منذ فترة قرأت بحثا يقول إن الإنسان وما يأكل، بمعنى من اعتاد أكل لحم الدجاج تحولت طبيعته تدريجيا إلى طبيعة الدجاج من حيث الخوف والانكسار، وهكذا من تعود أكل لحم الجمال أخذ من صفات الجمل مثل الصبر والتحمل مع شيىء من الحقد. وهكذا مرورا بلحم الغنم والأبقار نهاية بلحم الخنازير. قفز هذا البحث مجددا إلى ذهنى وأنا أقرأ عن لحوم الحمير التى غزت السوق المصرى، فقلت بالطبع إن من أطعمنا الحمير له وجهة نظر، انظر إلى الحمار-صبور: يتحمل مشقة العمل دون شكوى حتى أننا نقول على الرجل الذى يعمل دون كلل أو تفكير (شغال زى الحمار) فلم نسمع يوما عن حمار ضجر من عمله أو طالب بحد أدنى من العلف.. -ذكي: الحمار لا يضل الطريق أبدا حتى لو ضل راكبه فلم نسمع يوما عن حمار سقط فى بلوعه المجارى المفتوحة أو سقط فى ترعة. -متنبأ بارع بالكوارث: يستطيع أن يتنبأ بالزلازل والبراكين والسيول، وانظر إليه هل رأيت يوما حمارا طرد حمارته من الاسطبل أو قتلها لقلة العلف. بل والأكثر أننى اكتشفت أن هناك دولة عربية مجاورة طبقت تلك التجربة من قبل، إذن فموضوع إطعامنا الحمير أمر مدروس ومجرب وله أهداف سامية. إذن شكرا يا من أطعمتنى الحمير، لكن رجاء إن أردت منى غدا أن أتشبه بالصينيين أرجوك لا تطعمنى الصراصير.