التليفون المحمول نعمة أم نقمة؟

أصبح التليفون المحمول من أهم ضرورات الحياة العصرية؛ ذلك لأن التليفون المحمول فضلاً عن كونه أهم وسائل الاتصالات فإنه يستوعب العديد من البرامج المفيدة، كمواقع التواصل الاجتماعى والأخبار والمعلومات والدراسات والمعاملات الحكومية والبنكية، كلها أمور أصبحت متاحة بكل سهولة ويسر على التليفون المحمول.
وقد ساهم التليفون المحمول فى قضاء الأعمال واتخاذ القرارات الضرورية بسهولة وهو ما ساهم فى زيادة الإنتاج العالمى وتحقيق طفرة هائلة فى الاتصالات والمعلومات التى تميز عصرنا الحالى الذى أطلق عليه (عصر المعلومات) لما للمعلومات من أهمية قصوى فى الحفاظ على الأرواح والممتلكات ونشر الثقافة وتدعيم الإنتاج.
ونلاحظ أن البشر بإسرافهم فى استخدام التليفون المحمول حولوه لنقمة عليهم لانشغالهم عن أسرهم وعملهم وعباداتهم بالعبث فى التليفون وإدمان تصفح تكنولوجيا الاتصالات الموجودة عليه، وترتب على ذلك العديد من حوادث السيارات التى أشارت الدراسات المرورية إلى أن التليفون المحمول يسبب 78% منها، علاوة على ذلك فإن الإصرار على استخدام المحمول يؤثر على الكفاءة والإنتاجية فى العمل، ومن الأمور الغريبة أن تجد تجمعا عائليا أو للأصدقاء جميعهم مشغولون باستخدام هواتفهم المحمولة فى لقاء المفترض أنهم يتواصلون مع بعضهم البعض شفهيا فى تواصل مباشر وهو ما أفقد التجمعات الاجتماعية أهم ميزاتها.
إننا كأولياء أمور وتربويين يجب أن نتحكم فى هذا الإدمان المفرط للتليفون المحمول ونبقيه نعمة كما بدأ قبل أن يتحول لكارثة تدمر مجتمعاتنا.