سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حزب النور المتناقض.. قبل المرحلة الأولى يقبل قانون الانتحابات.. ويؤكد: سنتأقلم عليه وليس لدينا أى مشكلات فى ترشيح المرأة والأقباط.. وبعد خسارته ينقلب ويعترف: لولا القانون ما رشحنا نساء ومسيحيين
- يونس مخيون قبل الانتخابات: لن نترك 120 مقعدًا للأحزاب.. وبعدها: برلمان 2015 أسوأ من مجلس 2010 - رئيس النور قبل السباق الانتخابى: لا مشكلات مع القانون.. وبعد الخسارة: قانون الانتخابات "مشوه" يساهم فى تسلط رأس المال - إسلاميون: الحزب السلفى يضع نفسه مكان الإخوان وأوجه التشابه مع "الإرهابية" كثيرة - خبراء: النور يخلق مظلومية تشبه رؤية الإخوان لتبرير خسارته الانتخابية - كمال حبيب: نتائج حزب النور رسالة بضرورة ابتعاده عن السياسة النور قبل إجراء الانتخابات لعلك تتذكر تصريحات كبار الدعوة السلفية وذراعها السياسية حزب النور، قبل إجراء الانتخابات البرلمانية، فقد كان يردد نادر بكار مساعد رئيس الحزب لشئون الإعلام بأن حزب النور سوف يتأقلم مع قانون الانتخابات أيا كان سواء تم تعديله أو لم يتم تعديل. بينما كان يردد دائما قيادات كبرى فى الحزب أمثال الدكتور يونس مخيون رئيسه وصلاح عبد المعبود المتحدث باسم الحزب أنه سيخوضون الانتخابات البرلمانية على جميع المقاعد وليس لديه أى مشكلات وأنهم مستعدون لإجراء الانتخابات اليوم قبل الغد. ومن أهم ما قيل فى هذا الشأن تصريحات الدكتور يونس مخيون رئيس الحزب الذى أكد أن حزب النور قادر على خوض الانتخابات فى جميع الدوائر دون التحالف مع أحد، وقال: "لولا اشتراط القانون وجود نسبة منهم على القوائم لما قام أى حزب بترشيحهم، والدليل أن الحزب الوطنى، وهو فى أوج سلطته، لم يفعل ذلك أو فعله فى نطاق محدود جدا". وبشأن صعوبة خوض الحزب الانتخابات القادمة على نظام القائمة بحسب القانون الجديد للنواب قال: "لا توجد لدينا مشكلة فى نظام القائمة برغم تحديد الفئات المشاركة فيها، ولن نترك 120 مقعدًا هدية للأحزاب الأخرى". النور بعد إجراء الانتخابات ولكن بعد إجراء المرحلة الأولى من الانتخابات تحولت تصريحات قادة الحزب إلى 180 درجة، حيث انقلبوا على قانون الانتخابات، وأكدوا أنه سببا فى خسارة الحزب فى الانتخابات، الأمر الذى وصفه خبراء فى حركات التيار الإسلامى بأن النور يشبه الإخوان ويبرر فشله على هذا القانون ويخلق مظلومية ليبرر خسارته، فيما طالب عدد باحثون فى التيار الإسلامى مطالبته لحزب النور بترك المشهد السياسى والانسحاب من الانتخابات. لم يتوقف انتقاد حزب النور بل لوح بالانسحاب من الانتخابات ودعا يونس مخيون، رئيس حزب النور، الهيئة العليا للحزب لاجتماع عاجل لبحث موقف الحزب من عملية الانتخابات البرلمانية. وشن "مخيون" هجوما على الانتخابات البرلمانية مشيراً إلى أن العملية الانتخابية برمتها شابها الكثير من الخلل والتجاوزات الخطيرة التى تلقى بظلال من الشك فى العملية برمتها. وشبه "مخيون" انتخابات البرلمانية بانتخابات الحزب الوطنى عام 2010 قائلا: "الانتخابات الحالية أسوأ من انتخابات عام 2010 وحزننا ليس على الخسارة ولكن على الوضع الحالى، وأوضح "اعترضنا ومعظم القوى السياسية على القانون الانتخابى ولكن لم يلتفت أحد إلى هذه الاعتراضات"، مشيراً إلى أن قانون الانتخابات خرج بصورة مشوهة أعطت فرصة لتسلط رأس المال السياسى والقبلية والعصبية وعودة منظومة النظام السابق بكل أشكاله وأشخاصه". لم يتوقف انتقاد السلفيين لقانون الانتخابات، بل أرجعوا خسارتهم فى الانتخابات إلى القانون، وقال أسامة شحادة، عضو مجلس شورى الدعوة السلفية، إن قانون الانتخابات البرلمانية كان سببا كبيرا فى خسارة حزب النور فى المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية. وأضاف شحادة، فى بيان على الموقع الرسمى للدعوة السلفية، أن نظام احتساب الأصوات الجديد يقوم على إلغاء كل الأصوات فى القوائم إذا لم تبلغ 50%+ 1، وهذا نظام غير عادل وتجاوزه العالم بنظام القوائم النسبى والتى تعطى القائمة مقاعد تناسب أصواتها ولا تلغيها. وتابع: "هذا بالنسبة لقوائم حزب النور، أما بالنسبة للمرشحين الفرديين فهناك (24) مرشحا سيعيدون الانتخاب فى الجولة الإعادة وهذا يبطل ما تروج له الدعاية الظالمة أن حزب النور ليس له شعبية وحضور فى الشارع المصرى وأنه صفر كما يفترى الخصوم". خبراء فى التيارات الإسلامية وبدوره أكد هشام النجار الباحث فى شئون حركات التيار الإسلامى، أن حزب النور يشبه الإخوان، مضيفا "أولاً عوامل ضعف أداء الحزب ونتائجه المتواضعة فى الانتخابات حتى الآن داخلية وليست خارجية بمعنى أنها ترتبط فى الأساس بمشكلات وأزمات الحزب والحالة السلفية والحركة الاسلامية بشكل عام أكثر من كونها تعود لعوامل خارجية من قبيل حملة لا للأحزاب الدينية أو قانون الانتخابات التى كان لها أثر هامشى ضئيل". وأضاف "النجار" فى تصريحات ل"اليوم السابع": "القانون لا صلة له بانقسامات ومشكلات التكتل الاسلامى الذى انهار مؤخراً ولم يتبق منه فى المشهد الا حزب النور وحيداً، فالقانون قائم يستفيد منه من يتحد ويتكتل وليس من المنطقى لومه لأن التيار الاسلامى منقسم غير قادر على مواجهة التكتلات والقوائم المنافسة، مضيفاً:"نتائج حزب النور عندما توضع فى مكانها الطبيعى بلا تهويل ولا انتقاص ستناسب حجمه الطبيعى كفصيل اسلامى منفرد وحيد فى الساحة يعبر عن قطاع ما من التيار السلفى فى مرحلة تظهر فيها جلية تباينات المواقف داخل الحركة الاسلامية فما حققه وسيحققه الحزب اذا تم طرحه بمصاحبة تلك الحقيقة ستتاح للحزب فرص الدفاع عن موقفه بشكل مقنع بعيداً عن شماعات الفشل الأخرى ، وستحرم الآخرين من فرص الهجوم عليه بشكل مبالغ فيه قياساً الى تهويلات غير واقعية وغير معبرة عن واقع الحزب وحجمه الحقيقى على الأرض". وقال "النجار"، "التشبيه المتواصل بين النور والإخوان يتحمل وزره حزب النور نفسه بسبب محاولته وضع نفسه فى مكان الاخوان ومحاولته احتلال مكانها فى الساحة ، وكان الحزب فى غنى عن ذلك اذا دشن تجربة مستقلة بملامحه وحجمه هو ، لكنه اضطر لاستنساخ الكثير من أساليب الاخوان فى خضم تقمصه لشخصيتها منها كونه صاحب المشروع الاسلامية وأنه مناهض للعلمنة ومدافع عن الهوية فضلاً عن تعليق خسائره على شماعة نظرية المؤامرة العلمانية الكونية ضده". ومن ناحيته، قال أحمد بان الباحث فى شئون حركات التيار الإسلامى ل"اليوم السابع": "أوجه التشابه بين حزب النور والإخوان كثيرة لكن حزب النور فى هذه الانتخابات واجه الأحزاب ورغم تراجع شعبيته إلا أنها أكثر من باقى شعبية الأحزاب الأخرى" مشيرا إلى أن حزب النور اتظلم فى هذه الانتخابات. وبدوره جدد الدكتور كمال حبيب الباحث فى شئون حركات التيار الإسلامى مطالبته بأن ينسحب حزب النور من الانتخابات البرلمانية والمشهد السياسى برمته، مضيفاً: "على حزب النور الانسحاب من الانتخابات لأنها مذلة بشروطها" مؤكدا أن الدعوة السلفية هى الأفضل لحزب النور. وقال "حبيب" "فى كل الأحوال الدعوة أفضل للسلفيين ولكنه لن يستطيع الانسحاب من المشهد السياسى ولذلك عليه أن يعيد ذاته ويؤصل لاجتهاد سياسى جديد". وأضاف "حبيب" "على حزب النور أن يفصل بينه وبين الدعوة السلفية حيث أن مكونه الدعوى يصل لنسبة 90% بينما مكونه السياسى يصل إلى 10% ولذلك على حزب النور أن يجمد نفسه ويترقب المشهد ويعيد قراءته". نتائج حزب النور رسالة بضرورة ابتعاده عن السياسة وقال كمال حبيب، إن حزب النور لديه ما يمكن أن نطلق عليه "أزمة العودة للبدايات" بمعنى أن النتائج التى واجهها فى الانتخابات الأخيرة مثلت مفاجأة له وصدمة، موضحا أن نتائج النور كانت رسالة من جمهوره له بضرورة ابتعاده عن ممارسة السياسة والعودة للدعوة والحفاظ على الأخلاق. وأضاف الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن النور على مفرق طريق، هل يكمل فى الاستمرار فى السياسة أم يعود إلى بداياته؟ بمعنى أن يعود كتيار سلفى يعمل بالدعوة والعلم الشرعى وتزكية الأخلاق أو يستمر فى السياسة التى أهانته وأفقدته طابعه المتوافق بين فعله وقوله، وهنا تظهر أزمة العودة للبدايات أى أن يعود كما بدأ، لكن عودته لن تكون مواجهة مع الدولة وإنما عودة للنشاط فى المجال العلمى والدعوى والأخلاقى بعيدا عن السياسة. فيما قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن حزب النور تلقى ضربة كبرى فى هذه الانتخابات، حيث كان يسعى الحزب لأن يحصل على نسبة مثل التى حصل عليها فى الانتخابات الماضية ولكن مؤشرات تؤكد عدم تمكنه من ذلك. وأضاف ربيع ل"اليوم السابع"، أن اعضاء الحزب الآن يعيشون حالة احباط بشكل كبير، بعدما كانت القيادات تؤكد لهم أنهم سيكون لهم تواجد كبير فى الانتخابات البرلمانية وهذا سيؤثر على معنويات الحزب فى المرحلة الثانية.