سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد انتشار صور يهوديات يرتدينه فى عيد الغفران.. قصة انتقال «التربون» والنقاب الخليجى من إسرائيل للمسلمات.. جدل حول أصل النقاب والحجاب كاشف الرقبة.. وآمنة نصير: انتقل من اليهود للعرب فى الجاهلية
نقلا عن اليومى.. تناقلت وكالات الأنباء صورًا لنساء يهوديات يرتدين النقاب أو البرقع، فى يوم احتفال اليهود فى عدد من دول العالم بعيد الغفران، حيث تغطى اليهوديات أجسادهن بالكامل بالملابس السوداء، وهو زى «الفرومكا»، الذى تفرضه على نسائها المجتمعاتُ اليهوديةُ الأصوليةُ، وخاصة ما يعرف بطائفة ال«حريديم». وتناقلت وكالات الأنباء صورا أخرى، ضمن الاحتفالات الخاصة بعيد الغفران، ظهرت فيها صورة إحدى النساء اليهوديات، ترتدى غطاء رأس شبيه ب«التربون»، وهو أحدث صيحات «أغطية الرأس»، التى انتشرت مؤخرا فى مصر، وخاصة بين الشابات العشرينيات، لتحل محل غطاء الرأس التقليدى، ويثير عاصفة من الجدل، بسبب كشفه عن جزء من الرقبة. وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعى، وخاصة الفيس بوك، صور اليهودية التى ترتدى التربون، مؤكدة أنه تم نقله عن الثقافة اليهودية، وهو ما أثار موجة من النقاش حول حقيقة هذه الموضة. وذكر متابعون أن فكرة التربون، استدعاها مصممو الأزياء العالميون، من موضة الخمسينيات من القرن الماضى، والذى كان يتم ارتداؤه كبديل عن القبعة، وخاصة فى السهرات، والمناسبات الاحتفالية. ورجح البعض أنه نقل من الثقافة الأفريقية، خلال سنوات استجلاب السكان الأصليين كعبيد إلى القارة الأمريكية، ويمكن ملاحظة ذلك، باستعراض صور طبقة العبيد، خلال العشرينيات من القرن الماضى، حيث تظهر النساء يرتدين التربون، بالألوان الأفريقية الزاهية. ويبدو أن نساء اليهود، لجأن إلى ارتداء التربون، كبديل عن غطاء الرأس، حيث تقر الشريعة اليهودية، ضرورة تغطية النساء لشعورهن، خلال الشعائر الدينية، والاحتفالات السنوية، هذا بخصوص اليهوديات العاديات، أما النساء المنتميات لطائفة ال«حريديم»، فيرتدين النقاب، كما هو معروف فى الديانة الإسلامية، وفى الدول الخليجية بالذات. وطرحت الصور المنتشرة ليهوديات عيد الغفران، أسئلة حول أصل النقاب، وأثارت جدلا واسعا حول: هل «غطاء الوجه» عادة يهودية، أم عادة عربية، وهل له أصل فى الشريعة الإسلامية أم انتقل لها من نظيرتها التوراتية، وكيف انتشر بين الشعوب التى تدين بالديانة المحمدية؟! فى البداية يكشف المدون الفلسطينى عمر عاصى، فى مدونته، «أن المرأة فى إسرائيل يمكن أن تتعرض للرمى بالحجارة، بسبب عدم تغطيتها لشعرها، خاصة فى الأحياء المحافظة، كحى شعاريم فى القدس، حيث يسكن هناك اليهود الحريديم (الأصوليون)»، مؤكدا أن إحدى الصحفيات تم إلقاء الحجارة عليها، بسبب دخولها إلى الحى ببنطال جينز، وبدون تغطية شعرها. ونشرت وكالة أنباء «مونت كارلو» تقريرا عن اليهود الحريديم، ذكرت فيه «أنهم إحدى الطائفات اليهودية المتطرفة، التى تطبق الشريعة اليهودية بدقة، وشبهتها الصحف الإسرائيلية بطالبان، بسبب تشددها، وعنفها فى التعامل مع المخالفين معها». ويطلق رجال طائفة الحريديم لحاهم، دون تهذيب، وكذلك شعورهم، وتتشابه ملابس نساء تلك الطائفة مع نساء الدول الإسلامية المتشددة، بل إنهن يغالين فى ارتداء الكثير من الملابس، أسفل النقاب، بدعوى عدم إظهار أى من تفاصيل الجسد. وتستخدم تلك الطائفة اللغة اليديشية، وهى من أقدم اللغات عند اليهود، ويؤيدون دولة إسرائيل ويتعاونون معها، باستثناء تيارات معينة، مثل حركة «ناطورى كارتا»، إحدى الحركات المعارضة، لتأسيس الدولة الإسرائيلية والفكر الصهيونى. وبخصوص العلاقة بين النقاب فى الشريعتين الإسلامية واليهودية، قالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ الفلسفة الإسلامية والعقيدة بجامعة الأزهر الشريف: «إن القبائل اليهودية كانت تعيش فى شبه الجزيرة العربية إلى أن جاء الإسلام، وبعد نقضها العهود والمواثيق مع الرسول عليه الصلاة والسلام، غادرت الجزيرة العربية، وبقيت العادات التى اشتركت فيها المرأة العربية والمرأة اليهودية، ولم تتركها النساء العربيات، وعلى رأسها النقاب». وكشفت آمنة نصير، فى تصريحات ل «اليوم السابع»، أن موقف الشريعة اليهودية متشدد فى «النقاب»، ففى سفر التكوين فى العهد القديم، نجد أن المرأة اليهودية إذا ترملت وعادت إلى بيت أهلها ألزمت بالخمار «النقاب»، وألزمت بهذا الحجاب الذى أُخذ فى الشريعة اليهودية كعقيدة ويؤكد على هذا المعنى الأحبار اليهود فى فتاواهم «الجمارة» و«المشنا» وهما جزء من التلمود الذى هو الشريعة الشفوية لدى اليهود. وتابعت أستاذة الفلسفة الإسلامية: «إن الحبر اليهودى موسى بن ميمون تحدث أنه إذا خرجت المرأة اليهودية إلى ردهة الباب، أى مكان الخروج، بدون غطاء الوجه والرأس والجسد تخرج من الشريعة اليهودية، وهناك قصة فى التلمود بمسمى «المرأة القمحية»، وتحكى أن امرأة كان لها سبعة أبناء استطاعت أن تؤهلهم جميعا إلى أن يكونوا أحبارا والحبر هو أعلى مرتبة فى الشريعة اليهودية، ولما سئلت: كيف استطعتِ أن تربى أبناءكِ أحبارا فكان جوابها لأن حائط البيت لم ير شعرى!». وأضافت آمنة نصير، أنه عندما جاء الإسلام ووجد النقاب تقبله كثير من النساء العربيات بحكم العادة، وحكم المجاورة السابقة مع اليهود، حتى إن بعض الفقهاء تمسك بهذا الزى على أنه حصانة للمرأة، مشيرة إلى أن الإسلام اشترط الزى المحتشم الذى لا يصف ولا يشف ولا يلفت النظر، كما جاء فى الآية الكريمة: «قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن».