"اليوم السابع" ينجح فى لم شمل غائب عن أسرته منذ 8 سنوات.. الموقع ينشر استغاثة أحد أقارب المتغيب ضمن خدمة "صور وابعت".. وقارئ بالبحيرة يتعرف على صورة الشاب ويرشد عن مكان تواجده.. وأسرته تشكر الجريدة

ظاهرة تغيب الأشخاص عن ذويهم ومنازلهم، كثيرة ومتكررة، قد يتغيب فرد عن أهله لمدة يوم أو يومان أو سنة، إلا أننا هنا أمام حالة مختلفة، موسى على حسانى.. شاب من محافظة قنا، درس فى الأزهر، وحصل على شهادة الثانوية الأزهرية، دفعه طموحه وتفوقه الدراسى، للتطلع إلى الذهاب إلى الجامعة، وإكمال تعليمه الدراسى، إلا أن والده وقف حجر عثره أمام طموحه.
يصاب موسى باكتئاب، ويتعرض لمشاكل عديدة مع أفراد عائلته، وفجأة يقرر الهرب، يبحث عنه أهله فى بلدته فلا يجدوه، يموت والده كمداً وحزناً على ولده، وتواصل أسرته البحث عنه طوال 8 سنوات، تتخطى آثاره من محافظة إلى محافظة ومن قرية إلى قرية، حتى يئسوا من العثور عليه.
إلا أن إرادة الله تفوق كل شىء، إرادة الله شاءت أن يجمع بين الفرقاء، بعد 8 سنوات من الغياب، واستطاعت "اليوم السابع" أن تنشر قصة موسى، ليستدل عليه أحد قرائها، ويبلغ عن مكان تواجده.
استغاثة على "فيس بوك"
بداية القصة جاءت من رسالة بعث بها حسن عبد الشافى، ابن عمة المتغيب، عبر صفحة اليوم السابع على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، وذلك ضمن خدمة "صور وابعت" التى دشنها اليوم السابع مؤخراً لتلقى شكاوى واستغاثات المواطنين.
بعد نشر خبر الاستغاثة على موقع اليوم السابع، ومشاركته صورة المتغيب عبر صفحته على فيس بوك، لاقت الصورة تفاعلاً كبيراً من قبل القراء، الذين تمنوا أن يجمع الله بين موسى وأسرته من جديد.
الدال على الخير كفاعله
القارئ شريف الحناوى، أحد متابعى صفحة اليوم السابع على "فيس بوك" بمجرد أن رأى الصورة علق قائلاً إنه تعرف على موسى، وكتب رقم هاتفه ليتمكن ذووه من الوصول إليه واستدلالهم على مكان موسى.
بدورها أجرى اليوم السابع اتصالاً هاتفياً بالحناوى، للتأكد من صحة أقواله، وأكد الشوباشى أن إرادة الله وحدها هى التى وقفت بجانب موسى (لأنه فيه شىء لله)، كما عبر الحناوى.
وأضاف قائلاً: "أنا بشتغل فى محل حلويات ومش عادتى أسهر بالليل، لكن زميلى خد أجازة ونزلت مكانه الشغل، وأنا فاتح الفيس بوك لقيت صورة موسى، واتعرفت عليه، وهو موجود عندنا فى مركز أبو المطامير بمحافظة البحيرة منذ ما يقرب من عامين".
وأكد الحناوى، أن موسى شاب به مسحة من التوكل، وأنه متواجد بمنطقته وهى مركز أبو المطامير، وأن أهل المنطقة يقومون بالعطف عليه، خاصة الشيخ صبرى مهران، الذى يرعاه ويعتبره بمنزلة أبنائه.
وقال الحناوى، إنه بمجرد نشر معلومات عن تواجد موسى، انهال عليه عدد من المكالمات الهاتفية من قبل أقاربه، من قنا، وشاب يدعى حسن (الشخص الذى وجه الرسالة لليوم السابع).
ابن عمة موسى يروى مأساته
وبادر اليوم السابع بالاتصال بحسن عبد الشافى، صاحب الرسالة التى بعث بها عبر صفحة الموقع على "فيس بوك"، للتأكد من كلام الحناوى، وبمجرد إخباره بأن محرر اليوم السابع يهاتفه، أخذ حسن يقدم للموقع فى إيصال استغاثته ومساعدته فى التوصل إلى ابن عمته المتغيب منذ 8 سنوات.
قصة تغيب موسى عن منزله
ويحكى حسن قصة تغيب موسى عن منزله، فيؤكد أن ابن عمته كان شاباً متفوقاً، حصل على شهادة الثانوية الأزهرية، وأراد أن يكمل تعليمه الجامعى، إلا أن رفض والده لتعثر ظروفه المادية، أدى إلى (كسر نفسه)، الأمر الذى أصابه باكتئاب حاد، جعل أسرته تتردد به على الأطباء النفسيين لمحاولة علاجه.
ويواصل حسن رواية القصة، فيقول "فى إحدى ليالى شهر رمضان حدثت مشاجرة بين موسى وأخوته وولده، فلقيته بيخبط عليا الباب، دخل وكان قبل المغرب، أذن المغرب فطرنا فطار خفيف وروحنا نصلى المغرب، وهو مجاش معانا، ولما رجعنا عشان نكمل فطار مالقناهوش".
يستكمل حسن روايته كأنه يحكى قصة فيلم سينمائى تمر مشاهده أمام عينيه، ويقول: "خرجت زى المجنون أدور عليه فى كل مكان فى البلد، ولما المدة طولت بقينا نسأل عليه فى القرى المجاورة، ثم فى المحافظات، وكل ما نروح مكان، يقولولنا ده كان هنا ولسه ماشى، وممكن تلاقوه فى المكان الفلانى، نروح المكان الفلانى منلاقيهوش، وهكذا.. لمدة 8 سنوات".
بلهجة تعبر عن الفرح يستكمل حسن روايته، "فى الآخر قررت إنى أدور عليه عالفيس بوك، نشرت كتير قصته على صفحته الشخصية، لكن مكنتش بالاقى أى ردود أفعال، لغاية ما جاتنى الفكرة إنى أبعته لليوم السابع، والحمد لله بعته وانتم نشرتوه وربنا يبارك فيكم".
ورداً على تساؤل حول توقيت وصوله لموسى، حتى يعيده مجدداً لأهله وقريته، أوضح حسن أنه يعمل الآن فى محافظة الغردقة، وسيسافر غداً إلى محافظة قنا ليحضر شقيق موسى، ويذهب به إلى البحيره، ليأخذ شقيقه ويعود إلى بلدته من جديد بعد غياب مضن، استمر 8 سنوات.
موضوعات متعلقة..
- قراء اليوم السابع.. استغاثة إنسانية عن شاب متغيب منذ 8 سنوات بقنا