أبدى عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية تفاؤله بحل الأزمة اللبنانية وردد فى المؤتمر الصحفى الذى عقده عقب انتهاء الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب مساء الأحد "اشتدى يا أزمة تنفرجى". وأكد موسى أنه لم يدن أى من الأطراف لعدم تأزم الأوضاع على الساحة اللبنانية، وأعلن كذلك عن تقديم كل الدعم اللوجستى للجيش اللبنانى. من جانبه وصف يوسف محمود وزير خارجية جيبوتى الأمة العربية بأسرها بأنها "فى مهب الريح"، وأضاف أن "الأزمات تلو الأزمات وضعتنا فى مشاكل مع بعضنا البعض.. فالدول العربية مستهدفة". ونقل عمرو موسى على لسان وزراء الخارجية العرب فى اجتماعهم أنهم رفضوا استخدام العنف المسلح خارج إطار الشرعية الدستورية مع التأكيد على سحب جميع المليشيات من الشارع اللبنانى، ورفض موسى ما تردد بأن يكون هذا البند موجهاً لفصيل سياسى معين أو لطرف بوجه خاص.. مشيراً إلى أن "المهم إنقاذ لبنان ومن الطبيعى أن يكون ذلك بسحب جميع القوات". كما رحب الأمين العام بتفويض الحكومة للجيش برعاية الأمن فى لبنان وعودة تأمين حركة الملاحة والطيران إلى لبنان إلى جانب دعم التحاور وتشكيل لجنة لمتابعة الأحوال هناك، ولضمان استمرارية الحوار. وختم عمرو موسى حديثه لافتاً إلى أن كافة الأطراف العربية مستقرة على المرشح التوافقى – الوحيد- العماد ميشيل سليمان. ومن جانبه نفى السفير السورى ومندوبها لدى الجامعة العربية يوسف الأحمد - أثناء اجتماع وزراء الخارجية العرب لمناقشة تداعيات الأوضاع فى لبنان - اعتراض سوريا على تشكيل اللجنة الوزارية المشكلة من 6 وزراء خارجية عرب من سلطنة عمان، اليمن، الجزائر، جيبوتى، الإمارات العربية، الأردن، ومشاركة الدكتور عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية برئاسة قطر لحل الأزمة اللبنانية. وقال الأحمد عقب انتهاء اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ إن ما تم فى الاجتماع أمر جيد، موضحا أن الوزراء أكدوا فى اجتماعهم الموافقة على المبادرة العربية كما تم إقراراها من قبل، واصفاً إياها بأنها التعبير الموضوعى لحل الأزمة ولكن قراءة بعض الأطراف الخاطئة لهذه المبادرة هى التى عطلت العمل بها. وأوضح الأحمد أن الاجتماع رفض إدانة حزب الله وفضلت الجامعة العربية أن تبقى بين الطوائف اللبنانية على مسافة واحدة دون أن تحمل أى إدانة لأحد. ومن جانبه أوضح رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم آل خليفة أن اللجنة الوزارية المشكلة ستسافر الاثنين إلى بيروت للاتصال بالأطراف اللبنانية وعمل الترتيبات اللازمة، معرباً عن أمله فى حل الأزمة. وأكد مندوب السودان فى الجامعة العربية على كوفى أن وزراء الخارجية العرب ناقشوا المسألة السودانية واستمع الوزراء إلى عرض لما قامت به حركة العدل والمساواة المتمردة المسلحة من شن عملية إرهابية تخريبية بالعاصمة الخرطوم انطلاقا من الأراضى التشادية بهدف زعزعة الاستقرار فى السودان ، مشيرا إلى أن الجامعة العربية أكدت على جميع القرارات الصادرة من قبل بشأن وحدة وترابط أراضى السودان، والتى كان آخرها قرارات قمة دمشق والتى أكدت على دعم التسوية السياسية فى دارفور ودعوة جميع الجماعات المتمردة التى لم توقع على اتفاق السلام لنبذ العنف ووقف التصعيد العسكري. وأكد كوفى على رفض الجامعة العربية والوزراء أى تدخل فى الشأن السودانى الداخلى ووصف الوزراء ما حدث بأنه عملية إرهابية من جماعة العدل والمساواة ومن حق الحكومة الضغط عليها، متهما إسرائيل بالتدخل فى الشأن السودانى والتحريض على ما يحدث، مدللا على ذلك بإقامة مكاتب للحركات المتمردة فى السودان . وحول ما إذا كانت الحكومة ستدعو جماعة العدل والمساواة للحوار أكد الوزير السودانى استمرار الدعوة للحوار حتى بعد ما فعلته العدل والمساواة قائلا "إن الحكومة السودانية حريصة وتسعى إلى مشاركة جميع الأطراف فى التفاوض ولاتستثنى أحدا حتى العدل والمساواة ومستعدون للتفاوض" . بيان الوزراء أدان اللجوء للسلاح وطالب بدعم الجيش وقد عقد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى مؤتمراً صحفياً بعد الجلسة الطارئة، رد فيه على أسئلة الصحفيين حول ما جاء فى البيان الختامى للجلسة. البيان أكد رفض الدول العربية الكامل لما آلت إليه تطورات الوضع فى لبنان. وبشكل خاص استخدام السلاح واللجوء إلى العنف بما يهدد السلم الأهلى للبلد. ورفض البيان استخدام العنف المسلح لتحقيق أهداف سياسية خارج إطار الشرعية الدستورية، وهو ما كان مثاراً لأسئلة الصحفيين عن معنى ما ورد فى البيان، وما إذا كان هذا يعنى إدانة لحزب الله. الأمين العام رد على هذا بأن المجلس يرفض استخدام العنف، وهذا مبدأ مهم ولا يتعلق بلبنان فقط، ولم نقصد أو نعنى به أحداً، مع ذلك ما حدث فى لبنان غير مقبول ويجعلنا نشعر بالغضب من انفلات الأمر، وهذا ليس كلامنا، ولكنه جاء فى البيان الذى أصدره الجيش الإسلامى نفسه. الجيش اللبنانى لم يكن بعيداً عن البيان، حيث رحب مجلس الجامعة العربية بالإعلان الذى أصدرته قيادة الجيش، والتأكيد على ضرورة الحفاظ على وحدته ودعم دوره وتعزيز قدراته صوناً لأمن البلاد، هذه الجزئية كانت مثاراً لأسئلة عن الدعم اللوجوستى للجيش اللبنانى، وقال يوسف محمود على يوسف إن الدول العربية ستقدم دعماً لوجيستيا للجيش اللبنانى. عمرو موسى من جانبه قال إن الدعم يتوقف على الاتصالات مع قيادة الجيش، وما تحتاجه لتعزيز قدراتها، وهو أمر متروك لقيادة الجيش. البيان دعا رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء، وقادة الموالاة والمعارضة لحضور جلسة خاصة مع اللجنة الوزارية المشكلة بمجلس الوزراء بالجامعة العربية وهى اللجنة التى تضم رئيس وزراء دولة قطر والأمين العام كرئيسين والإمارات والبحرين والجزائر وجيبوتى وسلطنة عمان والمغرب واليمن. وكان السؤال: هل سيتم دعوة السيد حسن نصر الله لهذه الجلسة؟ عمرو موسى أكد أن حسن نصر الله لاعباً أساسياً، كما أن الدعوة التى أشار إليها البيان لا تستثنى أحداً من المعارضة أو الموالاة، وعن الخلافات التى وردت أنباؤها من سوريا والسعودية داخل المجلس، لم ينف عمرو موسى وجودها، ومع ذلك قال إن ما جاء فى البيان متفق عليه من كل الدول العربية، فما حدث فى لبنان تسبب فى طرح جديد بين الدول. البيان أكد على المبادرة العريبة بجميع عناصرها باعتبارها أساساً لأى حل، ولم يذكر العماد ميشال سليمان كمرشح توافقى للرئاسة للبنان، موسى أشار إلى أن هذه المسألة مأخوذة فى الاعتبار، والعميد ميشال سليمان متفق عليه بشكل جماعى دولياً وداخل مجلس الجامعة العربية، وعن موعد سفر اللجنة أشار موسى إلى أن موعد السفر سوف يتم تحديده بناءً على الاتصالات مع الحكومة والزعماء فى لبنان.