أولا تتم الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة فى خلال 6 أشهر إلى عام على الأكثر، على أن لا يترشح فيها بشار الأسد، وفى خلال تلك الفترة يتم تعديل الدستور أو وضع دستور جديد تشترك فيه كل الأطراف من الممثلين للنظام ومن معارضة الداخل ومعارضة الخارج، تتشكل حكومة وحدة وطنية تتكون من نفس الأطراف على أن تكون الغلبة فيها للنظام السورى. بعد وضع الدستور الجديد والتصويت عليه من قبل الشعب السورى تتم دعوة الناخبين لانتخابات الرئاسة السورية، وتتم مراقبة الانتخابات بوجود مراقبين دوليين خاصة من روسيا والصين وأمريكا وإيران ومعظم الدول العربية متمثلة فى الجامعة العربية. تتوقف جميع الأعمال المسلحة فيما بين المعارضة والنظام وأن تتوحد الجهود لطرد المتطرفين، خاصة الأجانب الذين عاثوا فى سوريا فسادا وقتلا وتدميرا. تركيز الجهود على عودة النازحين إلى بيوتهم وتأمينهم وإعادة إعمار ما تم تدميره بالسرعة الممكنة، للحد من معاناة هؤلاء المدنيين الأبرياء، خاصة الأطفال والنساء والشيوخ، وكفى ما لاقوه من تشريد وإهانة بسبب صراعات سياسية لا ناقة لهم فيها ولا جمل. وجود الرئيس السورى خلال الفترة الانتقالية يرضى غروره بأنه بقى فى الحكم وهو من دعا لانتخابات رئاسية مبكرة ولم يهرب وظل فى الحكم رغم كل ما تعرض له من مؤامرات، وعلى أن يضمن الخروج الآمن وعدم الملاحقة القضائية (على غرار التجربة اليمنية مع الرئيس على عبد الله صالح) وحين يتم استقباله فى بعض المحافل الدولية كرئيس شرعى لسوريا كل هذا سيكون دافعا له لقبول المبادرة، وأيضا إحساسه بأنه أنهى الوضع المأساوى لسوريا وشعبها وجيشها منذ ما يسمى بالثورة السورية. وجود معارضة الداخل والخارج فى الحكم ربما ترضى غرورهم بأنهم انتصروا بأنهم أصبحوا فى الحكومة وفى دائرة صنع القرار وأن الرئيس السورى لن يكمل مدة رئاسته وكل هذا يعطيهم إحساسا بالنصر (على غرار التجربة التونسية) وأن بشار الأسد لن يكون فى المستقبل السورى. فى حال أن اتفقت معارضة الداخل والخارج والنظام على خطة السلام وخارطة الطريق تلك ربما تقطع الطريق تماما على الإرهابيين والمتطرفين والمتعاطفين معهم وبالتالى ستحد من خطورتهم وربما انسحابهم بالكامل من المشهد. فى خلال تلك الفترة وحتى دعوة الناخبين لاختيار رئيس جديد لسوريا يتم تجهيز أحد الوطنيين الأوفياء من أبناء سوريا ليكون مرشحا قويا أمام عملاء الداخل والخارج من الطابور الخامس وغيرهم، على غرار التجربة المصرية. راهنت أمريكا وحلفاؤها على سقوط النظام السورى ولم تفلح وراهنت روسيا والصين وحلفاؤهم على انتصار النظام السورى ولم يفلح وأصبح الجميع خاسرين يعانون خاصة بعد أن طال الجميع نار التطرف والإرهاب بعد أن ظنوا أن الإرهاب سيكون داخل الدائرة التى رسموها ولكنه خرج من تلك الدائرة ليخترق حدودهم خاصة فرنسا وما تعانيه إيطاليا ومعظم أوروبا من الهجرة غير الشرعية وعلى الجميع أن يعيد حساباته. تلك المبادرة ربما تعطى كل طرف بعض الإحساس بالنصر ولكن المنتصر الوحيد سيكون الشعب السورى الذى دفع الثمن باهظا جراء تلك الحماقات والحسابات الشخصية والدولية والذى سوف يعود لدياره وأمنه وأمانه وكفاه ما لاقاه من خوف ورعب وتشريد ومهانة. فى حال رفض أى طرف من الأطراف للمبادرة سيظهر أمام العالم أنه لا يريد سلاما ويتاجر بآلام الشعب السورى ولا يريد لسوريا استقرارا ولا أمنا، خاصة إذا لقيت تلك المبادرة قبولا من دول عظمى مثل روسيا والصين.