إلى متى يستمر الإهمال الطبى فى مستشفيات المحروسة..ضحية جديدة بمستشفى جامعة الزقازيق..رضيع دخل المستشفى يعانى نزيفا بالمخ وخرج جثة هامدة..والدة الطفل:"مش هاسيب حق ابنى اللى مش عارفة هاجيب غيره ولا لأ؟"

حالة من الحزن الشديد تخيم على أسرة الطفل محمد وليد عبد الرحمن الإتربى بقرية العرين مركز فاقوس محافظة الشرقية، والذى أكدت أسرته أنه راح ضحية إهمال طبى بمستشفيات جامعة الزقازيق، ويظهر الحزن على ملامح كل الحضور من الأسرة المكونة من 20 فردا خاصة أن محمد جاء بعد 5 سنوات من زواج وصرف والده كل ما يملك كعلاج له ولزوجته ليتأهلا للإنجاب.
الطفل محمد
اليوم السابع التقت الأسرة واستمعت لمأساتهم لعرضها على الرأى العام والمسئولين عسى أن يجدوا لهم حلا يخفف من آلامهم.
اسرة الطفل محمد
الطفل المتوفى يبلغ من العمر 50 يومًا
بداية يقول وائل الإتربى، عم الطفل المتوفى، كنت لا أتخيل أن تكون الخدمة الطبية بمصر وخاصة بمستشفى عريقة كمستشفيات جامعة الزقازيق بهده الطريقة، التى تجعل الإنسان يفضل الموت بدلا من كم الذل والهوان، الذى يعيشه داخل عنابر المستشفى.
عائلة الطفل مجتمعون بعد وفاته
وأضاف، أن الإهمال الذى يواجهه المئات من المرضى المحتجزين داخل المستشفى، والذى تجسد فى معاملة الطفل محمد وليد البالغ من العمر 50 يوما أطاح بآمال والده ووالدته اللذين انتظرا قدومه لفترة زادت عن 5 سنوات.
محرر اليوم السابع مع اسرة الطفل
وأكمل، شقيقى وليد عبد الرحمن الإتربى 34 سنة تزوج من أكثر من 5 سنوات لم ينجب فيها وطاف على كل الأطباء، وسلك كل الطرق هو وزوجته حتى تقر عينهم بطفل يملأ عليهم دنيتهم، واستجاب الله لدعوات الجميع لهم ورزقهم بالطفل محمد فى 30 من شهر يوليو من العام الجارى وكانت الفرحة غامرة وسعادة الوالدين لا توصف ولم يعرفوا أن القدر يخبئ لهم ما حدث فجر السبت 19 من سبتمبر الجارى، حيث تبخر أملهم وعادوا إلى نقطة الصفر ليعيدوا نفس الطريق الطويل ساعين لإنجاب طفل آخر بعد وفاة محمد نتيجة الإهمال وعدم الاكتراث بحياة المواطنين من قبل أطباء جامعة الزقازيق.
محرر اليوم السابع يستمع لاسرة الطفل
محمد كان يعانى نزيفًا فى المخ
وأضاف قائلا: دخل محمد مستشفى جامعة الزقازيق منذ 20 يوما يعانى من نزيف بالمخ، وتم تحديد موعد إجراء عملية جراحية بعد شهرين من توصيف حالته، مما أثار دهشة واستغراب كل من يسمع الخبر فكيف ينتظر النزيف كل هذه الفترة، رغم أنه من المفترض إجراء العملية فى أسرع وقت ممكن لإنقاذ حياة الطفل.
والد الطفل حزين
والد الطفل: "المستشفى قالتلى خد ابنك وروح اعمله العملية فى أى مستشفى خاص"
وأضاف وليد عبد الرحمن الإتربى، والد الطفل محمد أنه عندما حاولت الاعتراض، وتقديم الموعد لخطورة حالة ابنى كان الرد خد ابنك وروح اعمل العملية فى مستشفى خاص، وعندما حاولت الاستعلام عن تكلفة العملية فى أى مستشفى خاصة وجدتها تتكلف 8 آلاف جنيه، ولحاجتى المادية صبرت رغم أن قلبى كان يتقطع لأنين نجلى الذى انتظرته عمرا طويلا، وكانت حالة نجلى تزداد سوءا يوما تلو الآخر، وحاولت جاهدا البحث عن منقذ لحالة نجلى حتى وصلت للدكتور رضا عبد السلام، محافظ الشرقية، والذى أجرى اتصالا هاتفيا بإدارة مستشفيات جامعة الزقازيق، والتى استجابت وحددت موعد إجراء العملية يوم الخميس 17 من الشهر الجارى.
والد ووالدة الطفل
وأضاف: يوم إجراء العملية فوجئت بعدم حضور استشارى جراحة المخ والأعصاب، المقرر أن يجرى عملية محمد ابنى، ووجدت طبيبا امتياز (الدكتور محمود مجدى وعصام سمير) هم الذين سيجرون العملية ولم أظهر لهم اعتراضى خوفا على نجلى رغم أنهم جعلونى أوقع على إقرار على بياض لا أدرى لماذا؟، حاولت الاستفسار خيرونى بين أن أبصم على الإقرار أو عدم إجراء عملية نجلى، فبصمت دون أن أدرى، وبعد إجراء الجراحة ظل محمد فى العناية المركزة، بدأت حالته فى التدهور ولاحظت إهمال التمريض والأطباء الذين لم يباشروه بشكل متتال، وطلبت مرارا وتكرارا الطبيب المختص بالعناية المركزة بمتابعة حالة محمد ولم يستجب ولم يحضر طبيب خلال يومى الخميس والجمعة كاملين ولم يره طبيب مطلقا حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
عم الطفل: المستشفى رفضت تسليمنا التقارير الخاصة بالطفل قبل دفع 250 جنيها وأحنا "أرزقية"
وأشار نبيل عبد الرحمن الإتربى عم الطفل محمد إلى أنه منذ مرض الطفل، ذهبت به إلى مستشفى فاقوس العام والذى رفض احتجاز الطفل لعدم وجود عناية مركزة أو قسم مخ وأعصاب بالمستشفى، بعدما توفى محمد وأدخلوه المشرحة ولجأنا لإنهاء إجراءات الخروج من المستشفى أصرت إدارة المستشفى على عدم خروجه إلا بعد دفع 250 جنيها لبنك الدم وأدوية أخرى، وأخبرناهم أننا "أرزقية"، ولا نملك هذا المبلغ دون أن يهتم أى مسئول، ورفضت إدارة المستشفى تسليمنا أى تقارير وإشاعات خاصة بالطفل، سواء تم عملها بمستشفيات الجامعة أو خارج المستشفى على نفقاتنا الخاصة، مما يؤكد حرص إدارة المستشفى عدم تسليمنا أى تقارير وإشاعات قد تدينهم، بعدما أكدنا لهم أننا لن نسكت على إهمالهم الجسيم.
أم الطفل: "مش هاسيب حق ابنى اللى مش عارفة هاجيب غيره ولا لأ؟"
وأضافت دينا صلاح، والدة الطفل محمد وهى تبكى، "أنا فقدت كل دنيتى بسبب إهمال الأطباء ابنى الذى انتظرته، وكنت أتمنى أن يعيش وأموت أنا بداله".. حسبى الله ونعم الوكيل أنا مش ها سيب حق ابنى اللى مش عارفه ها أجيب غيره ولا أيه".
وطالبت الأسرة، النائب العام بفتح تحقيق عاجل فى إهمال أطباء مستشفيات جامعة الزقازيق الذى أودى بحياة الطفل محمد وليد عبد الرحمن الإتربى، كما طالبوا وزير التعليم العالى بوضع منظومة جيدة للتعامل مع المرضى وضرورة نزول لجان سرية للتفتيش المفاجئ على عنابر المرضى بالمستشفى، وفحص ملفاتهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من طابور انتظار العمليات ورحمة المرضى الفقراء.
موضوعات متعلقة..
- الإهمال الطبى والروتين بمستشفى جامعة الزقازيق يتسبب فى وفاة طفل