وافقت جماعتان معارضتان سوريتان اليوم الخميس على "خارطة طريق" موحدة لحل سياسى للحرب الأهلية الدائرة، بحسب ممثلين عن الجماعتين، وتحاول الجماعتان منذ سنوات البحث عن أرضية مشتركة لوقف الحرب فى سوريا. وجاء الاتفاق أثناء تواجد دى ستيفان ميستورا فى دمشق لمواصلة جهوده من أجل التوصل إلى حل سياسى للحرب الأهلية. لكن العنف لا يزال مستمرا على الأرض، فقد أطلق عناصر الدولة الإسلامية النار على موقع عسكرى تركى من داخل الأراضى السورية يوم الخميس ما أسفر عن مقتل جندى وإصابة اثنين آخرين. وردت القوات التركية على الهجوم لتقتل جنديا من عناصر الدولة الإسلامية، بحسب سليمان تابسيز، حكام ولاية كيليس. يأتى الهجوم فى أعقاب تفجير انتحارى فى مدينة تركية قريبة من الحدود السورية أمس الاثنين أدى إلى مقتل 32 شخصا. وألقت السلطات باللائمة على مسلحين ينتمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية، فى هذه الأثناء، قال ممثلون عن التحالف الوطنى السورى وهيئة التنسيق الوطنية لقوات التغيير الديمقراطى فى بروكسل حيث تجتمع فصائل المعارضة السورية، إن المجموعتان ستعلنان تفاصيل اتفاقهما فى مؤتمر صحفى غدا. أعضاء التحالف الوطنى السوري، جماعة المعارضة السورية الرئيسية فى المنفى، لطالما اتهموا جبهة التنسيق الوطنية، التى أصدرت الحكومة السورية عفوا عن قادتها، بالتساهل الشديد وربما التواطؤ مع حكومة بشار الأسد. فى المقابل دائما ما كانت الجبهة تتهم التحالف بتلقى تمويلات من الدول الخليجية. خلافات الجماعتين أسهمت فى حدوث انقسامات مريرة داخل المعارضة السورية، وقال خلف داوود، عضو اللجنة التنفيذية للجبهة الوطنية السورية، لوكالة الأسوشيتد برس من بروكسل: "اليوم أنهينا ما يشاع عن غياب الوحدة داخل المعارضة." وأكد هادى البحرة، العضو البارز فى التحالف الوطنى السوري، أن الاتفاق عزز الوحدة وموقف المعارضة، قائلا: "إنها رسالة للمجتمع الدولى لممارسة الضغط والتباحث بجدية حول كيفية دفع هذا النظام (السوري) للجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل انتقال سياسي." وتتهم كلتا المجموعتين بالانفصال عن الواقع فى سوريا وأنهما لا تحظيان بأى نوع من التأييد داخل مجموعات المعارضة السورية التى تقاتل على الأرض. لكن جبهة سورية موحدة قد تتمكن من توحيد يد المعارضة فى أى محادثات سلام مستقبلية مع حكومة الأسد. ستيفان دى ميستورا الذى وصل اليوم الخميس إلى العاصمة السورية التقى سياسيين سوريين وعددا من المسؤولين فى المنطقة، فى محاولة للتوصل إلى سبيل لإنهاء الصراع فى سوريا، الذى أدى إلى مقتل نحو 220 ألف شخص منذ اندلاع النزاع فى مارس 2011. وقال مكتب دى ميستورا إنه يعمل على وضع اللمسات الأخيرة لمقترحات للأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، فى سبيل دعم الأطراف السورية فى التوصل إلى حل سياسي.