اعتبر الإصلاحيون بجماعة الإخوان المسلمين أن قيادة الجماعة الحالية مازالت تصر على غياب المؤسسية وإفقاد الجماعة المشروعية، معلنين تمسكهم بالتحقيق فى إجراءات انتخابات مكتب الإرشاد التى جرت فى ديسمبر الماضى، متهمين القيادة باختزال الجماعة فى مكتب الإرشاد، واختزال مكتب الإرشاد فى المرشد. أكد خالد داوود أحد قيادات الإصلاحيين فى الجماعة أن قيادة مكتب الإرشاد قررت رفض فكرة إنشاء الحزب السياسى، رغم أن هذا حق لهم لكن تهدره القيادة، مطالبا قواعد الجماعة والإصلاحيين أن يكافحوا القيادة ويصروا على هذا الحق، متهما القيادات الحالية باختزال المؤسسية فى مكتب الإرشاد والمرشد نفسه. وشدد داوود على أنهم مصرون على التحقيق فى الطعن الذى تقدم به د.إبراهيم الزعفرانى عضو مجلس شورى الجماعة وتضامنوا معه اعتراضا على إجراءات انتخابات مكتب الإرشاد الأخيرة، موضحا أن المطلب الأساسى هو وجود جهة محايدة للتحقيق حتى لا يكون مكتب الإرشاد هو الخصم والحكم فى ذات الوقت، واصفا تعامل قيادات الجماعة فى تعاملهم مع الإصلاحيين باللامبالاة. وكشف داوود عن تقديمهم كإصلاحيين طلبا جديدا للتحقيق فى إجراءات انتخابات مكتب الإرشاد التى تمت فى ديسمبر الماضى، موضحا أنهم سيمارسون كذلك ضغوطا إعلامية لحسم هذه القضايا والمطالبة بتطبيق قواعد العمل المؤسسى الحقيقى فى الجماعة. وقال القيادى الإخوانى إن أزمة قيادة مكتب الإرشاد حاليا تتعمق بسبب اعتبار أن الانضباط التنظيمى هو الإطار المؤسسى، وهو ما يعتبره داوود فهما قاصرا للنظام المؤسسى. وذكر داوود أن مطالب غالبية أعضاء الجماعة والإصلاحيين هو الفصل بين قيادات مكتب الإرشاد ومجلس شورى الجماعة، مضيفا أنه لم يحدث أى جديد بشأن الإصلاح الداخلى فى الجماعة منذ تولى المرشد الجديد، مشيرا إلى أن ما قاله د.محمد بديع المرشد العام فى خطاب التنصيب يتم التحرك عكسه، مشبها عدم حصول الإخوان على مقعد واحد فى انتخابات الشورى بأنه صفر يشبه "صفر المونديال"، واصفا الحديث عن الحوار مع الأحزاب بأنه شو إعلامى، مدللا على ذلك بأن العقلية التى تتولى إدارة الجماعة حاليا لا تميل للتعمق فى تعاملها مع الأحزاب ويظهرون بأنهم يتحاورون حتى لا يقال عنهم إنهم منعزلون، نافيا أن يكون هناك مانع للحوار مع النظام للوصول لحل للأزمة السياسية، مشيرا إلى أن الإخوان طوال عمرهم يتحاورون مع النظام والدليل الانتخابات البرلمانية السابقة. وحول مقابلات الإصلاحيين التى جرت مع المرشد العام وأعضاء مكتب الإرشاد، أوضح داوود أنهم منذ مقابلتهم المرشد د.محمد بديع قبل أكثر من أربع أشهر تقريبا، وبعدها تقابلوا مع الدكتور محمد على بشر عضو مكتب الإرشاد، وحاولوا التوصل لطريقة لضبط الأداء وتحقيق المؤسسية، إلا أنهم قوبلوا بنوع من التعنت الذى سيؤدى لمزيد من الإصرار للتحقيق الذى يصل فى النهاية لإفقاد القيادات الحالية المشروعية، مضيفا أن نتائج محاولاتهم أنتجت حراكا داخل صفوف الجماعة وبدأ اتجاه ضاغط من الشباب والقواعد على القيادة برفض مبرراتهم وظهرت أشكال مختلفة من الحراك. ومن جانبه ذكر حامد الدفراوى أحد قيادات الإصلاحيين أن الأزمة فى الجماعة مازالت مستمرة وذلك لأن أسبابها مازالت قائمة وهى غياب المؤسسية عن عمل القيادة الحالية، نافيا أن تكون فى الجماعة حاليا أى مؤسسات للرقابة أو المحاسبة أو القضاء للفصل فى الطعون أو المنازعات حول أداء القيادات، مشيرا إلى أن الإخوان يستخدمون شعار "المكتب والمرشد سيد قراره" على غرار مجلس الشعب الذى يستخدم شعار "المجلس سيد قراره"، وذلك فى إشارة لاعتماد نتيجة انتخابات مكتب الإرشاد دون التحقيق فى الطعن المقدم من أعضاء بمجلس الشورى. وأوضح الدفراوى أن إعلان المرشد العام عدم تغيير اللائحة وعدم الفصل بين مجلس شورى الجماعة ومكتب الإرشاد يؤكد استمرار الأزمة، مشددا على ضرورة أن يكون هناك مؤسسات للرقابة والفصل بين مؤسسات الجماعة وإيجاد أجهزة للمحاسبة والرقابة على الأداء.