صحيفة "لوتون" السويسرية فى تقرير لها أنه خلافا لتأييد وزيرة العدل السويسرية إيفلين فيدمر-شلامف لحظر ارتداء النقاب فى سويسرا لأسباب أمنية، تعارض ممثلات معظم الأحزاب السياسية والحركات النسائية فى الدولة فكرة الحظر، قالت، مؤكدة أن قلة من نساء الطبقة السياسية وناشطات فى مجال حقوق المرأة هن اللاتى تؤيدين منع ارتدائه. حيث يشير التقرير إلى أن ممثلات الأحزاب الراديكالية والاشتراكية والخضر والحزب المسيحى الاجتماعى لا تؤيدن فكرة فرض حظر على النقاب، حيث يرون أن منع ارتدائه لن يساهم فى تحسين المساواة بين الجنسين ولا النهوض بحقوق المرأة، بل على العكس من ذلك، سيؤدى الحظر إلى "زيادة انعزال النساء المتنقبات عن المجتمع السويسرى"، ومن ثم فمن الأفضل الاعتماد على "الحوار" و"الاندماج"، وليس اللجوء إلى الوصم أو التمييز، كما أكدن فى بيان مشترك. ومن ناحية أخرى، يورد التقرير رأى مؤرختين سويسريتين، هما كاترين رايدر واليزبيث يوريس فى هذا الشأن، حيث تؤكد كل منهما اعتراضها على فكرة حظر ارتداء النقاب، وذلك باسم حقوق الإنسان واستنادا إلى حق المرأة فى تقرير مصيرها وحرية اختيار ملابسها. كما نددت رايدر ويوريس بفكرة "تسييس" النقاش حول النقاب لأهداف "عنصرية ومعادية للإسلام"، واستغلال هذا الجدل من أجل حشد أكبر عدد من الناخبين. وبالإضافة إلى ذلك، وصفت رايدر ويوريس الدعوة إلى حظر النقاب بأنها تأتى فى إطار "حركة نسائية تدَعى أنها تريد تحرير المرأة المسلمة من القمع الذى تتعرض له". وماذا عن رأى النشاطات فى مجال حقوق الانسان فى سويسرا؟ ترى سيلفيا ريتشى، كاتبة وأستاذة فى الفلسفة، أنه على الرغم من أن النقاب يشكل مظهرا همجيا يلحق ضررا بالسلامة البدنية والمعنوية للمرأة وإنه شر يجب اقتلاعه، إلا أنها ضد سن قانون أو تشريع قمعى بهذا الصدد لأن هذا لا يمثل أفضل وسيلة للحد من النقاب. وبالتالى فهى تفضل "الحوار والتثقيف والاتصال بين الثقافات"، ولكنها تظل على استعداد لتغيير رأيها إذا لم يؤت الحوار بثماره. وفيما ترى سيلفيا ريتشى أن الأحزاب السياسية فى سويسرا لا "تتذكر ضرورة الدفاع عن حقوق المرأة إلا إذا كانت فى حاجة إلى حجة تخدم مصالحها الانتخابية، هناك آراء أخرى لا تبالى إذا كانت الأحزاب تستغل النقاش الدائر حول النقاب لأهداف سياسية أم لا، مثل ميراى فاليت، مؤلفة كتاب عن مخاطر الأصولية الإسلامية، والتى تدعم كليا فكرة قانون يحظر النقاب الذى تصفه بأنه "الوفاة الاجتماعية للمرأة"، وإنه رمز للعنصرية والتأكيد على الفصل فى الجنسين فى جميع المجالات كما هو الحال فى دول الخليج والمملكة العربية السعودية وأفغانستان. حيث تعتبر ميراى فاليت أن النقاب هو رمز للتطرف الإسلامى الذى يهدد الديمقراطية، كما أنها لا ترى "مشكلة إذا أدى إصدار قانون بحظر النقاب إلى إجبار الأقلية الصغيرة من النساء اللواتى يرتدينه فى سويسرا إلى الانعزال فى منازلهن".