مثلما توارث المصريون طقوس وعادات الاحتفال بيوم شم النسيم، توارثوا كذلك عددًا من النصائح المحفوظة التى تتردد كل عام بلا كلل ولا ملل فى هذا اليوم حتى أصبحت أشبه بقوانين تحكم الاحتفال بعيد شم النسيم فى مصر. كُل بصل عشان تفتيح الورد الأسطورة الشعبية تقول إنه فى شم النسيم، إذا كنت تعانى من ألم فى العين بسبب حبوب اللقاح المنتشرة فى الجو، فإن أكل البصل يقلل الكثير من الألم، لذا توارثنا النصيحة التى توصى بأكل البصل يوم شم النسيم إذا خرجت فى الهواء الطلق، كى تحمى عينيك. أما العلم فيقول إن للبصل بالفعل تأثير إيجابى فى تطهير العين حيث يحفز الغدد الدمعية ما يجعل العين تطرد كل الجراثيم والبكتيريا من داخلها. شوّح الرنجة عشان تقتل الميكروبات توصى الأمهات والجدات دائمًا فى شم النسيم بشى الرنجة على النار، ويبررن ذلك بأن تعريضها للنار يقتل الميكروبات، ولكن علميًا، ينصح الأطباء بالعكس، وهو أن نجمد الأسماك المملحة قبل تناولها لمدة 48 ساعة لقتل ما قد يتواجد بها من طفيليات وجراثيم. كل رنجة ما تاكلش فسيخ خوفًا من "أطنان الفسيخ الفاسد" التى يتم ضبطها، ومن أضراره على المعدة، توارثنا نصيحة أكل الرنجة بدلاً من الفسيخ أو الملوحة فى شم النسيم، ربما لأنه من الصعب إقناع أى شخص بالتخلى عن تناول الأسماك المملحة كلها فى هذا اليوم. وهو ما يؤيده العلم أيضًا، حيث يقول الأطباء إن الرنجة هى الخيار الأكثر أمانًا بين الأسماك المملحة، لأنها من الأسماك المدخنة ولا تتفسخ أو تتعفن مثل السردين والفسيخ. اعمل مكرونة للى ما بيحبش الرنجة لأن "اللمة" دائمًا أحلى، تكثر الزيارات المتبادلة فى يوم شم النسيم، ولأن المصرى كريم بطبعه، لم تتجاهل وصايا "شم النسيم" هؤلاء الذين لا يحبون أكل الرنجة أو الفسيخ أو الأسماك المملحة بشكل عام، وقرر المصريون فى اتفاق غير معلن، أن يوفروا بديلاً لها، ووقع الاختيار على المكرونة لأنها الأسهل فى الإعداد. اشتر الفسيخ قبل شم النسيم عشان يومها بيبقى بايظ النصيحة التى تتكرر أيضًا قبل عيد الفطر، حيث ينصحك الأجداد بأن تشترى ما تحتاجه من الفسيخ والرنجة قبل أيام من شم النسيم ويفضل لو اشتريته قبلها بأسبوع لسبب اقتصادى أولاً، وهو أن الأسعار ترتفع فى هذا اليوم، ولسبب صحى، وهو أن الكثير من التجار يطرحون فى هذا اليوم بضاعة تالفة.
