حاجات ما تقولهاش لضحية التحرش.. "متأكدة إنك مش غلطانة؟ طب كنتى لابسة إيه؟"

بعيدًا عن الشعور بالانتهاك والإهانة وافتقاد الأمان بدرجة كبيرة، تعانى ضحية التحرش كثيرًا من ردود فعل المحيطين بها التى تزيد من آلامها النفسية وقد تدفعها للاكتئاب الذى قد يتطور إلى الرغبة فى التخلص من حياتها.
وتقول "هند مرزوق"، الأخصائية الاجتماعية، ل"اليوم السابع": "أسوأ ما يمكن أن نفعله فى حق ضحية التحرش هو أن نجعلها تشعر بالذنب والمسئولية عما حدث لها، ونضاعف آلامها النفسية ومتاعبها، فبهذه الطريقة لن يمكنها أبدًا أن تتخطى التجربة كما أنها ستفقد تمامًا الثقة بنفسها".
وتضيف: "يجب أن نكون أكثر حرصًا وحساسية فى الحديث معها وننتقى كلماتنا والأسئلة التى نوجهها إليها وليس كل ما يخطر ببالنا يصح أن نقوله لها وقتها، وهناك بعض العبارات الشائعة التى كثيرًا ما يرددها الناس فى هذه المواقف تسبب الكثير من الأذى النفسى للضحية".
إيه اللى وداكى هناك؟
رغم أن السؤال قد يكون وراءه رغبة حقيقية فى معرفة أسباب تواجدها فى المكان الذى تعرضت فيه للتحرش بدون أى نية اتهام أو قصد لذلك إلا أن الفتاة ضحية التحرش تعتبره اتهامًا لها بأنها المسئولة عما حدث لها وأنها إذا لم تذهب هناك لم تكن لتتعرض لمثل هذه التجربة.
إيه اللى أخرك كل دا؟
كثيرًا ما يحدث التحرش ليلاً، وغالبًا ما يكون السؤال الأول على اللسان بنبرة لوم واضحة "إيه اللى أخرك للوقت دا؟" وكأنه من حق أى شخص أن يستبيح الفتاة لأنها تأخرت خارج البيت، وهو سؤال مستفز يجعل الضحية تشعر بالاتهام وأنها أيضًا مسئولة عما حدث.
أنتى كنتى لابسة إيه؟
"كنتى لابسة إيه"، "الماكياج كان أوفر؟"، "لبسك كان ضيق أوى على فكرة"، "مش قلت لك 100 مرة ما تلبسيش البنطلون دا؟".. كل هذه العبارات عبارة عن سياط توجهها إلى ضحية التحرش التى لا يعقل أبدًا أن يكون شكلها مبررًا للتحرش بها، وهكذا تشعر بالذنب وتفقد ثقتها بنفسها أكثر.
أنتى اتصرفتى غلط..
"كان ممكن تعملى كذا.."، "ليه ما عملتيش كذا؟".. آخر ما تحتاجه ضحية التحرش فى هذا الوقت هو أن نجعلها تشعر بالغباء وأنها أساءت التصرف، ونقول لها كلامًا لن يقدم ولن يغير شيئًا فى ما حدث، ولن يزيد الأمور إلا سوءًا، فهى فى هذا الوقت بحاجة لاحتواء وأمان وليس شعور بأنها أخطأت.
احمدى ربنا كان ممكن يحصلك أكتر من كده...
هذه العبارة ببساطة تخبرها بشكل مباشر أنك لا تدرك حجم الأذى النفسى الذى تعانيه ولا تتفهم مشاعرها فى هذه اللحظة، ولن تخفف من شعورها بالرعب والخوف ولكنها ستبدد ما تبقى داخلها من الشعور بالأمان وتزيد الأمور سوءًا.
أنتى متأكدة إنه كان بيتحرش؟
هذه العبارة تضاعف شعورها بالإهانة وشعورها بأنك لا تدرك ما تعانيه، وتجعلها تشك بنفسها وتظن أنها كانت تتخيل ما حدث وتتوهمه.