خرجت هذا الصباح متوجها إلى عملى متوكلا على الله، وداعين الله سبحانه وتعالى أن يكفينا شر هذا اليوم. وكنت أسير بخطوات بسيطة تزيد فى السرعة إلى حيث أركب الباص من أمام المحكمة متوجها إلى عملى . وكالعادة شاهدت جموعا كثيرة من المواطنين.. توقعت أنها مجرد ازدحام مواصلات.. ولكن كانت الصدمة عندما لاحظت أن هذه الجموع ترفع جميعا موبيلاتهم ويقومون بالتصوير.. ولكن يا ترى ماذا يلتقطون من صور.. فسألت أحد المواطنين ماذا يحدث؟ أجابنى بكل هدوء لا مفيش حاجة ده مجرد قنبلة بس عادى.. قلتله ااااااااااااه قنبلة.. إيه بتقول إيه.. قنبلة إزاى يعنى عادى كده بكل سهولة بتقولى قنبلة.. نظر إلىّ نظرة تعجب.. نعم، هو حضرتك منين؟ هو أنت مش عايش معانا.. مش بتسمع عن كل يوم قنبلة. نعم أنا بسمع وبشوف فى وسائل الإعلام لكن أول مرة أشوف كده عن قرب.. لكن ليه الناس قريبين أوى كده على مكان القنبلة المفروض يبعده عن المكان. نظرت إلى الموقف الذى أشاهده نظرة.. لا أدرى إلى أى مدى تبعد عيناى فى النظر إلى ما يحدث؟ وبدأت أسأل؟ أيها الإنسان الذى وضعت القنبلة فى مكان كهذا لا يوجد فيه غير آلاف المواطنين المتوجهين من بيوتهم إلى مكان رزقهم والطلبة المتوجهين إلى حيث يتعلمون.. عفوا أنا أخطأت عندما سألتك أيها الإنسان.. لأنك ليس إنسانا. ولا أستطيع أن أناديك أيها الحيوان.. لأنى سوف أظلم الحيوان لأنه أرحم منك وأعقل منك. ولكن ممكن أن أناديك ب أيها اللا شىء؟ أيها اللاشىء.. ماذا كنت تفكر عندما وضعت القنبلة فى مثل هذا المكان أن تقتل آلاف الأبرياء من الناس.. أن تيتم الأطفال..أن ترمل النساء.. أجبنى أيها اللا شىء ماذا تريد؟ وأنا فى أشد تركيزى العقلى متسائلا هذه الأسئلة التى عجز عقلى عن الإجابة عليها.. ألاحظ بعض الناس تهرول فى الجرى إلى المكان خوفا على أبنائهم..وهم ينادون أبناءنا ملهمش ذنب حرام عليكم.. منكم لله. وفجأة امرأة عجوز تسير بصعوبة متكأة على عصاها.. وقفت لحظة ورفعت يدها إلى السماء وقالت دعوة بصوت عميق يخرج من القلب وبكل حزن وبكل قوة فى الدعاء قالت: (يا رب اللى يأذى مصر يتأذى فى حبابى عينيه.. يا رب اللى يأذى مصر يتأذى فى حبابى عينيه). نعم.. أيتها العجوز لقد صدقت الدعوة من كل قلبك ونحن وراءك اللهم آمين.. اللهم احفظ مصر من كل سوء.