ظهر منذ أيام عن دار نشر Puf كتاب جديد بالفرنسية للكاتب بيير أندريه تاجييف، وهو أحد المتعصبين لإسرائيل، ينتقد فيه دور الدعاية الإعلامية، مفترضاً أنها تشوه صورة إسرائيل منذ حادثة "محمد الدرة" وحتى حرب غزة، محللاً أصول الخطاب الدعائى الجديد لأعداء إسرائيل وتطوره من 2000 إلى 2010، فى محاولة منه لتفسير كيف انتشرت ما سماه بالحملة الإعلامية المناهضة لليهود على مستوى العالم. حيث يعتبر هذا الكاتب أن "العنصرية" أصبحت منذ حرب 1967 هى الموضوع الرئيسى للاتهامات الموجهة ضد "الصهاينة"، وعلى أنطق أوسع "اليهود"، ويرى أن هناك رؤية جديدة لمعاداة اليهودية أشعلتها وسائل الدعاية فى الإعلام العالمى بهدف "تجريم صورة إسرائيل" وابتكار صور وقوالب جديدة تقوم على تشبيه إسرائيل والإسرائيليين بالنازيين. يتأمل الكاتب، كما يقول، فى مفهوم عبارة "التطرف فى معاداة الصهيونية" فى ظل السياق الدولى الجديد الذى ينطوى على تهديد الإسلاميين من ناحية وموقف العالم الغربى الذى تسوده الحيرة حيال هذا الأمر من ناحية أخرى، كما يقوم تاجييف بتحليل مفصل من وجهة نظره لعدد من المظاهر الجديدة من الدعاية المعادية لليهود فى الفترة من 2000 إلى 2010، من خلال عرضه لأحداث وقعت خلال تلك الفترة يرى أنها تعكس معاداة اليهود وتدور حول ثلاثة مواضيع اتهام رئيسية ضد "الصهاينة"، وهى "العنصرية" و"قتل الأطفال الفلسطينيين" (ويطبقها على حالة محمد الدرة) و"الإدارة الخفية للسياسة الأمريكية" (نظرية التآمر الأمريكى الصهيونى)، من خلال دراسة حرب الكلمات والصور فى عصر العولمة، ملقياً الضوء على الصراع الفلسطينى الإسرائيلى فى تطوراته الأخيرة. إذ ينتقد الكاتب ما يعتبره الموجة الإعلامية الجديدة التى تستهدف تشويه صورة إسرائيل، والتى انطلقت فى 29 سبتمبر 2000 مع انطلاق الانتفاضة الثانية التى تميزت باستغلال وسائل الإعلام العالمية لنقل مشهد موت الطفل محمد الدرة على الهواء مباشرة، وذلك بهدف مهاجمة صورة إسرائيل. ثم يندد الكاتب بالأبعاد العالمية التى اتخذتها هذه الحملات المعادية لليهود، والتى انعكست بعد ذلك فى مؤتمر ديربان المناهض للعنصرية (31 أغسطس - 8 سبتمبر 2001) والتى يعتبرها تاجييف واحدة من أكثر الدلائل التى تعكس فكرته. بعد ذلك يتعرض الكاتب للحديث عن هجمات 11 سبتمبر 2001 فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، ويرى من وجهة نظره أنها كانت سببا لإحياء التهمة القديمة الموجهة الموجهة لليهود وهى "التآمر"، على خلفية نظرية "من هو المستفيد من هذه الجريمة؟"، حيث يدافع الكاتب عن اليهود، قائلاً إن أولئك الذين يفترضون أن "اليهود يحكمون أمريكا" وسياستها الخارجية، قد استغلوا هجمات 11 سبتمبر عن طريق تصويرها كنتيجة لمؤامرة يهودية ضد العرب، أو على نطاق أوسع ضد المسلمين. ثم جاءت حرب العراق فى 2003 وأطلق معارضوها فى جميع أنحاء العالم حملة دعائية تضع هذه الحرب فى إطار "مؤامرة أمريكية صهيونية"، كما يتهمهم تاجييف، وأخيراً يشكك الكاتب فى الاتهامات الموجهة ضد إسرائيل فى جنين (2002) والتى وصفها بأنها "مذابح مزعومة منسوبة إلى إسرائيل"، وفى حرب غزة (2009)، والتى وصفها بأنها "شائعات". وهكذا يصل الكاتب إلى استنتاج، أن الدعاية الجديدة المعادية لليهود لابد من تحليلها ووضعها فى سياق برنامج يهدف للقضاء على دولة إسرائيل، وهذا البرنامج، بحسب رؤيته، هو برنامج مشترك يفترض الكاتب أنه منظم من قبل الوطنيين من الفلسطيين والعرب، والإسلاميين من جميع المذاهب، ومعظم حركات اليساريين والشيوعيين الجدد ومناهضى العولمة، وأخيراً غالبية الاتجاهات اليمينية المتطرفة فى البلدان الغربية. ويذكر أن بيير أندريه تاجييف هو فيلسوف وخبير سياسى ولد فى عام 1946، وهو مدير أبحاث فى المركز القومى للبحث العلمى بفرنسا ومؤلف العديد من الكتب مثل أهداف مناهضة العنصرية (1995) والاتجاه الجديد لكراهية اليهود (2002) ودعاة الكراهية (2004) الم خيالى من مؤامرة (2006). للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.