كم هيأت لنفسى أسئلة تحيرنى عن سر حبى لهذه التركيبة الطبيبعية الخلابة التى تجعلنى أسرح فى إبداع الخالق فى منظر البحر فى وقت الغروب وموجه الذى يجعلنى فى حالة انتعاش عندما يبعثر الموج قطراته على وجهى عند اصتدامه بالصخور وصوت البحر الدى يبعث فى جسدى استرخاء تام ويبعث فى نفسى الأمل والتأمل وهذا الصوت لا يعد كالأصوات المعتادة فى حياتنا اليومية وإنما هو همس ووشوشة من البحر يخترق آذانى وأكاد أشعر كأن البحر يتحدث معى أحكى له ويحكى لى وفى وجود هذا تأتى لى نسمة من الهواء تجعلنى أنسى كل همومى ويجعلنى أسبح فى عالم من الخيال وأنا أحدق عينيى للبحر وأنا أبتسم له لم أنس أن أتكلم عن الشفق الأحمر وقت الغروب الذائب فى الماء والشمس وهى تغوص فى البحر معلنة الوداع وهو الأمر الذى يجعل الناس مليئة بالحزن والأسى تاركين تلك الشواطئ ومنادية أطفالهم تخبرهم بانتهاء اللعب عائدين إلى منازلهم. وهو الأمر أيضا الذى جعل كثيرا من الشعراء يذكرون هذا المنظر فى قصائدهم الحزينة المليئة بالشجن. وعندما أكون على شاطئ البحر قبل الغروب وهذا المشهد الذى تراه فى خيالك أنسى أن خلف ظهرى برا وبجانبى أناسا كثيرين والأعظم فى البحر هو أنى أستغرق الساعات فى التفكير فيما الذى وراء تلك الأمواج وهذا المسطح المائى الفسيح ولم أر مثل هذه التركيبة إلا بشواطئ الإسكندرية ولا أحد يتخيل مدى عشقى لشواطئ الإسكندرية وخاصة شاطئ (جزيرة فاروس) عند قلعة قايتباى التاريخية والمنظر من فوقها أيضا. ولم أعرف كيف أتى لى هذا الحب فى عشية وضحاها منذ الصغر عندما كنت أسافر مع الأسرة فى فصل الصيف، وفى جميع المناسبات والأعياد رغم أننا نسكن بمدينة أسيوط التى تبعد عن مدينة الإسكندرية ب594 كيلو مترا!! وزيارة أقاربى هناك تخزن بداخلى نوع من حب هذه المدينة الرائعة ونوع آخر من الذكريات الجميلة ولم أعرف هل هذا حب فقط أم أنه حس مرفه منى مع مزيد من الإعجاب بهذه المناظر؟ كم من الناس أحبوا تلك المدينة وشواطئها وكم من المطربين العظماء غنوا لها كفيروز ومحمد قنديل وغيرهم ومع ذلك عجز الجميع عن تفسير هذا الحب للبحر- وبحر الإسكندرية خاصة- وتتلخص هذه التركيبة الغريبة العجيبة فى: موجة ونسمة وهمس.