بعد إصابة 5 أطفال بفيروس A بالمنوفية.. الأطباء يؤكدون: الفيروس ينتقل بالطعام والمياه الملوثة.. واصفرار العين أهم الأعراض.. ولا يتحول إلى فيروس شرس إلا فى 1% من الحالات.. وإليك أهم طرق الوقاية والعلاج

أعلنت مديرية الصحة بالمنوفية، عن إصابة 5 أطفال بقرية تلبنت التابعة لمركز الباجور بمحافظة المنوفية بفيرس التهاب الكبد الوبائى A، وتم وضعهم تحت الملاحظة وانتداب لجنة لفحص أسباب الإصابة بالفيروس، ونقلهم إلى المستشفيات المتخصصة للعلاج الفورى من الفيروس.
حيث أكدت الدكتورة هناء سرور وكيل وزارة الصحة، أن الوحدة الصحية بالقرية سجلت 5 حالات فقط وليس كما يشاع أن 100 حالة أصيبت بالفيرس، مشيرة إلى أن لجنة من الصحة أخذت عينات من مياه الشرب ومحلات البقالة والمطاعم بالقرية والمتردد عليها المصابون لمعرفة السبب.
وأضافت أنها أمرت بإغلاق محطتين لمياه الشرب الأهلية بالقرية كإجراء احترازى، لأن أسباب الإصابة بالفيرس، إما بمياه شرب ملوثة أو طعام ملوث، مشيرة إلى أن المعمل المشترك لم ينته من تحليل العينات لمعرفة الأسباب.
وحول هذا الموضوع وأسباب الإصابة، قالت الدكتورة إيمان رويشة أستاذ ورئيس قسم الكبد بمعهد الكبد القومى بجامعة المنوفية فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، إن فيروس A ينتقل من خلال الطعام والشراب الملوث، ويأتى غالبا للأطفال فى سن صغير ولا يترك أى أثار بعد انتهائه، حيث إنه أكثر شراسة فى سن الشباب وهو لا يحتاج إلى علاج سوى الراحة والطعام الصحى الخالى من الدهون، وأن يتناول الطفل الفواكه الطازجة والعصائر الطازجة، وأن يتم تخصيص ملاعق وأدوات الطعام له، حيث إنه ينتقل من خلال الطعام والشراب.
وينصح أن يبتعد الطفل المصاب عن الأطفال الأصغر منه حتى لا يتم نقل العدوى إليهم.
وتشير الدكتورة إيمان، إلى أنه ليس بالضرورة أن ينتقل الفيروس من خلال المياه الملوثة، وإنما يمكن أن ينتقل من خلال وجبة ملوثة من أى مطعم، فمن المعروف أن فيروس a يتطلب العناية بالنظافة الشخصية والكشف الدورى على معدى الطعام فى المطاعم، حيث إنه ينتقل من خلال الأيدى الملوثة بالبراز إذا لم يتم غسل الأيدى بشكل جيد قبل إعداد الطعام.
وتنوه أنه يوجد تطعيمات فى المعهد القومى للأمراض المتوطنة بجامعة المنوفية ضد فيروس a لمن لم يسبق له الإصابة بالفيروس من قبل ولأى سن يذكر أن تطعيم فيروس بى موجود أيضا بالمعهد .
وقال الدكتور عمر هيكل أستاذ الكبد والجهاز الهضمى عضو الاتحاد الأوروبى لأمراض الكبد، إن الالتهاب الكبدى الوبائى الفيروسى a ينتشر فى فصل الصيف وبالأخص فى القرى والنجوع وسببه هو الطعام والشراب الذى تلوث بالفيروس نتيجة الأكل المكشوف، وكذلك مصادر الأكل التى لم تراع فيها الشروط الصحية من ناحية الغسيل الجيد للخضراوات بالمياه والصابون أو قليل من الخل.
وأكد الدكتور محمد توفيق أستاذ ورئيس قسم أمراض الكبد بجامعة بنى سويف، أن فيروس A حميد ليس له مضاعفات خطيرة بالذات فى السن الصغيرة، لأنه يصيب الجسم بطريقتين الطريقة الأولى إما أن يصيب الطفل بنزلة معوية قىء وإسهال لمدة من 3: 5 أيام، وينتهى ويحمل الطفل أجساما مناعية ضد الفيروس الكبدى وتظل هذه الأجسام موجودة طيلة حياته، ولذلك عندما يتم فحص دم الكبار عن فيروس A نجد الأجسام المناعية موجودة.
وقال أما الصورة الثانية فتكون عبارة عن التهاب حاد بالكبد ناتج عن فيروسA بعد النزلة المعوية السابقة، حيث يعانى الطفل من ارتفاع مفاجئ فى درجة الحرارة لمدة 5 أيام ثم يبدأ اصفرار فى العين مع تغير فى لون البول شبيه بلون الكولا أو الشاى وبهذه الصورة يكون التهاب كبدى فيروسى A بالكبد والمريض يشفى من 10: 15 يوما وليس له مضاعفات إلا النادر، حيث يتحول إلى فشل كبدى تام نتيجة الالتهاب الشديد داخل الكبد، وهذا يحدث للمرضى ذوى المناعة الضعيفة حيث يتمكن الفيروس من قتل خلايا الكبد والمريض فى هذه الحالة يحتاج إلى زراعة كبد ولا يتحول فيروس A إلى التهاب كبدى مزمن ولا تحدث هذه الشراسة إلا فى 1% من المرضى فقط. وأشار إلى أنه إذا أصاب الفيروس الكبار فوق ال20 عاما نتيجة تلوث الطعام فيمكن أن يكون حميدا مثل الأطفال ولكنه يكون عنيفا فى الأغلبية، حيث يكون شديد الأعراض ويشفى خلال شهر وليس مثل الأطفال فى 10 أيام ونسبة التحول إلى الفشل الكبدى أكثر من الأطفال قد تصل من 3: 5 %.
وأوضح أن هذا الفيروس له تطعيما يقى منه تماما يؤخذ مرة واحدة ويمكن أن يكرر كل 15 عاما .