ثمانون عاما مرت على ميلاد الشاعر الكبير صلاح جاهين، ففى الخامس والعشرين من ديسمبر القادم يحتفل الكثير من عشاقه بذكرى ميلاده، ومن بين هؤلاء السيدة رينيه غماشى أبو العلا، رئيسة مؤسسة "الدار" الألمانية، والتى تقيم مهرجاناً كبيراً بألمانيا عن الشاعر صلاح جاهين، مع السفارة المصرية والملحق المصرى بألمانيا. وقد صرحت رينية لليوم السابع أنها تحدثت مع السفير المصرى بألمانيا عن الفكرة، وطلبت منه تدعيمها فوافق على الفور، وهو ما جعلها تعد برنامجا للمهرجان الذى سيقام على عدة أسابيع، حيث يقام يومى العطلة من كل أسبوع. وعن برنامج المهرجان، قالت رينيه إنه سيبدأ بعرض فيلم وثائقى لصلاح جاهين، تم تصويره فى أوائل الثمانينيات عنه والمفاجأة أنه معه، حيث تحدث فيه عن أعماله، موضحة أنها جاءت إلى مصر فى إجازة حتى تحصل على نسخة من هذا الفيلم. كذلك سوف يفتتح معرض لكاركاتير جاهين، وسوف نحصل على أهم أعمال الكاريكاتير التى رسمها ونكبر حجمها وسيتم عرضها فى معرض يستمر لمدة أيام ويصحبه عزف على البيانو والعود، ثم أمسية أخرى لفنانة مصرية تغنى فيها رباعيات جاهين، كما تقام أمسية خاصة يتحدث فيها الشاعر بهاء جاهين ابن الراحل، والذى يتحدث عن جاهين الأب، كيف كان، وكيف يمكن للمبدع العبقرى المنتمى لجيل حى مثل جيل جاهين أن يكون أباً، وكيف تكون صورته فى عيون أبنائه، كما تقام أمسية أخرى للشاعر أحمد أمين حداد حفيد صلاح جاهين وفؤاد حداد، والذى سيقرأ شعر أجداده. وعن هدف هذا المهرجان، قالت رينيه إنها قررت إقامته فى ألمانيا تحديدا لتذكير الجاليات العربية والجمهور المصرى هناك بهذا الفنان المبدع، والتعرف على الجوانب الإنسانية فيه، وكذلك تعريف الجمهور الألمانى بالثقافة العربية، فهى محاولة لنقل صور من الثقافة العربية إلى ألمانيا، وهذا الدور تلعبه مؤسسة الدار دوما، حيث تحرص المؤسسة على إقامة الأمسيات الشعرية والحفلات للفنانين المصريين وكذلك عرض الأفلام التسجيلية عن الشخصيات المصرية والعربية المؤثرة، لتقديم الصورة الصحيحة عن العرب والمصريين بالخارج. وعن مؤسسة الدار تقول رينية إنها مؤسسة اجتماعية أنشئت فى ألمانيا عام 1984، وتهدف إلى رعاية الأسرة العربية فى ألمانيا اجتماعيا ونفسيا، موضحة أن اختلاف الثقافات يضع الأسر العربية هناك فى مأزق كبير، لذلك أنشئت هذه المؤسسة لمحاولة تقريب الثقافات، موضحة أن عمل المؤسسة يختص بالأطفال الصغار أكثر. وتضيف رينيه أن أغلب العرب المقيمين فى ألمانيا غير مهاجرين وإنما ذهبوا هناك طالبين اللجوء السياسى، وهذه الفئة حقوقها قليلة، وتعانى مشاكل كثيرة، فأغلب العرب هناك لا يجيدون الألمانية بينما أبناؤهم يجيدونها بطلاقة ولا يعرفون العربية، وبالتالى يفقد الطفل العربى لغة التواصل فى كل المجالات مع آبائه، ويضيع وسط ما ترفضه أسرته العربية لأنه يخالف عاداتها وتقاليدها ووسط المجتمع الأوروبى الذى يعيش فيه، والذى يبيح الكثير من المحظورات بالنسبة لأسرته، فيكون طفلا مضطربا، مستواه التعليمى ضعيف جدا، عدوانى، وانطوائى، وحل هذه الإشكالية هو دور المؤسسة التى تحاول خلق لغة حوار وسطية بين الأسرة والطفل من خلال الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين الذين يعقدون الجلسات المكثفة للعائلة ويعملون معها لمدة شهور، لخلق لغة مشتركة بين أفراد العائلة، حتى لا يصبح الطفل العربى فى ألمانيا شاباً بلا مستقبل.