عقد المجلس الأعلى للثقافة ظهر اليوم الثلاثاء 7 أبريل، الجلسة الرابعة من مؤتمره السنوى "الثقافة وتنمية القرية" بحضور الدكتور فتحى محمد مصيلحى، والدكتور محمد نور الدين السبعاوى، وأدارها الدكتور أحمد حسن إبراهيم، أستاذ الجغرافيا بكلية الآداب جامعة القاهرة، وأكد الحاضرون أن إقامة مشاريع تنموية بالصعيد الحل الوحيد للهجرة الداخلية. قدم الدكتور محمد نور الدين السبعاوى، أستاذ الجغرافيا البشرية، بكلية الآداب جامعة المنيا، بحثًا حول هجرة العمالة من صعيد مصر، وقال: إنه فى الفترة الأخيرة ارتفعت معدلات الهجرة من الصعيد إلى محافظات مصر المختلفة، وإلى الدول العربية والأجنبية، خضوعًا لعدد كبير من المغريات، منها المغريات المالية والرغبة تحسين مستوى المعيشى، وكذلك المحاكاة والتقليد وخاصة حينما تنجح إحدى التجارب فى تحقيق كسب مادى فيكون ذلك حافزًا للأخرين. وأضاف الدكتور نور الدين، كذلك ضيق الأرض الزراعية تدفع السكان للهجرة لتحسين الحالة الاقتصادية، وقلة فرص العمل، مما أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة فى صعيد مصر بشكل واضح، وقلة مشاريع التنمية والمشروعات القومية بصعيد مصر. وأضاف الدكتور محمد نور الدين، أن هجرة الأفراد من الصعيد، نقلتهم نقلة حضارية كبيرة، ونلاحظ ذلك فى تغير أنماط المساكن التى يعيشون فيهم، وتحسن مستواهم المادى، نظرًا لارتفاع أجورهم فى الخارج، واحتكاكهم بالثقافات الأخرى. وأشار الدكتور محمد نور الدين إلى الآثار السلبية المترتبة على الهجرة، كما طرح طرقا لعلاجها، ومنها أولا زيادة فرص الاستثمار وتشجيع المستثمرين على إقامة مشاريع صناعية فى الصعيد، وكذلك الاهتمام بتنشيط السياحة، والاهتمام بالتعليم والحد من معدلات الأمية، خاصة فى محافظاتالمنيا وأسيوط وسوهاج، وهى أكثر المحافظات أمية على مستوى مصر. وقدم الدكتور فتحى محمد مصيلحى، أستاذ الجغرافيا فى كلية الآداب، جامعة المنوفية بحثًا تناول فيه "تقويم أثر الهجرة على ثقافة العمارة بالقرية المصرية"، وقال: إن الهجرة الداخلية فى مصر مرت بمرحلتين أساسيتين منذ الحرب العالمية الثانية، وحتى الآن، أولها مرحلة سيادة الهجرة من الريف إلى الحضر. وأضاف الدكتور فتحى مصيلحى، أن هذه الهجرة تمثلت فى تيار الهجرة من ريف الوادى والدلتا للمدن الكبرى كالقاهرة والإسكندرية والجيزة، وشبرا الخيمة، وترتب عليها تراكم المهاجرين الريفيين بالمدن عبر الزمن وتوطنهم فيها مما سهل انتشار ثقافة الجذور الريفية، وأسهم فى شيوعها، وترييف المجتمعات الحضرية، خاصة أحيائها الهامشية. وأشار مصيلحى إلى المرحلة الثانية من الهجرة، وهى الهجرة العكسية والارتدادية إلى الريف، قائلا: إنها بدأت فى الظهور منذ نهاية ثمانينيات القرن العشرين، وارتبط بها غزو صريح للثقافة الحضرية للمجتمعات الريفية عامة، وتأثرت الثقافة الريفية فى المرحلة الأولى بالقيم التى اكتسبها المهاجرون الريفيون من المجتمع الحضرى. موضوعات متعلقة.. مثقفون فى مؤتمر القرية: الراوى الشعبى أول من أدرك فكرة المتاجرة بالدين