحيفة إنه إذا كان الاتحاد من أجل المتوسط يهدف إلى تجاوز الأزمات والخلافات العربية الإسرائيلية من خلال إقامة مشروعات للتعاون الاقتصادى، فإن حجم التبادل التجارى بين فرنسا ومصر متماسك، حيث ارتفع خلال عام 2009 إلى 28ر2 مليار يورو، بزيادة قدرها 7% بالمقارنة بعام 2008، وبزيادة قدرها 60% بالمقارنة بعام 2005. كما أصبحت فرنسا سادس أكبر شريك اقتصادى لمصر، واحتلت فرنسا المرتبة ما بين الثانية والرابعة خلال السنوات الماضية فيما يتعلق بالاستثمارات الأجنبية المباشرة فى مصر. وأشارت صحيفة "لوفيجارو" إلى أن الاستثمارات الفرنسية تبلغ فى المتوسط 250 مليون يورو سنويا فى مصر .. كما أنها تشهد طفرات فى بعض الأحيان، ففى يناير 2008 استحوذت شركة" لافارج" الفرنسية على "أوراسكوم للأسمنت" فى صفقة قيمتها 8ر8 مليار يورو. ورأت الصحيفة أن مناخ الأعمال فى مصر أصبح أفضل بكثير عما كان عليه منذ 8 أو 10 سنوات ، بفضل الإصلاحات الاقتصادية والتحول إلى اقتصاد السوق والعديد من التغيرات الأخرى الرامية إلى زيادة قدرة البلاد على المنافسة وجذب الاستثمارات. وأشارت "لوفيجارو" إلى أن مصر شهدت خلال العام المالى 2009-2010 انتعاشا تدريجيا بعد الأزمة الاقتصادية العالمية، وبلغ معدل النمو الاقتصادى بها 2ر5%، مع توقعات بوصول معدل النمو إلى 6% خلال العام المالى القادم. كما أن مصر بتعداد سكانها الذى يصل إلى 82 مليون نسمة تريد أن تكون جاذبة للاستثمارات بصورة أكبر..ورغم أن 18% من السكان يعيشون تحت خط الفقر، إلا أن 8% لديهم مستوى معيشة قريب من المعايير الأوروبية. وقالت الصحيفة إن الهيئة العامة للاستثمار فى مصر قدمت 47 مشروعات بقيمة إجمالية 15 مليار دولار كفرص للاستثمار فى البلاد، مشددة على الجهود المبذولة من أجل ضمان الشفافية ومحاربة الفساد وتسهيل الإجراءات الإدارية. ونقلت الصحيفة عن وزير الاستثمار محمود محيى الدين أمله فى أن تتمكن مصر من تسريع معدلات التنمية بفضل موقعها الجغرافى المثالى وجهود الإصلاح والتدريب.. وقالت الصحيفة إن مصر تسعى لأن تلحق بالقوى الاقتصادية الصاعدة مثل البرازيل وروسيا والهند والصين..وإن كان ذلك لن يتحقق قبل 15 عاما، حسب "لوفيجارو".