انتقد البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، خلال العظة الأسبوعية بالكاتدرائية المرقسية ب"العباسية"، قيام بعض الآباء الكهنة بتوجيه الشتائم للخدام وشعب الكنيسة، مُستشهداً بإحدى آيات الكتاب المقدس: "الفم الذى يُبارك لا يلعن"، وأضاف أن الكاهن عندما يشتم يكون عثرة أمام الشعب، ولكن يُمكنه أن ينهر دون أن يشتم، وكذلك انتقد تهاون البعض منهم فى مُمارسة الأسرار الكنسية وعدم احترامهم لهذه الأسرار المُقدسة، فلا يجوز للكاهن أن يُخرج من فمه ألفاظًا غير لائقة. وأشار البابا إلى أنه لا يجوز للأب الكاهن أن يناول الجسد والدم- أحد أسرار الكنيسة السابعة - وهو جالس، فهذا أمر غير لائق، فإذا كان الكاهن مريضًا فليترك التناول لغيره من الآباء الكهنة. وطالب البابا شنودة الآباء الكهنة باستخدام الرحمة فى تقديم الأسرار المُقدسة للمرضى كل حسب حالته الصحية، فهناك من يُعانى من أمراض مُزمنة ولا يستطيع الصوم فترة كافية قبل تناول الأسرار المُقدسة، وطالبهم بالتعامل مع الصوم قبل التناول فى روحانيته وليس بحرفية الصيام. وحذر البابا الكهنة بعدم قيامهم بأعمال أخرى بجانب خدمتهم الكهنوتية، مؤكدًا أنهم بذلك لن يجدوا وقتًا لرعاية الشعب، فمن الصعب الجمع بين العمل والخدمة فى آن واحد لضيق الوقت وكثافة شعب الكنيسة الذى يحتاج للخدمة والرعاية وحل المشاكل. ورفض البابا إعطاء تصريح زواج لشخص بسبب انضمام زوجته إلى "شهود يهوه"، قائلا : لا يجوز الجمع بين زوجتين، ولكن ممكن منحك تصريح بالزواج بعد أن يتم الفصل بينك وبين زوجته"، مُشيراً إلى إمكانية منح الكنيسة تصريحاً بالزواج الثانى فى حالات ومنها "الزنا" و "تغيير الدين"، وموضحا أن شهود يهوه ليسوا مسيحيين بالحقيقة، جاء هذا ردا على سؤال يقول "إن زوجته انضمت لشهود يهوه، واعتنقت مبادئهم تمامًا منذ عدة سنوات، فهل يجوز له أن يحصل على تصريح بالزواج الثانى؟"، كما رفض البابا طلب بعض الفتيات اللاتى يطلبن الرهبنة قبل إتمام الدراسة، موضحا أن الرهبنة لا تقبل الفاشلات. أكد البابا شنودة أن الإنسان يرث عن المتوفى ما تركه له من أموال، كما يلتزم من يرث بسداد الديون المترتبة على المتوفى من الميراث، وانتقد البابا أحد الآباء لحرمان الفتاة أو الشاب من الزواج من أجل القيام بخدمتهم، قائلا: "هذه أنانية آباء تتسبب فى ضياع مُستقبل أبنائهم"، موضحا أنه من الممكن أن يخدم الأبناء وهم متزوجون. وقال البابا إن الكنيسة دائماً تصلى لبلادنا مصر بشكل عام، ومن أجل الحُكام أيضاً لكى يشملهم الله بنعمته وبرعايته، حتى يكون الحُكم مُريحاً وعادلاً لجميع الناس، جاء هذا ردا على سؤال يقول: "ما فائدة الصلاة من أجل الملوك والرؤساء وجميع من هم فى المناصب؟". وتكلم البابا فى عظته عن "الأمانة"، وقال إن الأمانة تشمل أمورا عديدة، منها الأمانة فى الزوجية وفى الرعاية وفى حفظ الأسرار، فلابد أن يكون الإنسان أميناً نحو الله وأميناً نحو الناس بل ونحو نفسه كما جاء فى الكتاب "كن أميناً للموت سأعطيك إكليل الحياة".
