كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم الأربعاء، أن إسرائيل قامت مؤخرًا بجس نبض الولاياتالمتحدةالأمريكية حول إمكانية زيادة المساعدات العسكرية المتمثلة بطائرات مقاتلة حديثة ومتطورة للغاية وأنظمة دفاع صاروخى، وذلك لتعويض الصفقة المتوقع توقيعها مع إيران بشأن برنامجها النووى. وقال المحلل الاستراتيجى الإسرائيلى رونين بيرجمان، المتخصص فى شئون الدفاع والاستخبارات، فى تقرير له بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن البيت الأبيض على استعداد لدفع ثمن باهظ من أجل ضمان بعض الهدوء من جانب الإسرائيليين فى هذه المرحلة، وذلك استنادا إلى تصريحات مصدر أمريكى رفيع لم يذكر اسمه. وفى المقابل نقلت الصحيفة العبرية نفسها عن مصدر عسكرى إسرائيلى لم تذكر اسمه قوله "إن ما يتردد حول هذه المحادثات يتسم بالتناقض". ونقلت يديعوت عن مصدر إسرائيلى مطلع آخر قوله "إذا طرحنا مطالب كهذه فى الوقت الراهن، فإن ذلك يعنى أننا قد تخلينا عن اعتراضاتنا على الصفقة، وأن الأمر قد أصبح كما هو ثمن موافقتنا عليها، إذا قررت إسرائيل أن الصفقة سيئة بالنسبة لأمنها، فإنه لا يمكن أن تظهر كمن يتخلى عن الأمن فى نهاية المطاف". وفى السياق نفسه، قال المحلل العسكرى الإسرائيلى عاموس هارئيل، فى مقال له اليوم الأربعاء فى صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، إن الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل قد بدأتا "الاتصالات غير الرسمية" بشأن المساعدات العسكرية الأمريكية الخاصة لإسرائيل. وأضاف هارئيل: "بالرغم من أن أيا من الجانبين لا يقول ذلك صراحة، إلا أن إدارة أوباما تنوى تقديم تعويضات دفاعية كبيرة لإسرائيل، حيث تم توقيع اتفاق بين طهران والدول الكبرى للحد من البرنامج النووى الإيرانى، هذا على ضوء المخاطر الدفاعية القادمة أصلا من إيران، فضلا عن صفقات أسلحة ضخمة بين واشنطن ودول الخليج". فيما أشارت قناة "I 24" الإخبارية الإسرائيلية، إلى أنه بموجب قانون يطبق فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، فإنه يجب على الإدارة الأمريكية أن تعمل على الحفاظ على التفوق العسكرى الإسرائيلى على جيرانها فى الشرق الأوسط. ووفقا لتقارير كل من صحيفة "هاآرتس" و"يديعوت" الإسرائيليتين فإن الأمر يدور حول إضافات جديدة على اتفاق سابق تم إبرامه مع الولاياتالمتحدة تتلقى بموجبه إسرائيل 33 طائرة مقاتلة من طراز "F-35" المتطورة، على أن تصل الدفعة الأولى من هذه المقاتلات فى العام المقبل، ويتوقع أن يرتفع العدد الإجمالى للمقاتلات ليبلغ 50 مقاتلة. من ناحيتها، قالت صحيفة "تايمز اوف إسرائيل" إنه من غير المستبعد أن تطلب إسرائيل أيضا مزيدا من بطاريات الدفاع الصاروخية التى تعرف بتسمية "القبة الحديدية"، التى طورتها الصناعة الحربية الإسرائيلية والأمريكية. وقالت الصحيفة العبرية إن الحديث يدور عن 3 بطاريات إضافية كهذه وربما شراء نظم تكنولوجية تستخدم فى جمع المعلومات الاستخبارية، مشيرة إلى أن لجنة الشئون العسكرية لدى مجلس النواب الأمريكى وافقت فى وقت سابق من الشهر الجارى على مبلغ 474 مليون دولار كإسهام أمريكى فى تطوير منظومة اعتراض الصواريخ فى إسرائيل. فيما لفتت "I 24" إلى أن دول الخليج تجرى مفاوضات خاصة حول "التعويضات" التى تتضمن معدات متطورة وأسلحة من الولاياتالمتحدة لدول الخليج لمواجهة التهديد الإيرانى المحتمل. وفى المقابل يرى المراقبون السياسيون أن واشنطن تستغل الاتفاق الوشيك مع طهران حول البرنامج النووى الإيرانى، من أجل دفع دول الخليج إلى التزود بصفقات أسلحة باهظة الثمن مما يعزز الصناعات العسكرية الأمريكية.
