فيما يعد تجديداً لأزمة الإصلاحيين داخل جماعة الإخوان، اشترط د.محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان، أن يقابل المطالبين بالإصلاح أو من طلبوا لقاءه بشأن أوضاع الجماعة الداخلية كل فرد منهم على حدة، ورفض بديع عبر وسيط أن يقابل كلاً من حامد الدفرواى وخالد داوود القياديان بالجماعة معاً. وكشفت مصادر، أن د.محمد على بشر عضو مكتب الإرشاد كان وسيطاً بين المرشد والدفراوى وداود وأبلغهم أن بديع يريد أن يكتفى باللقاء الذى تم بينهم وبين جمعة أمين عضو مكتب الإرشاد قبل أسابيع، وأضاف بديع أنه ينتظر مذكرة مكتوبة بمطالبهم أو أن يقابل كل منهم منفرداً، مبرراً ذلك بان لكل طريقته فى الحديث والإقناع. وفسر الإصلاحيون موقف بديع بأنه تهرب من المواجهة، ومخالفة للوعد الذى قطعه بديع على نفسه والذى يقضى بمقابلة جمعة أمين لعرض عليه ما يريدون، وبالفعل قاموا بذلك من قبل، ولكن ذكر مقربون من داود والدفراوى بأنهم قابلوا جمعة أمين لإرضاء بديع ليس أكثر ولم ينتظروا ولم يخرجوا بأى نتائج من حوارهم. وبرر البعض، أن اشتراط بديع لمقابلة الإصلاحيين كل منهم منفرداً بأنه عمل بمبدأ تنظيمى يقول "ما زاد على واحد فهم جبهة"، وبديع لا يريد أن يتعامل معهم على أنهم جبهة ويريد أن يفكك جبهتهم ويقنع كل منهم بطريقته التى تناسب شخصيته. ويعد كل من خالد داود وحامد الدفرواى من الجيل الثانى المؤسس للجماعة فى السبعينيات بالإسكندرية، وكان الدفرواى عضواً بمجلس شورى الجماعة لفترة طويلة، بينما يعد داوود أحد القيادات التى اعتمدت عليها الجماعة فى مشروعاتها الاقتصادية سواء من خلال العمل الهندسى أو أنشاء وإدارة مدارسها بالإسكندرية، كانا أعضاء مجلس شوري، وكانا قابلوا بديع فى الخامس من فبراير الماضى بعد ثلاث أسابيع من تنصيب بديع وطالبا بإصلاح مؤسسات الجماعة وتعديل اللائحة لتكون أكثر ديمقراطية وأكثر ملائمة للوضع الحالى للجماعة والظروف السياسية العامة فى مصر، لكنهم لم يتوصلوا لشىء ووعدهم بديع باللقاء مرة أخرى، ومن يومها لم يستقبلهم ولم يحدد لهم لقاء. وكان الوسيط بين بديع والإصلاحيين صبرى عرفة عضو مكتب الإرشاد السابق، إلا أنه سافر للسعودية منذ ذلك الوقت فتم التنسيق مع د.أسامة نصر عضو مكتب الإرشاد، إلا أنه تم القبض عليه فى 18 فبراير الماضى، فكلف بديع جمعة أمين عضو مكتب الإرشاد باعتباره من الإسكندرية بمقابلتهم واشترط ذلك لمقابلته لهم، وبعدها لم يصلوا لنتيجة فوسطوا د.محمد على بشر عضو مكتب الإرشاد والذى ابلغهم أمس فقط شروط بديع لمقابلتهم التى رفضوها. وذكرت مصادر، أن الإصلاحيين قد يلجأون للإعلام أو الرأى العام الفترة المقبلة فى حال إصرار بديع على التهرب منهم، لكنهم رهنوا هذا بوجود رد قاطع من بديع لوقف الحوار معليين بأنه مازال الطريق مفتوحا بين الطرفين ويأملوا أم يصلوا لنتيجة. ومن جانبه رفض خالد داود الحديث فى تفاصيل اللقاءات والوساطة التى تمت الفترة الماضية، مشيراً إلى أن مطالبهم للإصلاح سبق أو أعلنوها،منها تحديد المسئوليات والصلاحيات لكل مؤسسة ووقف الخلط الحالى بين الصلاحيات والتداخل فى المهام، ووقف تغول مكتب الإرشاد على مؤسسات جميع مؤسسات الجماعة، وتعديل اللائحة بما يتواكب والمتغيرات الداخلية والمحيطة، ورفض داود تحديد مدى زمنى للحديث عن التفاصيل أو ما تضمنته المذكرة التى كتبوها لتقديمها للمرشد العام.