سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كاميرات المراقبة "شاهد ماشافش حاجة".. فشلت فى رصد العديد من العمليات التخريبية وتحديد ملامح الإرهابيين لتعطلها ورداءة نوعها.. وخبراء يطالبون بالاعتماد على الأنواع الجيدة وتغطية "كل شبر" فى مصر بها
كاميرات المراقبة بالرغم من كونها إحدى العوامل الأساسية فى كشف غموض العديد من الجرائم، ومساهمتها فى إسقاط الكثير من عتاة الإجرام والتشكيلات العصابية الخطرة، إلا أنها فى الآونة الأخيرة فشلت فى أداء دورها المنوط بها فى رصد الجريمة ومساعدة رجال الأمن فى تحديد هوية القائمين عليها، فكانت ك" شاهد ماشافش حاجة" إما كونها معطلة أو أن المشاهد المسجلة سيئة لا تحدد ملامح الجناة، نتيجة رداءة أنواع الكاميرات التى تستعين بها المنشآت الحكومية والشرطية خاصة المستهدفة من جانب الجماعات الإرهابية والتى نجحت عناصرها فى الإفلات بسبب تلك الكاميرات. انفجار جامعة القاهرة وخير دليل على أن كاميرات المراقبة فى مصر لا تحصل على الاهتمام الكامل من جانب أجهزة الدولة هو حادث التفجير الإرهابى الذى شهده مدخل كلية الإعلام بجامعة القاهرة يوم 28 من شهر مارس الماضى حيث زرع مجهولين عبوة ناسفة بمكان تمركز قوة أمنية تابعة لمديرية أمن الجيزة مسئولة عن تأمين الجامعة من الخارج، وتم تفجيرها مما أسفر عن إصابة 8 أشخاص بينهم 4 ضباط ومجند، وبالرغم من اكتشاف وجود اثنين من كاميرات المراقبة الأولى خاصة بجامعة القاهرة والثانية تابعة للإدارة العامة لمرور الجيزة إلا أن القائمين على متابعة تلك الكاميرات لم يتمكنوا من رصد العناصر الإرهابية أثناء زرع القنبلة، بالإضافة إلى أن الكاميرتين لم ينجحا فى رصد وتحديد هوية المتهمين كما صرح مصدر أمنى من فريق البحث الجنائى الذى تولى التحقيق فى الحادث. كما أن حادث إطلاق عناصر إرهابية النار على قوة أمنية مكلفة بتأمين بنك بالعجوزة آخر شهر ديسمبر الماضى مما أسفر عن استشهاد فردين شرطة نجح فيه الجناة أيضا فى الإفلات بسبب فشل كاميرات المراقبة فى رصد المشهد وتحديد ملامح المتهمين. انفجار قسم الوراق وكان قسم شرطة الوراق مثالا للمنشآت الشرطية غير الملتزمة بتركيب كاميرات المراقبة بالرغم من تعرضه سابقا لعدة عمليات إرهابية، حيث نجح مجهولون فى زرع عبوة ناسفة أمام مبنى القسم بالمكان الذى تتمركز فيه قوات الأمن المكلفة بتأمينه، وأسفر إنفجارها عن إصابة عدد من رجال الشرطة. أهمية الكاميرات الدكتور إيهاب يوسف الخبير الأمنى والمتخصص فى المخاطر الأمنية أكد لليوم السابع أن المنظومة الأمنية تحولت من مجرد اجتهاد إلى علم تعتمد عليه أكبر أجهزة الأمن فى العالم لمواجهة التحديات الإجرامية خاصة فى ظل انتشار الجماعات الإرهابية وتكرار الحوادث التخريبية التى أسفرت عن سقوط العديد من الضحايا، وأن كاميرات المراقبة تعد إحدى العوامل الأساسية التى تقوم عليها تلك المنظومة، لذلك يجب على وزارة الداخلية اعتماد خطة على مدار عدة سنوات تهدف إلى تغطية كافة أنحاء الجمهورية بكاميرات المراقبة المتطورة وذلك لمنع وقوع العمليات الإرهابية أو تحديد هوية الجناة إذا حدثت الجريمة. وأضاف يوسف أن تلك الكاميرات يجب أن يتم تركيبها فورا فى المنشآت الشرطية والحكومية بالإضافة إلى مقرات السفارات والبنوك والشركات خاصة التى تم استهدافها مؤخرا من جانب العناصر الإرهابية، وأضاف أنه يجب أيضا إلزام أصحاب الشركات والمحلات تركيبها وأن لا يترك الأمر لهوى الأشخاص، حيث اقترح اتفاق وزارة الداخلية مع البنوك لتوفير قرض ميسر لأصحاب الشركات والمحلات لشراء الكاميرات عالية الجودة وأن تحدد المواصفات والإمكانيات المطلوبة وقدرتها على التخزين والإشراف على تركيبها، حتى لا يكون الأمر مجرد "سد خانة"، مؤكدا أن هناك العديد من كاميرات المراقبة الموجودة بالمنشآت الشرطية والحكومية ضعيفة الجودة، حيث تعجز عن تحديد ملامح الأشخاص، بالإضافة إلى ضعف قدرتها على التخزين. التطوير وذكر الخبير الأمنى اللواء رشيد بركة أن تطوير الجهاز الشرطى يعتمد على دعامتين أساسيتين أولها التطوير البشرى من خلال تدريب القيادات الأمنية والضباط والأفراد بوزارة الداخلية على كيفية مواجهة المخاطر ووضع الخطط للتصدى لسيناريوهات الجماعات الإرهابية التى تهدف إلى هدم الوطن، وثانيها الدعامة اللوجستية والتى تهدف إلى توفير كافة المساعدات الفنية من معدات وأسلحة وغيرها من وسائل تساعد العنصر البشرى على القيام بعمله، وتعد كاميرات المراقبة بالنسبة للجهاز الشرطى من أهم تلك الوسائل وظهر ذلك جليا فى حادث تفجير مديرية أمن القاهرة، حيث تمكنت كاميرات المراقبة الخاصة بالمتحف الإسلامى الكائن أمام مبنى المديرية من رصد مشهد تحرك العناصر الإرهابية وتركهم السيارة المفخخة وتمكن رجال المباحث من خلالها تحديد هوية المتهمين وضبطهم. وأضاف بركة أن الدول الأوربية تعتمد بشكل واضح على كاميرات المراقبة، وسلك دربها عدد من الدول العربية ومنها دولة الإمارات التى نجحت كاميرا المراقبة الخاصة بإحدى الفنادق فى تحديد المتهمة بقتل معلمة أمريكية، بعد أن قامت سيدة منتقبة بطعنها ونجحت فى وقت قياسى فى ضبط المتهمة، لذلك يجب على وزارة الداخلية سرعة تركيب كاميرات المراقبة بكافة منشئاتها ومتابعة أعمال الصيانة لتفادى تعطلها، بالإضافة إلى إجبار أصحاب الشركات والمحلات على تركيبها، خاصة وأن أسعار تلك الكاميرات ليست مرتفعة وبمقدور الجميع شرائها، وأنهى حديثه قائلا: "الأمن مكلف، ومن يحتاج إلى أمن قوى يجب أن ينفق عليه". موضوعات متعلقة: - إرهابيون يستهدفون قطار بضائع فى بنى سويف.. إصابة 3 مجندين بأعيرة نارية.. عودة حركة قطارات الصعيد بعد توقفها 3 ساعات.. "شرطة النقل" تخاطب "السكة الحديد" لتركيب كاميرات مراقبة.. وقوات الأمن تلاحق الجناة