متشددون

عجبت كثيرا من قيام الإخوة الأقباط بعمل مظاهرات ومقابلات واجتماعات كثيرة، احتجاجا على الحكم القضائى الذى يتيح للمطلق أن يتزوج مرة أخرى، والذى يقود الموضوع هو شخص من المفروض أنه قدوة لجميع المصريين، سواء أقباط أو مسلمين، هو البابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
ومن العجيب أنه قبل صدور هذا الحكم كنت عندما أجلس مع أى أخ مسيحى، ونتناقش فى موضوع الدولة الإسلامية كانوا يرفضون بشدة ويقولون ليس هناك أفضل من الدولة المدنية التى يحكمها القانون، ولا دين مع السياسة ولا سياسة مع الدين، فهم مؤمنون تماما بالدولة المدنية، وعندما حكم القانون رفضوا الحكم وعندما تتناقش مع أى قبطى يسألك سؤالا ظاهره حقيقى وباطنه متناقض مع ما يؤمنون به، فيسألك هل تقبل أن يتم تغيير نص فى القرآن أو يصدر حكم قضائى لنص صريح فى القران؟؟
وطبعا، قليلى التفكير يبادرون بالإجابة لا، طبعا يقول لك وقد فاز عليك نفس المسألة بالنسبة لنا، لا نقبل أن يتم تغيير حكم فى الإنجيل بحكم من القاضى.. ولكن أرد عليهم وأقول لهم: نعم نحن قبلنا أن يتم الحكم بأشياء تخالف الشريعة الإسلامية، ألم تقل لنا الشريعة الإسلامية حد السارق قطع يده والقانون يقول من سنة إلى ثلاث سنوات، ألم تقل لنا الشريعة الإسلامية صراحة فى القرآن أجلدوا الزانى والزانية مائة جلدة وارجموا الزانى والزانية المحصن والمحصنة والقانون أيضا يخلف ويحكم بالسجن، إذن ما تنادون به لا تؤمنون به وهو قيام الدولة المدنية.