حيرة بالغة ممزوجة بالارتباك تنتابنا حين ينفجر شخص ما بالبكاء أمامنا، ولا نعرف وقتها التصرف المناسب في هذه الحالة ونتحير هل نواسيه أم نتظاهر بأننا لم نر دموعه كي لا نحرجه؟ ربما تنبع هذه الحيرة من أننا نحاول الحكم على جميع المواقف بطريقة واحدة ولا ندرك أن لكل موقف تصرف مختلف، وأوضح موقع "greatist" كيفية التصرف في مثل هذه الحالة في مواقف مختلفة: * في مكان عام عندما نكون في مكان عام ونرى شخصًا يذرف الدموع وحيدًا فمن الطبيعي أن نرغب في مساعدته خاصة أننا نراه في محنة واضحة، ولكننا نكون في حيرة من أمرنا هل نقترب ونواسيه أم نتركه لنفسه كي لا نبدو وكأننا نتدخل في شؤونه، وعن التصرف المثالي تقول "فريمان كارول" عالمة النفس الأمريكية "إذا لم ينظر لك هذا الشخص بشكل مباشر ويحدث بينكما اتصال بالعينين، لا يجب أن تقترب منه وتقتحم خصوصياته، وكذلك إذا لم يكن في حالة طوارئ واضحة كأن يكون مصابًا أو واقعًا على الأرض أو يبدو عليه الهلع، والأفضل هو أن تتركه لنفسه وتكتفي بالتوضيح بهدوء استعدادك للمساعدة بأن تسأله "هل تحتاج للمساعدة؟". * في مكان خاص البعض لا يفضل أن ننظر له حين يبكي، خاصة أن الدموع إشارة ضعف، وحسب أستاذ الطب النفسي "إيرين ليفين" فإن البكاء عادة ما يكون علامة على أن هناك من هو قادر على التعبير عن الإحباط والحزن المكبوت بالدموع بدلاً من الكلمات، وفي هذه الحالة التصرف السليم يكون حسب حالته، فإذا كان هذا الشخص يحاول الانعزال بنفسه أكثر من المعتاد يفضل أن نمنحه المساحة التي يحتاجها، ولكن إذا كان يبقكي أمامنا فقد يكون هذا طلبًا غير إرادي منه بمواساته. * في حالة البكاء بصوت عال أحيانًا نطلق العنان لنفسنا ولا نحاول السيطرة على صوتنا عند البكاء، وهو ما يمكن أن يكون مزعجًا للآخرين ولكن لا يجب أن نحاول توجيه الشخص الذي يبكي حول طريقة البكاء، فلا نقول له مثلاً "وطي صوتك.. اهدى شوية.. الناس هتاخد بالها" بل يجب أن نحاول طمأنته بشأن الأسباب التي دفعته للبكاء، ونحاول دعمه. * في حالة البكاء بدون سبب واضح استمرار البكاء المفاجئ بدون سبب واضح قد يكون علامة على وجود مشكلة نفسية، مثل اضطرابات الشخصية أو الاكتئاب، وفي هذه الحالة يجب أن نهتم بالتعامل مع الحالة ونسأل هذا الشخص عما يجري، وننصت إليه ونحاول أن نقدم له مساعدة مهنية ونترك التشخيص لخبراء الصحة النفسية. * دموع الفرحة لا يوجد أي داعِ للقلق من دموع الفرح التي يذرفها البعض في حفلات الزفاف أو الولادة أو مفاجآت عيد الميلاد وما إلى ذلك، فهو ناتج عن طفرة سريعة في المشاعر الإيجابية، بالتالي لا تحاول فعل أي شيء سوى مشاركته متعة هذه اللحظة الهامة عاطفيًا. * دموع التماسيح أحيانًا يلجأ بعض الأشخاص إلى الدموع للحصول على ما يريدون كوسيلة للابتزاز العاطفي، كأن يبكي طالب مثلاً في مكتب أستاذه في محاولة لتغيير درجاته، وهذه الدموع التي نطلق عليها "دموع التماسيح" حيث يتظاهرون بالبكاء بدون أي ألم عاطفي حقيقي.. وهؤلاء لا يجب الانصياع لهم ويجب أن نطلب منهم أن يصححوا سلوكهم.