"بخنصر من جيب جوزى".. جملة اعتادت أن ترددها السيدات أثناء جلسات الحكى والفضفضة لصديقة أو جارة لابد وأن تتقبل الفكرة دون انتقاد، فمن وجهة نظر الزوجة، مد اليد فى جيب الزوج لا تعتبر سرقة، ولا تندرج تحت بند الخنصرة من مصروف البيت، فهى بالنسبة إليهن حق مشروع فى مواجهة بخل الزوج أو تعنته فى الصرف، أو محاولة للثورة على كونه "بيستخسر فينا" كما تبرر بعض الزوجات، وهى الحكايات الخاصة التى تكشف عن مشاكل الزوجة مع زوجها البخيل أو الذى يرغب فى امتلاكها أو لقص ريش الزوج أو الانتقام وغيرها من الأسباب التى جعلت بعض النساء يلجأن للسرقة من جيوب أزواجهن، دون الخوف من إطلاق مبررات تبدو مقنعة للكثيرات منهن، تبدأ من "جوزى بخيل جداً" وتنتهى ب"لازم أقصقص ريشه قبل ما يلوف على غيرى"، وما بين الجملتين تتعدد القصص التى تحكيها السيدات عن "جيب الزوج" الذى أصبح حلاً للبخل، ومتاحاً للنهب فى ظروف متعددة. سميرة: بسرق جيب جوزى لأنه بخيل بس خايفة من الحرمانية سميرة محمد تقول: "أنا سيدة متزوجة وأم لخمسة أطفال، ولكن زوجى بخيل وتربية الأبناء تحتاج إلى المصاريف، وهو بيدينى 100 جنيه فى الأسبوع أجيبلهم منين وهما بيحتاجوا لبن صناعى وأكل وشرب، وكل أما أقوله زودنى فى المصروف يتخانق معايا، عشان كده قررت أسرق من جيبه من غير ما يحس، بس خايفة لا يكون ده حرام". إسراء: جوزى بيبعت مرتبه لأهله اللى مش محتاجين ومزنقها عليا وعلى ولاده إسراء. ع تقول: "أنا بسرق جوزى وأما بيسألنى لو خدت فلوس من جيبه بقول لأ وبحلف كدب، بس أعمل أيه مصاريف العيال كتيرة ده بيدينى 20 جنيه فى اليوم يعملوا أيه دول أكل ومصاريف عيال ودروس خصوصية، وبيبعت باقى مرتبه لأمه وأهله مع أنهم دخلهم كويس ومش محتاجين بس مزنقها علينا إحنا بس وبضطر أبيع دهبى عشان أصرف على الدروس". نسمة: جوزى بينيمنى أنا وولادى نص بطن وبخيل جدا رغم أنه شغال فى بنك نسمة. ع تقول: "جوزى بخيل جدا بيدينى 300 جنيه فى الشهر، وبينيمنا أنا وولادى نصف بطن، رغم أنه مقتدر ويعمل فى بنك سوقت عليه طوب الأرض أنه يزودلى المصروف لكن رفض، وأتقمص وسابلى البيت من غير ولا مليم". شيرين: بسرق فلوس جوزى عشان أحوشها وأطلق منه تقول شيرين: "أنا بقى بسرق فلوس جوزى عشان أطلق منه فى أقرب وقت، أما يكون معايا فلوس كويسة أقدر أعيش بيها ولغاية ما ألاقى شغل وساعتها هطلق منه، لأنه بيشرب مخدرات وبيضربنى ويضرب عياله". رحمة: بسرقه عشان عايز يتجوز عليا تقول رحمة.ح "أنا بسرق فلوس جوزى لأنه بصباص وعينه زايغة وعايز يتجوز عليا، عشان كده عملت بالمثل اللى بيقول "قصقصى ريش جوزك قبل ما يلوف على غيرك"، لأن الرجالة ملهاش أمان". شادية: بسرق جوزى عشان انتقم منه لأنى مش بحبه تقول شادية: "قررت أسرق جوزى عشان انتقم منه، لأنى أتجوزته غصب عنى وأهلى أجبرونى عليه، عشان كده بنتقم منه بكل الطرق ومنها أنى أسرق الفلوس بتاعته". رأى الدين فى سرقة الزوجات لأزواجهن.. يقول الشيخ إبراهيم أمين، من علماء الأزهر الشريف ل"اليوم السابع"، إن الحالة الوحيدة التى أحل فيها الإسلام للزوجة أن تسرق زوجها هى الزوج البخيل، فقد روى عن الإمام البخارى فى كتاب النفقات باب إذا لم ينفق الرجل فللمرأة أن تأخذ بغير علمه ما يكفيها وولدها بالمعروف، وهذا هو نص الحديث: "حدثنى محمد بن المثنى حدثنا يحيى عن هشام قال أخبرنى أبى عن عائشة أن هند بنت عتبة قالت يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطينى ما يكفينى وولدى إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم، فقال خذى ما يكفيك وولدك بالمعروف". ويتابع أنه يمكن للزوجة أن تأخذ من زوجها البخيل بقدر ما يكفيها هى وأولادها، ويفضل أن يكون أقل، كنوع من الاحتياط، فلا يجوز مثلاً أن تأخذ الزوجة من مال زوجها لعمل اشتراك فى النادى أو لشراء أشياء غير ضرورية، مضيفاً أن هذا الأمر يكون حسب ميزانية الأسرة. ويشير إلى أن الزوج البخيل هو الذى لا يقوم بواجباته من توفير الطعام والشراب والكسوة للزوجة والأولاد، وحينها يمكن أن تسرق منه بأقل من احتياجها، مضيفاً أنه لا يجوز أن تسرق الزوجة من زوجها بهدف منعه من الزواج بامرأة ثانية، وهذا حرام، لأن الإسلام حلل الزواج الثانى ولأن الحالة الوحيدة لسرقة الزوج هو البخيل.
