قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن رسالة الأزهر وجامعته هى رسالة متجددة دائمًا، ودوره لا ينحصر فى التعليم بل يتعدى ذلك إلى خدمة الناس فى كل المجالات، والتى هى عمل مشترك بين التعليم والعمل الخيرى، فالأمراض لا يمكن مقاومتها إلا بالاعتماد على العلم الذى حث عليه الإسلام، ودعانا إلى بذل الجهد والطاقة لاكتشاف الأمراض التى تضر بالبشرية. وأكد خلال اجتماعه اليوم بوفد من منظمة الصحة العالمية، ومجمع الفقه الإسلامى، والهيئة التشاورية للقضاء على شلل الأطفال، لتعزيز التعاون فى مجال نشر الوعى الصحى فى المجتمعات الإسلامية، أن الأزهر سوف يقدم دعمه اللامحدود لهذا العمل الإنسانى، بما له من رصيد فى قلوب الناس، إذ هو المفزع والملاذ -بعد الله- عندما تنوب بالأمة النوائب، موضحًا أن الأزهر من خلال بيت الزكاة والصدقات المصرى ينسق مع وزارة الصحة، لتحديد الفقراء المصابين بفيروس سى وعلاجهم على نفقة بيت الزكاة. وقدم الإمام الشكر للمنظمة على المجهود الذى تقدمه لمحاربة مرض شلل الأطفال، وهو ما أدى إلى القضاء على المرض فى مصر ومعظم دول العالم، داعيًا المنظمة إلى مضاعفة جهودها فى محاربة باقى الأمراض التى تفتك بالبشرية مثل إيبولا وفيروس سى. وردًا على بعض الفتاوى الشاذة التى تحرم تطعيم شلل الأطفال، قال: إن دعاة تحريم شلل الأطفال يربطون الحرمة بمقاصد أخرى كالاستعمار والإضرار بالمسلمين، ومحاولة إصابتهم بالعقم، وهذا فهم خاطئ نجحنا فى مواجهته والحد منه، ونحن على استعداد لتجهيز حملة لمواجهة هذه الدعوات، من خلال البعثات الأزهرية فى البلدان التى انتشرت فى هذه الفتوى، وكذلك من خلال عقد لقاءات مع القلة التى أطلقت هذه الفتاوى لمناقشتهم لإقناعهم بتغيير وجهة نظرهم فى حرمة تطعيم شلل الأطفال، وهو ما سوف يؤدى القضاء على هذه الدعاوى الشاذة. وشدد على أن كثيرًا من الأمراض تنتشر بسبب الإهمال فى النظافة والرعاية الطبية، وهو مايحتاج إلى تبنى حملة لنشر ثقافة صحية جديدة للقضاء على التلوث الطبى الذى لا يقل فى خطورته عن مرض شلل الأطفال. من جانبه، أشاد أعضاء الوفد بدور الأزهر الداعم للمنظمة، وهو ما أسهم بشكل بارز فى إنجاح هذه المبادرة، من خلال نشر الوعى فى المجتمعات الإسلامية، حيث كان له الدور الأبرز فى القضاء على فكرة حرمة التطعيم ضد شلل الأطفال، وذلك لما يحظى به من مكانة فى قلوب المسلمين.