زعيم طائفة البهرة يزور مصر بحثا عن الحنين

قوات الشرطة فى كل مكان، ممنوع الاقتراب أو التصوير، طوارئ فى "قسم الجمالية" قوات تأمين شارع المعز على أهبة الاستعداد، رجال شرطة فى الزى الرسمى يجوبون الشوارع، ورجال شرطة فى زى مدنى ينتشرون حول مسجد الحاكم بأمر الله، المشهد بأكلمه قد يكون مفاجئا لزوار المنطقة، لكنه لم يكن كذلك بالنسبة لأهالى المنطقة الذين اعتادوا عليه المرور بمثل هذه المواقف، فغالبا ما تصاحب زيارة "سلطان البهرة" لمسجد الحاكم بأمر الله مثل هذه الإجراءات الاستثنائية، خاصة بعد تصاعد موجات الإرهاب ونمو حركات التطرف الإسلامي.
"اليوم السابع" استطاع أن يخترق كل هذه الاحتياطات الأمنية، كما استطاع أن يحصل صور حصرية لزيارة "مفضل سيف الدين" سلطان طائفة البهرة الشيعية والتى يعود أصلها الجغرافى إلى الهند كما يعود أصلها الاعتقادى إلى "الفاطميين" وقد استغرقت زيارة "سلطان البهرة" لمسجد الحام بأمر الله وشارع المعز لدين الله ما يقرب من ساعة تجول فيها فى أرجاء المساجد الأثرية المصرية التى يعود تاريخ إنشائها إلى فترة الحكم الفاطميين ومنها مسجد الحاكم بأمر الله وجامع الأقمر الواقع فى ذات الشارع.
"الحنين إلى الماضى والتبرك بآثار أئمة الشيعة من الفاطميين" هذا هو سبب الزيارة بحسب ما أكد مصدر مطلع – رفض ذكر اسمه - بوزارة الآثار قائلا إن "البهرة" عاشوا فى مصر خلال العصر الفاطمى، وعندما انتهى العصر الفاطمى هاجر الكثيرون من مصر، وانتقلوا من بلد إلى آخر، حتى انتهى بهم المقام إلى جنوب الهند واختلط بهم الهندوس الذين أسلموا، وهم يحرصون على زيارة بعض الأماكن المقدسة حول العالم منها الجامع الأزهر والحسين والسيدة زينب، ومسجد الحاكم بأمر الله الذى تم ترميمه وتجديده بأموالهم.
والبهرة لفظ هندى قديم، بمعنى التاجر، وتنقسم إلى قسمين الأول:"البهرة الداوودية" وينتشرون فى الهند، وباكستان، منذ القرن العاشر الهجرى، ومركزهم بومباى بالهند، والثانية"البهرة السليمانية" ومركزهم فى اليمن، يصل عدد أتباعها فى العالم إلى مليون ونصف المليون شخص، وهم لا يقيمون الصلاة فى مساجد المسلمين، عقائدهم مشابهة لعقائد سائر الفرق الإسلامية المعتدلة، يصلون صلاة المسلمين، ويذهبون إلى مكة للحج كبقية المسلمين.
كما يوقر البهرة زعيمهم بشكل كبير ويطلقون عليه "مفضل سيف الدين، ويتسمون بوحدة الزى للنساء كما أن هناك زى موحد للرجال، ويتميزون بأنهم مسالمون ولا يختلطون كثيراً إلا مع أتباع طائفتهم وإن كان الاختلاط لا يمكن تجنبه نظراً لعملهم بالتجارة.
موضوعات متعلقة..
- عرض مسرحية "انتبهوا أيها الشرفاء" بقصر ثقافة برج العرب