نشرت مجلة "فورين بوليسى الأمريكية" تقريرا يكشف عن دور الجنرال الأمريكى "مايك نجاتا" المسئول عن العمليات الخاصة للإدارة المركزية الأمريكية فى الشرق الأوسط والذى تنبأ بصعود التنظيم المسلح "داعش" وتفسخ الدولة اليمنية قبيل عامين. وأشار التقرير إلى مؤتمر عقدته وزارة الدفاع الأمريكية بقاعدتها العسكرية فى ولاية فلوريدا فى ديسمبر من العام 2013، حول مكافحة التنظيمات الإرهابية فى منطقة الشرق الأوسط. وقال التقرير نقلا عن العديد من المصادر بوزارة الدفاع الأمريكية أن "نجاتا" أكد على تنامى قوة التنظيم المسلح، وذلك قبل أكثر من ست شهور من اجتياحه شمال العراق وتوسعه داخل سوريا، وتطرق "نجاتا" أيضا إلى التهديدات التى تمثلها جماعة الحوثيين التى تمكنت مؤخرا من طرد الرئيس اليمنى "عبد ربه منصور هادى" وشن السعودية لحملة عسكرية لكبح جماح الجماعة المتمردة. وتتعدد مهام الجنرال "نجاتا" حاليا فى المنطقة وفقا للمعلومات المذكورة فى التقرير، فهو يشرف على تدريب مليشيات المعارضة السورية المعتدلة فى الأردن والسعودية، ويقود المستشارين العسكريين الأمريكيين القائمين على تدريب الجيش العراقى ورجال القبائل السنية فى العراق. وعلمت الفورين بوليسى اعتراض "نجاتا" على قرار البيت الأبيض بالإنسحاب من العراق فى العام 2011، مطالبا أنذاك بإنسحاب تدريجى لقوات الجيش الأمريكى بسبب عدم استقرار الأمور فى العراق. وأضاف التقرير أن "نجاتا" لا يزال يطالب بتدخل عسكرى أمريكى رافضا الإكتفاء بعمليات القصف الجوى التى لم تستأصل خطورة تنظيم الدولة الإسلامية، التى تمكنت مليشياتها مؤخرا من إحراز نصر على باقى المليشيات المسلحة فى سوريا بالقرب من العاصمة دمشق، وقرب دخولها على مدينة الرمادى الإستراتيجية بمحافظة الأنبار. ويرى أغلبية جنرالات البنتاجون أن إدارة "أوباما" الحالية لا تتفق مع رؤية "نجاتا" للمنطقة، التى تطالب بوجود عسكرى أمريكى على نطاق أوسع للتخلص من التهديد الذى يمثله تنظيم الدولة الإسلامية وأشباهه فى الشرق الأوسط. ويحمل "نجاتا" فى رصيده خبرة عسكرية واسعة تتمثل فى مشاركته بالحملة الأمريكية العسكرية على الصومال عام 1993، ومطاردته لمجرمى حرب يوغسلافيا فى تسعينيات القرن الماضى، وإشرافه على مقاتلة تنظيم القاعدة فى العراق تحت قيادة الراحل أبو مصعب الزرقاوى، و مشاركته فى اغتيال الزعيم الراجل لنفس التنظيم أسامة بن لادن بباكستان عام 2011.