حسمت أسرة حمزة على حسن حسن، صاحب ال13 سنة، قرارها سريعاً، واختارت نقله لمستشفى خاص بمدينة ببا التابعة لمحافظة بنى سويف، لإجراء عملية تركيب مسامير فى ذراعه، خوفاً من تعرضه لمضاعفات إذا أجرى العملية فى مستشفى حكومى نتيجة الإهمال، إلا أنها لم تتخيل أن تنتهى العملية بموت الصبى، وتبادل الاتهامات بين طبيبى العظام والتخدير. يقول حسن على حسين، عم الطفل المتوفى: حمزة أصيب بكسر فى ذراعه عقب سقوطه على السلم، وقررنا التوجه إلى طبيب خاص خوفاً من إهمال المستشفيات الحكومية، فطلب منا إجراء أشعة، وأخبرنا بعدها بضرورة إجراء عملية جراحية لتركيب مسامير وشريحة فى الذراع، ودفع مبلغ 3500 جنيه تحت الحساب. وأضاف: توجهنا به إلى مستشفى خاص بمدينة ببا يجرى الطبيب العمليات الجراحية داخله ، وبعد 4 ساعات حضر الطبيب برفقة طبيب التخدير، وأحضرت الممرضة حامل المرضى «ترولى» لنقل حمزة، فقال لها لا داعى ل«الترولى»، ودخل إلى غرفة العمليات واقفاً على قدميه. وتابع عم الطفل المتوفى: بعد ساعتين من الانتظار، خرج طبيب التخدير «محمد ع. ط». وسألناه عن حالة الطفل، فرد قائلاً: «أنا بتاع تخدير، اسألوا الدكتور اللى عمل العملية»، انتظرنا حتى خرج علينا طبيب العظام، وسألناه عن حالة الطفل، فأكد نجاح العملية قائلاً: «كله تمام والطفل حالته جيدة، هاتوا العلاج ده، وأمامه ما بين 30 دقيقة إلى ساعة ويدخل فى مرحلة الإفاقة». وقال العم: تركنا الطبيب بمفردنا بالمستشفى، وجلست أنا ووالدة حمزة وأشقاؤه بجواره، وبعد ساعة سمعنا صوتاً صادراً منه كأنه حشرجة الموت، حاولنا إفاقته دون جدوى، فاتصلنا بالطبيب ولم يرد، سارعت بالذهاب لعيادته ولكنها كانت مغلقة، فذهب لمنزله، وحضر معى مهرولاً، وحاول إسعاف الطفل بطريقة هيستيرية لأكثر من ساعة، دون جدوى. والتقط محمد أحمد سعودى، خال الطفل حمزة، خيط الحديث قائلاً: «الله يرحمه، كان أكبر إخوته، ورجل البيت بعد وفاة والده، وكان يقوم بواجبات أسرته ويساعد والدته فى احتياجات المنزل، مات وساب إخواته أطفالاً ليلحق بوالده»، وتابع: «مش عايزين إلا حق الطفل اللى مات، والمخطئ لازم يتحاسب لأن أرواح الناس مش لعبة». وأضاف: «حتى الآن لا نعلم سبب الوفاة، هل هو خطأ فى التخدير كما قال لنا طبيب العظام، أم خطأ من طبيب العظام كما أكد بعض الأطباء الذين قالوا إن حمزة مات نتيجة إصابته بنزيف داخلى، ونحن الآن بانتظار تقرير الطبيب الشرعى». وسارعت الأسرة إلى تحرير المحضر رقم 2509 لسنة 2015 إدارى مركز شرطة ببا، اتهموا فيه طبيبى العظام والتخدير بالإهمال الطبى والتسبب فى وفاة نجلهم. من جانبها فتحت مديرية الصحة بمحافظة بنى سويف برئاسة الدكتور علاء عزت، وكيل الوزارة، تحقيقاً عاجلاً، فى الواقعة، وكلفت لجنة طبية بفحص المستشفى الذى أجريت به العملية.