أبدت صحيفة "هاآرتس" الاسرائيلية اليوم الثلاثاء انزعاجها الشديد من شهادات أدلى بها جنود إسرائيليون شاركوا فى حرب غزة الأخيرة وقالوا فيها لجماعة "كسر الصمت" الحقوقية الاسرائيلية إن الجيش الحق أذى لا مثيل له بصفوف المدنيين الفلسطينيين خلال الحرب فى يوليو الماضى من خلال إطلاق النار بشكل عشوائى وبتطبيق قواعد اشتباك فضفاضة. وقال أحد الجنود " أى شيء داخل قطاع غزة هو تهديد .. يجب تطهير المنطقة وجعلها خالية من البشر .. وإذا لم نر شخصا يلوح بالعلم الابيض ويصرخ معلنا الاستسلام أو شيئا من هذا القبيل فهو تهديد وأن هناك تفويضا بفتح النار ". وقال جندى آخر فى سلاح المهندسين " كانت التعليمات أطلق النار فورا .. اى شخص تلمحه .. سواء كان مسلحا او لا .. الامر لا يهم .. افتح النار واقتله .. كانت تعليمات واضحة وصريحة " وقال الجندى " إن ضابطا أبلغ القوات أنه يدرك إن الوضع ربما يسفر عن مقتل مدنيين أبرياء لكن يجب أن تفتح النار دونما تردد ". وقالت صحيفة هاآرتس إن هذه الشهادات المزعجة لا تفسر فقط سبب مقتل كثير من المدنيين فى قطاع غزة فى الحرب الاخيرة لكنها دليلا على الانتهاكات الصارخة للمبادئ الرئيسية لقوانين الحرب .. مبدأ التمييز .. ووفقا لهذا المبدأ هناك الزام بالتمييز بين المدنيين والمحاربين وانه مسموح فقط باستهداف المقاتلين والاهداف العسكرية. ومضت الصحيفة تقول إن الأوامر التى وصفها الجنود الاسرائيليون فى شهاداتهم تؤكد الانتهاكات الصارخة التى ارتكبتها القوات الاسرائيلية لمبادئ قوانين الحرب وهى انتهاكات تكاد ترقى إلى "جرائم حرب". واردفت الصحيفة تقول إن استهداف المدنيين ليس محرما فقط بل أن الهجمات على الاهداف العسكرية نفسها تكون محرمة إن تأكد أنها ستسفر عن مقتل مدنيين أو اهداف مدنية. وأشارت الصحيفة إلى أن تحقيقا حقيقيا ومستقلا فقط يبحث قواعد الاشتباك والاوامر التى وصفها الجنود يمكن أن يعتبر تحقيقا جادا وإنه إذا لم يحدث ذلك فإن الاوامر التى تحدث عنها هؤلاء الجنود فى شهاداتهم من الممكن أن تكون موضوع فحص دقيق للمدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فى لاهاى السيدة فاتو بنسودا.