يبقى منتخب الماكينات الألمانية المرشح التاريخى للفوز باللقب أو فى أسوأ الظروف، للذهاب بعيداً فى المونديال. فمنذ خمسينيات القرن الماضى يحتفظ الفريق بمقعد شبه دائم فى الأدوار النهائية، ولا يقبل بأقل من الوصول للدور نصف أو ربع النهائى خلال معظم مشاركته، فضلاً عن تحقيقه ثلاثة ألقاب أعوام: 1954- 1974- 1990 تجعل الألمان ثالث أفضل فريق مونديالى بعد البرازيل صاحبة المقام الرفيع بخمس بطولات، وإيطاليا صاحبة الأربع كؤوس عالمية، كما حقق الفريق مركز الوصيف ثلاث مرات أعوام: 1982- 1986- 2002، ومركز ثالث فى النسخة الماضية بعد أداء قوى وخسارة بهدفين دون رد من إيطاليا فى الدور قبل النهائى. الفريق الألمانى حضر إلى جوهانسبرج بنجماته الثلاث تحت قيادة المدرب الشاب "يواكيم لوف"، الذى بلغ مع الفريق نهائى النسخة الماضية من يورو 2008 وحقق لقب الوصيف بعد هزيمة بهدف نظيف من الماتادور الأسبانى.. وتضم قائمة ال23 لاعب الحاضرة بمونديال جنوب أفريقيا سبعة لاعبين من فريق بايرن ميونخ الذى حقق هذا الموسم لقبى الدورى والكأس المحليين ووصيف لقب دورى رابطة الأبطال الأوروبية. اللقب الأول حققته ألمانيا عام 1954 بعد فوز تاريخى على المجر فى المباراة النهائية بثلاثة أهداف لهدفين وكانت كل الترشيحات تصب فى صالح الفريق المجرى، الذى يضم بين صفوفه أساطير مثل "كوتشيس" و"بوشكاش" هذا من جهة، ومن جهة أخرى لأن الفريقين التقيا من قبل فى الدور التمهيدى للبطولة وانتهت المباراة بفوز كاسح للمجر بثمانية أهداف لثلاثة، أما فى بطولة 1974 التى أقيمت بألمانياالغربية (ألمانيا ظلت منقسمة إلى شرقية وغربية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 وحتى انهيار سور برلين عام 1989) فقد كانت الموجهة النهائية أمام منتخب الطواحين الهولندية الذى بدأ بالتسجيل بهدف من ركلة جزاء بعدما تناقل لاعبو البرتقالى الكرة، فيما بينهم فى أول 80 ثانية دون أن يلمسها الفريق الألمانى وانتهى الأمر بانطلاقة من الجناح الطائر يوهان كرويف داخل منطقة جزاء الألمان ليعرقله المدافع "أولى هونيس" الذى تدرب لمدة ستة أشهر فى معهد "كولون" بألمانيا على يد مجموعة من الخبراء على كيفية إيقاف كرويف.. ولكن قائد الفريق، فى ذلك الوقت فرانز بيكنباور أعاد ترتيب أوراق فريقه لينتهى اللقاء بهدفين لهدف منح الكأس الثانية "للمانشاف". بعد خسارة نهائى 82 و86 أمام إيطاليا والأرجنتين على الترتيب عاد القيصر بيكنباور لقيادة الماكينات مرة أخرى، لكن فى ثوب المدير الفنى ليصل معهم للنهائى أمام الأرجنتين فى نسخة مكررة من نهائى 86 وحمل الألمان الكأس الثالثة بهدف نظيف من ركلة جزاء سجلها أندرياس بريمه من ركلة جزاء. ألمانيا بلغت نهائيات جنوب أفريقيا بعد تصدرها المجموعة الأوروبية الرابعة التى ضمت معها روسيا وفنلندا واسكتلندا وأذربيجان وليختنشتاين بثمانية أهداف وتعادلين وسجلت 26 هدفاً، فيما استقبلت شباكها 5 أهداف، وتبدو الماكينات فى أفضل حالتها، وهو ما اتضح فى مباراتهم الافتتاحية بالمجموعة الرابعة التى انتهت بسحق أستراليا برباعية نظيفة وأداء بطولى، ولا يوجد ما يخشى منه عشاقها سوى "لعنة حراسة المرمى"، فبعد اعتزال الحارس العملاق "أوليفر كان" نهائياً واعتزال "يانس ليمان" اللعب الدولى، وانتحار الحارس "روبرت إنكه" الذى كان المفضل رقم 1 عند المدرب يواكيم لوف، يبدو هذا الأخير فى مأزق حقيقى لعدم قناعته بمستوى أى من الحراس المتواجدين على الساحة، يضاف إلى ذلك غياب نجم الفريق "مايكل بالاك"، الذى أصيب مع فريقه تشيلسى الإنجليزى وعلى حد وصف "لوف" نفسه، فإن "بالاك" ترك له فراغاً كبيراً فى منتصف الملعب. غير أن الألمان يعولون ويأملون كثيراً فى لاعبهم الفذ "باستيان شفانستايجر" لاعب بايرن ميونخ الذى صعد للفريق الأول بناديه بينما عمره 18 عاماً فقط ولعب مع المنتخب الأول فى العشرين من عمره فى يورو 2004 باليونان وتبرز قيمة "شوينى"، كما يطلق عليه المشجعون فى قدرته على شغل أى مركز بمنتصف الملعب، ويصفه مدربه فى البايرن الهولندى "لويس فان جال" بأنه "لاعب ذو قدرات خاصة". أخيراً، فإن الرهان الأكبر فى منتصف الميدان هو اللاعب صاحب الأصول التركية "ميزوت اوزيل" ابن الحادية والعشرين ربيعاً والذى تألق بسرعة البرق مع ناديى "شالكه" و"فيردر بريمن" بألمانيا قبل أن ينتقل لليوفنتوس الإيطالى ومن المنتظر أن يتلقى عروضاً بمبالغ خيالية لاسيما وأنه ما زال صغيراً فى السن.