هل نظرت إلى الوراء من قبل وقلت لا أستطيع أن أكمل هل شعرت أن المستقبل بعيد جدا لدرجة أنك شعرت أنك لن تراه يوما هل تمنيت أن تملك ساترا عظيما يفصل بينك وبين العالم أو تملك قلما تبنى به حاجزا يحجزك عن الآخرين هل شعرت أنك ترغب فى التوقف أن تكتب نقطة ولا تنتظر أول السطر أن تضع رأسك بين كفيك وتغمض عينيك فلا ترى أحدا ولا يراك أحد هل تمنيت يوما أنك لم تكن هل ترددت فى أذنك مرارا كلمة عمر بن الخطاب رضى الله عنه ليت أم عمر لم تلد عمر هل أحسست وكأن كل مكان تمر به يئن كل عين تنظر إليها تبكى كل كلمة تسمعها تفوح ألما شعرت بأن كل نسيم يمر عليك يحمل عبير آلام الآخرين وكأن رائحة الموت فجأة أحاطت بك حتى شعرت أنها تأخذ روحك وترحل بها هل شعرت بأنك معلق مختنق فاقد القدرة حتى على البكاء هل اكتشفت أن هناك أرضا واسعة تفصل بين الحزن وبين إخراج هذا الحزن هل سألت نفسك لم جاءت إجابة كل الأسئلة السابقة نعم؟ هل لأن رياح الغرور اجتاحت نفسك زمنا طويلا فأصاب نفسك خلل أفقدها القدرة على التفرقة بين الخطأ والصواب؟ هل لأنك جلست طويلا على مقعد ليس مقعدك وتبوأت مكانا ليس مكانك؟ اعتقدت أنك بطل وصنعت من قلمك درعا وامتطيت جوادا ليس جوادك فخسر جوادك السباق وكسرت درعك فى أول صراع لها؟ فى النهاية أخطأت اختيار المعركة وأخطأت اختيار حلبة الصراع فلا الأرض أرضك ولا منذ البداية يصلح قلمك أن يكون سلاحا. هل شعرت أنك تحتاج إلى وقفة قبل النهاية وأخيرا أخى أنت لا تملك سوى أن تقول الحمد لله ِفما أصاب نفسك من خلل أو من عطب إلا لأنك تركت طوق النجاة الذى طالما اعتمدت عليها تنسيت أن اعتمادك وتوكلك على رب العباد وجنحت إلى ما يتركه لك العباد فقل حسبى الله ونعم الوكيل وكفى