"الشعب نايم" بهذه العبارة افتتح صابر عمار المحامى أمين مساعد اتحاد المحامين العرب ندوة "الحق فى الإضراب" والتى عقدت مساء الخميس بأمانة الحريات بحزب التجمع حيث أشار إلى أنه مع كل الإضرابات والتحركات العمالية والممارسات الحزبية الحثيثة والنشاط المكثف لبعض منظمات المجتمع المدنى الأخيرة إلا أن الشعب المصرى مازال نائماً ولم يستفد من ثقافة الإضراب وهب من أجل انتزاع حريته الضائعة أو المسلوبة منه قهراً أو بإرادته. وقال عمار إن حزب التجمع كان معايشاً للأحداث ومتفاعلاً معها ودعم ما أسماه ب "الانتفاضة العمالية" الأخيرة وأصدر عدة بيانات عاجلة إذاء كل تحرك وموقف، لكن الغريب فى حديث عمار، أنه عاد وانتقد بشدة منظمات المجتمع المدنى التى أطلق عليها "دكاكين المجتمع المدنى" وقال إنها لم تحقق المرجو منها وقارنها بتجارب الإخوان المسلمين والجمعيات المسيحية فى اختراق الجمهور والانخراط فى المجتمع. كمال واصف النقابى فى اتحاد العمال كان له رأى آخر حيث أكد أن التراخى فى المهام لم تقتصر على منظمات المجتمع المدنى فحسب ولكن الأحزاب السياسية والنقابات العمالية والمهنية شركاء فى ذلك فلم يستطيعوا الوصول إلى الجمهور فى الشارع حتى الآن. ويرى أن نظام عبد الناصر أعطى للعمال والفلاحين والصيادين وغيرهم حقوقاً تحولت بعد ذلك فى الأنظمة الحاكمة التى تلته إلى نقابات استشرى فيها الفساد وينخر فى قواعدها، وتعجب واصف من وجود عدد من حالات النجاح بالتزكية فى انتخابات النقباء. اتفقت أمينة النقاش نائب رئيس حزب التجمع مع واصف فى وجود عزلة بين الجمهور وتلك الأحزاب والمنظمات، لكنها عارضت فكرة التعدد النقابى على أساس أنه شكل من أشكال الانقسام داخل الحركة العمالية والنقابية وتضعفها. أحمدعاشور قيادى فى حزب التجمع أبدى أسفه لما أسماه ب"المولد" فيما يخص اعتماد الأحزاب ومنهم حزب التجمع على تقديم البيانات العاجلة والمنشورات فقط تجاه أى موقف جماهيرى وأكد أن الحق فى الإضراب هو الاتجاه الصحيح والمشروع لانتزاع الحريات والحق على أرض الواقع، وأضاف أنه لابد من وجود تشريع قانونى يحفظ هذا الحق داخل مصر، على أن تكون هذه الإضرابات داخل التنظيم النقابى. ويرى عاشور أن إضراب عمال غزل المحلة فى 6 أبريل غير الصورة النمطية عن الإضرابات المغلقة السابقة التى كان يقودها السياسيون مشيراً إلى ضرورة وجود مناخ جديد فى العملية السياسية. الدكتورعلى الديب الناشط السياسى فى حزب التجمع شدد على أهمية طرح شعارلأى إضراب قبل البدء فيه حتى لايحدث خلط أو انتهاك له، ويرى الديب أن الغفلة التى كانت موجودة قبل ذلك عن أهمية نضال الشعب وإضراباته أهدرت حقوقه ولذلك يجب الاعتماد على المبدأ القانونى الدائم وتحويل نضال الشعب إلى نضال قانونى ورفع القضايا على الدولة وعلى المتسببين فى الفساد مثل قضايا الأسعار وسرقة أموال التأمينات الاجتماعية. عبد الرشيد هلال أمين العمال بحزب التجمع طالب الأحزاب بتقديم الدعم القانونى والإعلامى لإضرابات العمال على أن يكون هناك ما يبرر الإضراب وطالب هلال بعدم فصل العمال نتيجة الإضرابات التى تعد حقاً مكتسباً وشرعياً.