أثارت الأفلام المعروضة بالدورة ال72 من مهرجان فينيسيا السينمائى الدولى هذا العام، والتى تختتم فعالياتها السبت الموافق 12 سبتمبر الجارى جدلا واسعا نتيجة جرأة القضايا التى تناولتها. المفارقة أن الأفلام الثلاثة التى أثارت الجدل حتى الآن هى أفلام مأخوذة عن قصص وشخصيات حقيقية، ويأتى فى مقدمتها فيلم "spotlight" الذى يسلط الضوء على الطريقة التى كشف بها محررو صحيفة "بوسطن جلوب" الستار عن جريمة استغلال الكهنة الجنسى للأطفال والتحرش بهم فى "الإيبارشية الكاثوليكية" وعن تآمر إيبارشية بوسطن لإخفاء قصص حالات التحرش هذه، وهى واقعة حقيقية أدت إلى استقالة الكردينال برنارد لو فى 2002 وفازت الصحيفة بجائزة بوليتزر الصحفية عام 2003 للخدمة العامة. وشرح الفيلم كيف استطاع فريق "سبوت لايت" الصحفى كشف هذه الفضيحة التى رجت أرجاء العالم فى ذلك الوقت من خلال التحقيقات التى استمرت على مدار عام كامل، وكيف أنهم عثروا على حالات قليلة فى البداية ثم تفاجأوا بأن عملية الاستغلال الجنسى تتم على نطاق واسع، وأن الكنيسة على علم بذلك وأنها دفعت مبالغ طائلة للضحايا حتى يكتموا السر، وبعد أن تم عرض الفيلم فى مهرجان فينيسيا صفق الحضور الحاد للفيلم لبضع دقائق. يشارك فى بطولة الفيلم كل من مارك روفالو وراشيل ماك ادمز وبراين جيمس دارسى ومايكل كيتون وستانلى توتشى وييف شرايبر وبيلى كرودوب، وهو من تأليف توم ماكارثى وجوج سينر ومن إخراج توم ماكارثى. أما الفيلم الثانى فهو فيلم " danish girl the" بطولة النجم العالمى الحاصل على جائزة الأوسكار العام الماضى ايدى ريدمان، وهو مقتبس من رواية حقيقية وقعت أحداثها فى ثلاثينات القرن الماضى فى العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، يحكى عن قصة الشاب يدعى اينار فيجنر تحول عبر إجراء عملية جراحية إلى فتاة وقام بتغيير اسمه ليصبح "لى لى الب" وهو أول من أقدم على إجراء عملية تحويل جنسى. بدأت القصة بين الزوجين اينار فيجر وجريتا واجنر اللذان يعملان فى مجال الرسم، وذات يوم تغيبت الموديل الخاصة بالزوجة جريتا واجنر، وطلبت جريتا من زوجها أن يتنكر فى ملابس سيدة حتى تستطيع أن تكمل رسوماتها لعرضها فى أحد المعارض الفنية بباريس وبالفعل وافق الزوج وارتدى الملابس النسائية وأحس أنه شعر براحة أكبر كفتاة، ثم اشتهرت لوحات جريتا بسبب رسمها للفتاة الجميلة التى هى فى الحقيقة زوجها المتنكر فى زى فتاة، وأصبحت لوحات جريتا رمزا للجمال والموضة فى ذلك الوقت، وبعد ذلك انكشف السر علم الجميع أنها كانت ترسم زوجها، وقرر زوجها أن يتحول إلى فتاة عبر إجراء عملية جراحية وقامت زوجته جريتا بمساندته فى هذا القرار، ولكن تعرضوا لمشاكل حيث ألغى الملك Christian X ملك الدنمارك فى هذا الوقت زواجهما وانفصلا وقامت جريتا بالزواج من ضابط إيطالى. وبعد عرض الفيلم ظهرت تكهنات كثيرة بأن ايدى ريدمان واليشيا فايكندر أصبحت فرصتهما كبيرة فى أن يفوزا بجائزة الأسد الذهبى ، والفيلم من إخراج توم هوبر، وهو التعاون الثانى بين ريدماين وهوبر بعد فيلم Les Miserables. النجم العالمى جونى ديب أثار الجدل فى المؤتمر الصحفى الخاص بفيلمه ""black mass وذلك بعدما دافع عن الجانب الإنسانى فى حياة المجرم ويتنى بلجر وذلك حيث قال إن ويتنى لم يكن شريرا بالفطرة ولكنه يستخدم العنف والقتل كجزء من عمله، لأن القتل والإجرام بمثابة اللغة التى يتعامل بها فى الوسط الذى يعيش فيه، موضحا أنه لا يوجد إنسان يستيقظ من النوم وينوى أن يكون مجرما أو ينظر فى المرآة ويقول سوف أصبح شريرا اليوم، موضحا أن شخصية بلجر هى شخصية مركبة وصعبة لأنه قد يحمل أغراض البقالة لسيدة عجوز، ويقوم بتوصيلها إلى بيتها وبعدها بدقائق يضرب من يغضبه بالرصاص. وأضاف أن كل إنسان لديه جانب الشر فى شخصيته وأنه وجد جانبه الشخصى منذ زمن بعيد ويتعايش معه جيدا الآن، لافتا إلى أنه كان يتمنى أن يقابل ويتنى بلجر الحقيقى الذى يقضى حاليا عقوبة بالسجن نتيجة أفعاله، ولكن ويتنى لا يهتم بهذه الأشياء حتى أنه لم يعلق على الكتاب الذى نشر عنه فى عام 2001 المأخوذ عنه الفيلم، موضحا أنه اعتمد فى التحضير للشخصية على كلام المحامى الخاص بويتنى والشرائط المصورة التى أعطاها له. ويشارك النجم العالمى جونى ديب بطولة الفيلم عدد كبير من الفنانين، منهم داكوتا جونسون وبنديكت كومبرباتش وجويل إجيرتون وآدم سكوت وجوليان نيكلسون وهو من إخراج سكوت كوبر، ومن المقرر أن يعرض الفيلم بدور العرض المصرية 18 سبتمبر الجارى.